أخطاء إسرائيل .. ونجاح “طوفان الأقصى”
سمير سكاف
رفض الوقاية يجعل العلاج مستحيلاً أحياناً.
10 أخطاء عامة ومستمرة في تصرفات اسرائيل :
1ــــ اعتقاد اسرائيل إنها أصبحت فوق الخطر untouchable، وأنها أقوى من أن تُصاب بأذى! وهذا جعلها هشة وفي مرمى نيران حماس.
2ـــــ عنجهية الجيش والدولة وقادة اسرائيل. وبناء أسطورة كاذبة بعنوان “الجيش الذي لا يقهر” فتحا ثغرات ميدانية كثيرة. حتى أن نتنياهو استخف بالتحذيرات المصرية عن احتمال حدوث أمر ما في غزة، كما نقلت الأخبار عنه.
3ــــ عدم اعتراف اسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني، والتعاطي العنصري معه بنيا أجيال مواجهة فلسطينية لا تستسلم.
4 ـــــ رفض العمل على حل الدولتين. والاعتقاد أن إذلال الشعب الفلسطني من دون دولة هو لمصلحة الشعب الاسرائيلي.
5 ــــ عدم التعاون الاسرائيلي مع المبادرة العربية: الأرض مقابل السلام.
6 ــــ الاستفزاز الدائم الذي مارسه الاسرائيليون وعدم احترام مقدسات الاسلام والمسيحيين، وبخاصة لمسجد الأقصى. وأيضاً لكنيسة القيامة.
7 ـــــ الاستمرار في سياسة الاستيطان وبناء المستوطنات وقضم الأراضي الفلسطينية، تعدٍ صارخ على الشعب الفلسطيني.
8 ــــ الانتهاكات الاسرائيلية وخاصة من سكان المستوطنات للحياة اليومية للشعب الفلسطيني، كمثل تلك التي حدثت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، والعمل المستمر منذ سنوات طويلة لأجل تهويده (ومؤخراً نتيجة قرار للمحاكم الاسرائيلية بإخلاء 32 منزلاً لعائلات فلسطينية).
9 ــــ اعتقاد اسرائيل أن انقسام السلطة على الأراضي الفلسطنية بين فتح وحماس في الضفة وغزة يخدم دولة اسرائيل. وهي لم تألو جهداً لتعميق الخلاف بينهما. في حين أن وحدة القرار الفلسطيني ورأي موحد أسهل لها بالتعاطي معه.
10 ــــ استخفاف اسرائيل بخصومها، وبشجاعتهم. وعدم أخذ التهديدات والتحذيرات التي أطلقوها بجدية.
10 أخطاء ميدانية وعملانية ارتكبها الاسرائيليون ساهمت بإنجاح عملية “طوفان الأقصى”:
1 ـــ لم ترصد المخابرات الاسرائيلية، الموساد والشين بيت إنشاء حماس لما يُقدر اليوم بحوالى 6 حقول تدريب مكشوفة. وهو فشل هائل أيضاً لطلعات الاستطلاع الجوية.
2 ــــ لم تتمكن المخابرات الاسرائيلية ولا الجيش الاسرائيلي عامة من منع أو تعطيل تدريبات حماس العسكرية.
3 ــــ لم تنجح المخابرات الاسرائيلية باختراق حماس لمعرفة أن عملية ما بهذا الحجم ستحدث. وذلك، على الرغم من طول فترة التحضيرات المقدرة بسنتين. في مقابل قدرة هائلة لحماس في منع تسريب المعلومات حول التحضيرات وخطط وتوقيت عملية “طوفان الأقصى”.
4 ـــــ فشل أجهزة المخابرات الصديقة لاسرائيل، كالمخابرات الأميركية وبعض المخابرات الأوروبية في تكوين ولو فكرة صغيرة عن عملية “طوفان الأقصى”!
5 ـــــ فشل اسرائيلي ذريع في رد الفعل على عنصر المفاجأة في تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وغياب كامل عن الوعي وعن السمع!
6 ــــ الإهمال وغياب بالكامل لفرق ولأشخاص المراقبة. هل من المعقول أنه لم يتواجد شخص واحد خلف أجهزة المراقبة لإطلاق أجهزة الإنذار عن بدء عملية “طوفان الأقصى”، لا براً ولا بحراً ولا جواً؟! ولم يرصد أي مراقب حركة الجرافات وفتح ثغرات في الجدار؟!
7 ــــــ فشل أجهزة المراقبة “الذكية” الاسرائيلية بإعطاء التحذيرات إلكترونياً. وتقييم فائض وخاطىء لقدرات الأجهزة الإلكترونية في التعامل مع الأحداث.
8 ــــ فشل الأمن الداخلي والجيش بحماية الداخل. أول مساعدة لمهرجان نوفا الموسيقي الذي قتلت فيه حماس 260 شخصاً واتخذت منه عشرات الرهائن وصلت بعد عشر ساعات! وفشل الجيش والقوى الأمنية في حماية ثكناتهم ومواقعهم العسكرية!
9 ــــ إساءة تقدير لقدرات وأداء بعض المعدات العسكرية، وللقبة الحقيقية.
10 ــــ عدم القدرة على منع حماس من تصنيع الأسلحة والذخيرة في الداخل وفي تسرب المعدات اللازمة لتصنيعها، كما عدم القدرة على منع إدخال بعضها من الخارج.
5 أخطاء ترتكبها حالياً أو قد ترتكبها اسرائيل:
1 ـــــ جعل أهل غزة يدفعون فاتورة حماس. وبالتالي المساهمة في وحدة الصف الفلسطيني، معنوياً على الأقل.
2 ـــــ الممارسات الاسرائيلية الخارجة عن القانون الدولي والأعراف الدولية كقطع المياه والدواء عن القطاع واستهداف المسعفين وسيارات الاسعاف وارتكاب المجازر بحق الأطفال… مما سيؤدي لاحقاً الى خسارة تأييد الرأي العام الدولي.
3 ـــــ جهل الجيش الاسرائيلي لتكلفة الغزو البري، وللمفاجآت التي ستنتظره!
4 ــــ جهل المخابرات الاسرائيلية لكل ما يتعلق بالأنفاق. وهي فشلت بمنع إنشائها.
5 ــــ القتل والعنف والآلام الكبيرة التي يتعرض لها أطفال غزة تزرع الحقد وتنتج أجيال مواجهة مستقبلية جديدة، لأن “الأطفال ستكبر”!
ويبقى أسئلة خطيرة بتكاليف عالية. هل تفكر اسرائيل بضم غزة بالكامل الى أراضيها؟ هل هناك خطة للترانسفير؟ هل تفكر اسرائيل بنقل أهل غزة الى سينا؟ أو حتى بنقل فلسطينيي ال 48 الى غزة؟!