بعد الضربة العسكرية .. ماذا عن منظمة التحرير والدولة؟

بعد الضربة العسكرية .. ماذا عن منظمة التحرير والدولة؟

فهد موسى جابر*

إن ضربة بهذا الحجم من الخسائر ، لا بد سيكون لها تأثيرا مزلزلا على الكيان الصهيوني وداعميه . الامور بخواتيمها .و من المؤكد أنها ضربة موجعة جدا و غير متوقعة بالنسبة لاسرائيل.
قبل اي توقعات او استنتاجات، لنرى كيف ستُترجم هذه الضربة بالسياسة وكيف ستترجم ايضا ردود الفعل العسكرية عليها ايضا بالسياسة، سيكون تقييمها مرتبط بما ستسفر عنه تلك النتائج ، تحديدا حول المواضيع التالية :

ــــ هل سيتم توظيف النتائج في السعي لاقامة الدولة الفلسطينية في الضفة و القطاع بسلطة واحدة تمثل كل الاطياف؟
ـــ  هل هناك طموح عند حماس لتصير بديلا عن منظمة التحرير ام ستصير جزءا منها؟

ـــ كيف سينتهي الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني الذي قسم القضية لقسمين ،

ـــ كيف ستضغط القوى الاقليمية المختلفة حول تقاسم او استئثار السلطة و التي ستفجر اوضاعاً خلافية غير مسبوقة طفا شيءٌ منها منذ اسابيع على هامش تقاسم النفوذ في اشتباكات عين الحلوة الاخيرة؟

 يتناسى البعض ان اعتراف الامم المتحدة بشرعية منظمة التحرير كأطار تمثيلي معترف به للقوى السياسية الفلسطينية يتناقض بشدة مع وجود قوة عسكرية و سياسية تتصرف على هواها وتقيم تحالفات اقليمية من خارج القرار الوطني الفلسطيني و تسخره لصالح قوى اقليمية او دولية لا تأخذ بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني بأقامة دولته المستقلة على اراضي الضفة و القطاع، حيث بدا سلوكها السابق وكأنه استفراد بالسلطة و تقسيم للقرار الفلسطيني الذي يتوجب ان يكون موحدا والذي استفادت من ازدواجيته الدولة العبرية وماطلت سنوات وسنوات ولا تزال لمنع انشاء هذه الدولة المستقلة .

ويبدو بعد هذا التصعيد الكبير ان هناك قلق حقيقي ومخاطر اممية، تؤدي الى فرض عزلة على الشعب الفلسطيني والذي يعاني الأمرّين بسبب الخلافات العميقة بين حماس و حلفائها وتحالفاتها من جهة وبين منظمة التحرير والمتمسكين بها ،والخوف ان تلجأ اسرائيل ومؤيديها الى محاولة الغاء الشرعية الدولية و التمثيلية لمنظمة التحرير او سحب الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني من قبل بعض الدول المتعاطفة مع الكيان الصهيوني المحتل .مما قد ينسحب لاحقا على سحب الاعتراف بدولة فلسطين الممثلة بالامم المتحدة .

على ضوء هذه الامور وغيرها سيتضح لاحقا من المستفيد من هذا السيناريو الذي تفجر و الذي لم يكن احد يتوقعه ان يكون بهذا القدر العالي من الخسائر البشرية و المادية و المعنوية .

اذن وبغضّ النظر عن الناحية العاطفية والشعبوية التي يطبل البعض لها و مع مرور الوقت و ٱتضاح ارقام الخسائر في غزة التي بدأت تتصاعد و حجم التدمير الذي يتسع و يكبر كل ساعة و ضخامة الحشود التي تصل لمحيط القطاع و التي ارتكزت اليوم لقرار مجلس الوزراء بأعلان حرب ضد القطاع .

لا احد يملك معلومات من المراقبين والمختصين بالشؤون العسكرية عن حجم القدرات المتوفره في القطاع من الناحية اللوجستية و التسليح و الذخائر و الخدمات و الخ . و لا احد يعرف كم لدى المقاومين من حماس و غيرها من قدرات عسكرية و كم بأمكانهم الصمود . كل هذه المخاوف و التساؤلات المشروعة تظهر مع بدء تحضيرت العدو لشن حرب حقيقية على غزة و اهلها . من هنا يجب عدم الانزلاق الى استسهال الامر مطلقا و النوم على حرير ضربة الكف الاولى، او تجييرها لمن طلبها .
ويؤكد بعض المراقبين لخفايا السياسة الايرانية الخارجية في الملف الفلسطيني ان النظام الايراني سيعرقل دائما طرح الدولة الفلسطينية لاسباب يعتبرها جوهرية ، فوجود دولة فلسطينية في الضفة و القطاع ستنزع من يده ورقة المقاومة برمتها و شعارات تحرير فلسطين و غير ذلك من الشماعات التي يتقن تعليق مواقفه و غاياته التخريبية المعادية لدول المنطقة العربية و الاسلامية .
و التطورات المقبلة لا بد ستكشف تلك التقاطعات مع رغبات الكيان الصهيوني الذي يماطل بموضوع الدولة منذ عقود .

كاتب سياسي*

Visited 8 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة