“طوفان الأقصى”: غزة في جحيم القصف والتهجير .. والاجتياح البري على نار حامية
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
لم يتوقف قصف غزة من قبل الجيش الاسرائيلي الذي حول احياءها الى ركام ودفع أهلها إلى مواجهة جحيم يبدأ بإسقاط الصورايخ والقنابل المحرمة دوليا ولا ينتهي بقطع سبل العيش من كهرباء وماء وادوية وكل المستلزمات الضرورية لحياة انسانية.
فبعد مرور أسبوع على الهجوم الذي شنته حركة حماس، السبت الماضي، على مستوطنات إسرائيلية، ووسط خطة اسرائيلية لبدء اجتياحها البري مع دعوتها لإخراج اكثر من مليون من اهالي شمال غزة ودفعهم للخروج من أرضهم نحو الجنوب، وقد استجاب بعض الغزيين لهذه التهديدات خوفا على حياة عائلاتهم، واختار آخرون البقاء بمنازلهم منعا لتكرار مشاهد تهجير كتلك التي ترافق الذاكرة الفلسطينية منذ عام 1948، الا ان بعضهم لم ينجو من جنون نتنياهو إذ لاحقتهم الطائرات.
وسجلت آخر الاحصاءات استشهاد 1900 فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء وبينهم من النازحين بشكل قسري، وأصيب أكثر من 7 آلاف آخرين بجروح من جراء عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، فيما قُتل 1300 إسرائيلي. وأعلنت مستشفيات غزة، عن استشهاد 256 فلسطينيا بينهم 20 طفلا، إضافة إلى إصابة 1788 مواطنا، خلال أقل من 24 ساعة.
خطة إخلاء غزة
واليوم، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ إننا “نجري محادثات مكثفة مع العديد من الدول من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر لتزويد أهلنا في قطاع غزة بالمواد الغذائية والمعدات الطبية والكهرباء والمياه، لتجنيب شعبنا دمار الحرب ولحماية المدنيين ومنع تهجيرهم ووقف العدوان فورا”.
وإعتبر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تصريح ليل امس، أن منع الغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية عن قطاع غزة بمثابة “جريمة حرب”، داعيا إلى “وقف “الكارثة الإنسانية” التي يعانيها القطاع.
ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الصفدي قوله خلال لقائه نظيره الإيطالي أنتونيو تياني في عمان إن “منع الغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية عن غزة جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة، وخرق للقانون الدولي الذي يجب أن يطبق على الجميع، ووفق معايير واحدة، وليس وفق هوية الضحية ومكان الصراع“.
وأضاف “إيصال المساعدات الإنسانية لشيوخ وأطفال ونساء غزة مسؤولية دولية أخلاقية وقانونية جماعية”، مشددا على “ضرورة وقف الكارثة الإنسانية التي يعانيها قطاع غزة مع استمرار التصعيد واستعار الحرب على غزة“.
وحثّت منظمة الصحة العالمية سلطات الاحتلال الإسرائيلي على التراجع الفوري عن أمر إخلاء الفلسطينيين من غزة، ووصفت الإخلاء الجماعي فيما لو تمّ بالكارثي.
وقد كرر المتحدث باسم جيش الاحتلال، صباح اليوم تهديداته بشأن بقاء الفلسطينيين في شمالي غزة، ويطالبهم بالنزوح نحو جنوب القطاع المحاصر.
ويخير المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، الفلسطينيين بالنزوح عبر مسلكين يزعم أنهما آمنين “البحر” و”صلاح الدين” بين الساعات 10:00 و16:00، علمًا أنه أمس الجمعة، لقد تم استهداف مدنيين كانوا بطريقهم للنزوح للبحث عن مكان آمن في جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة “بلومبيرغ”، اليوم بأن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قلقة حيال احتمال غياب خطة للحكومة الإسرائيلية لليوم الذي سيكون بعد قرار الاقتحام البري المتوقع إلى قطاع غزة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن البيت الأبيض يضغط حاليا على إسرائيل لتقديم خطة تتجاوز هدف القضاء على “حماس”
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تأجيل الهجوم البري لحين تأمين ممر إنساني.
وكشفت رسائل بريد إلكتروني، تلقاها عدد من الأميركيين الفلسطينيين العالقين في غزة أن معبر رفح قد يفتح عصر اليوم السبت. وأفادت تلك الرسائل الصادرة عن نظام إدارة الأزمات للشؤون القنصلية التابع لوزارة الخارجية الأميركية (CACMS) بأن المواطنين الأميركيين وعائلاتهم قد يتمكنون من الخروج من غزة إلى مصر بعد ظهر السبت، حسب ما نقلت شبكة “سي أن أن”.
كما جاء فيها: “ندعم المرور الآمن للمدنيين، ونعمل مع شركائنا الإسرائيليين والمصريين لإنشاء ممر إنساني آمن لسكان غزة الذين يحاولون الفرار من هذه الحرب، ولضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين داخل القطاع”.
فيما أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية، أن المسؤولين الأميركيين يناقشون هذا الأمر مع الإسرائيليين والمصريين.
وواصلت الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الضغط على الحكومتين المصرية والإسرائيلية من أجل فتح معبر رفح أمام المواطنين الأميركيين والمواطنين الأجانب من الدول الأخرى الذين يرغبون في المغادرة. فيما تمسكت مصر بفتح معبر رفح أمام دخول المساعدات الإنسانية أولاً إلى القطاع المحاصر، محذرة من إخراج الفلسطينيين من غزة وإفراغ القطاع في عملية “تهجير قسري”.
ولاحقا ذكرت معلومات صحافية ان مصر تبني جدرانا إسمنتية عند حدود معبر رفح.
عمليات القصف
وصباح اليوم وقع العديد من الشهداء والجرحى إثر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، على سوق مخيم النصيرات المكتظ بالسكان وسط قطاع غزة.
وحسب مراسل الأناضول، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف المدفعي من الزوارق الحربية والدبابات على شرق وغرب قطاع غزة.
وفجرا قصف الاحتلال، منازل فلسطينية في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، مخلفا عشرات القتلى والجرحى.
وزعم الجيش الإسرائيلي، اليوم في بيان صدر عنه، أنه اغتال مراد أبو مراد، المسؤول عن القوّة أو المنظومة الجوية لـ”حماس”، وفقا لما ذكره في بيان.