مجزرة جديدة بمدرسة بجباليا .. أهل غزة يعيشون على قطعتي خبز دون ماء ومزيد من الاشلاء في مقبرة المجهولين

مجزرة جديدة بمدرسة بجباليا .. أهل غزة يعيشون على قطعتي خبز دون ماء ومزيد من الاشلاء في مقبرة المجهولين

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

سجل المزيد من سقوط الضحايا المدنية في قطاع غزة في اليوم الــ 29 للحرب فيما تواصلت الاشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات الجيش الاسرائيلي المتوغلة من ثلاث محاور ومن ثغرات عدة، وسط أوضاع مأساوية بسبب القصف والجوع وانعدام مقومات الحياة.

واليوم أفاد شهود عيان عن سقوط عشرات القتلى من جراء قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال غزة. وهي مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعرضت للقصف هي “أكبر مراكز الإيواء في القطاع”. وافيد عن وقوع  أكثر من 150 قتيلا وجريحا في هذا القصف. ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا لعملياته البرية في شمال قطاع غزة، وقال إنه اشتبك مع 15 مسلحا من حركة حماس في شمال غزة. وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اليوم إن الجيش الإسرائيلي يقول إن قواته نفذت عملية توغل بجنوب قطاع غزة مع استمرار العمليات. وأضافت أنه خلال العملية، واجهت القوات خلية تابعة لحماس خرجت من أحد الأنفاق. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن القوات قتلتهم.

وأفادت إذاعة حماس بأن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل في غزة لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الموجود خارج القطاع.

كما استهدفت إسرائيل مدخل مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة، موقعا قتلى وجرحى، وطال القصف خزان مياه يغذي أحياء في رفح جنوبي القطاع. وشنت غارة على شارع الرشيد الساحلي غرب قطاع غزة مستهدفة تدميره وإطلقت النار على نازحين على الطريق، في اطار سعيها إلى فصل شمال غزة عن بقية مناطق القطاع.

وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن غارات وصفها بالعنيفة استهدفت مناطق في بيت لاهيا شمال قطاع غزة وحي النصر غرب القطاع، ما أدى لمقتل سبعة أشخاص، مشيرا إلى أن أكثر من 20 غارة حتى الآن على حي الزيتون بغزة.

كما شن الجيش الإسرائيلي عدة غارات على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفي منطقة القرارة شرقها، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.

وذكرت وسائل إعلامية أن اشتباكات دارت بين الجيش الإسرائيلي وعناصر من النخبة التابعة لحماس في محيط قاعدة زيكيم العسكرية التي تطل على شواطئ مدينة عسقلان، ما أدى إلى مقتل 6 من عناصر حماس وإصابة 4 جنود إسرائيليين أحدهم في حالة خطرة.

ووفقاً للمصادر فإن الاشتباكات جاءت إثر محاولة تسلل باستخدام غواصين ومسلحين على طائرات شراعية.

قبل ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، إن إسرائيل قتلت منذ بداية الحرب 10 قادة تابعين لحماس.

في المقابل، أعلنت كتائب القسام استهداف تل أبيب برشقات من الصواريخ، حيث اعترضت منظومة القبة الحديدية عدداً من صواريخ أطلقت باتجاه تل أبيب ومدن وسط إسرائيل.

واستهدف الطيران الإسرائيلي منطقة العطاطرة والسودانية وشمال بيت لاهيا ومنازل في بيت حانون وجباليا وحي النصر ومحيط المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، وحي التفاح شرق المدينة ومخيمي النصيرات والبريج. وقام الطيران الإسرائيلي ومدفعيته بقصف مدينة خان يونس جنوب غزة ومنطقة القرارة شرق القطاع. مما أوقع قتلى وعددا كبيرا من الجرحى. كما ساتهدف القصف المدفعي حدود القطاع “بشكل عنيف جدا”، وشرقي خان يونس ودير البلح، وسجلت غارات على مستشفى القدس في تل الهوى.

كما قصفت المدفعية الإسرائيلية خلال ساعات الليل المناطق الشرقية لقطاع غزة، بينما جدد الطيران قصف منازل في المنطقة المحيطة بمستشفى القدس غرب مدينة غزة ومنازل في محيط المستشفى الإندونيسي بمدينة غزة وحي التفاح شرق المدينة ومخيم البريج.

وكان منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة،  قال أمس إن أكثر من 50 جثة لمجهولي الهوية من ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع سينقلون إلى مقبرة جماعية هي الرابعة التي اضطرت السلطات الحاكمة في القطاع لإعدادها لاستيعاب من يفشلون في التعرف على هويته.

واوضح أن عدد الجثث مجهولة الهوية التي ستنقل للمقبرة في ازدياد.

هذا وسجلت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية إلى 9227، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.

في المواقف، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم عن شعوره بـ”الرعب” وعن فزعه جراء الهجوم على قافلة سيارات إسعاف خارج مستشفى الشفاء بغزة.

ونقل بيان للأمم المتحدة عن غوتيريش قوله “لقد هالني الهجوم.. صور الجثث المتناثرة في الشارع خارج المستشفى مروعة”.

وأضاف: “الآن، ومنذ نحو شهر، ما زال المدنيون في غزة، بما في ذلك الأطفال والنساء، محاصرين، ويحرمون من المساعدات، ويُقتّلون ويجبرون على ترك منازلهم جراء القصف.. يجب أن يتوقف هذا الأمر”.

ووصف غوتيريش الوضع الإنساني في غزة بأنه مروع، قائلا إن ما يصل من غذاء وماء ودواء لا يكاد يقترب من حد كفاية حاجات الناس، وإن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه ينفد. وأضاف: “ملاجئ الأونروا تتعرض للقصف، والمشارح تمتلئ على آخرها، والمحال فارغة.. نرى زيادة في الأمراض ومشاكل التنفس، خاصة بين الأطفال. شعب بأكمله يعاني من الصدمة ولا مكان آمنا”.

وجدد غوتيريش مناداته بوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، قائلا إنه “يجب السماح بدخول الإمدادات والخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية بأمان ودون عائق وبما يتناسب مع الوضع المأساوي في غزة”.

كما أكد على ضرورة أن يمارس جميع أصحاب النفوذ نفوذهم من أجل “ضمان احترام قواعد الحرب وإنهاء المعاناة وتجنب تمدد الصراع، الذي قد يعم المنطقة بأكملها”.

وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانون غبريسوس قال أمس الجمعة، إنه يشعر “بصدمة عنيفة” إزاء تقارير عن قصف سيارات إسعاف كانت تجلي المرضى قرب مستشفى الشفاء في غزة.

وأضاف غبريسوس على منصة “إكس” (تويتر سابقا): “يجب توفير الحماية للمرضى والمسعفين والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف في كل الأوقات”. ودعا لوقف إطلاق النار في غزة على الفور.

وأدّى القصف الذي استهدف، الجمعة، سيّارة الإسعاف أمام مستشفى الشفاء إلى مقتل 15 شخصا وإصابة 60 آخرين، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس التي قالت إنّ السيارة كانت جزءا من قافلة تقل “عددا من الجرحى في طريقهم لتلقي العلاج في مصر”.

وادّعى الجيش الإسرائيلي أن سيّارة الإسعاف المستهدفة “كانت تستخدمها خلية إرهابية تابعة لحماسط.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن القوات الإسرائيلية نفذت ضربة جوية على شارع الرشيد في الجانب الغربي من غزة، مستهدفة مجموعة من سيارات الإسعاف العائدة من مهمة لنقل الجرحى إلى معبر رفح. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مدير المجمع قوله، إن هناك قتلى بين الطواقم الطبية نتيجة القصف.

وتزايدت الدعوات إلى هدنة إنسانية في غزة مع تقارير وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين التي تفيد بأن المواطن الفلسطيني العادي في غزة يعيش على قطعتين من الخبز يوميا، ولا يعمل سوى خط واحد من خطوط إمدادات المياه الثلاثة القادمة من إسرائيل، في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.

وقال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين توماس وايت (الأونروا) في غزة، امس إن “هذه هي الجملة التي تتردد الآن من الناس في شوارع غزة.. الماء الماء”. ووصف غزة بأنها “مسرح الموت والدمار”. وأضاف أنه لا يوجد مكان آمن الآن، ويخشى الناس على حياتهم ومستقبلهم، وأنهم لن يتمكنوا من إطعام أسرهم.

وقال وايت في مؤتمر صحافي بالفيديو لدبلوماسيين من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، إن الأونروا تدعم حوالي 89 مخبزا في أنحاء غزة بهدف إيصال الخبز إلى 1.7 مليون شخص.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة