وسيلة النظام الايراني للبقاء .. القمع والاعدامات
حسين عابديني
عندما تبادر السلطة القضائية للنظام الايراني الى تنفيذ 90 حکم إعدام خلال 24 يوما، وعندما يقوم النظام بإستنفار أجهزته الامنية ويتمادى في ممارساته القمعية، وکل ذلك يجري تزامنا مع الحرب المدمرة الجارية في غزة والتي کان هذا النظام من ورائها، بالاضافة الى تزامن مصادقة اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار الاممي ال70 لإدانة إنتهاکات عقوق الانسان من قبل هذا النظام، فإن المعالم الاساسية للصورة تتوضح ويتبين الموقف والوضع الصعب والحرج الذي صار هذا النظام يواجهه ولايجد له مخرجا!
النظام الذي يسعى قادته وفي مقدمتهم خامنئي ورئيسي لإظهار حزنهم البالغ على مايجري لأهالي غزة ولاسيما الاطفال والنساء ويذرفون دموع التماسيح من أجل ذلك، فإنهم في نفس الوقت يتمادون غيا وطغيانا في نهج قمعي تعسفي بحق الشعب الايراني وخصوصا من حيث إزهاق الارواح وذلك بزيادة تنفيذ أحکام الاعادامات ومضاعفة الاجراءات القمعية الى جانب التمادي أکثر في إفقار الشعب الايراني الذي صار أکثر من 70% منه يعيشون تحت خط الفقر، وذلك ماعکس ويعکس الاوضاع المعيشية لصعبة جدا للشعب الايراني ولاسيما الفقراء الذي صاروا وبسبب السياسات الخاطئة للنظام يشکلون أغلبية الشعب الايراني.
تباکي خامنئي ورئيسي على أطفال غزة لأنهم يعانون من الجوع والحرمان، فإننا نلفت انظار العالم الى أن أطفال إيران يواجهون حرمانا ملفتا للنظر ليس في الجوانب المعيشية بل وحتى العلاجية خصوصا مع إرتفاع أسعار الدواء والعلاج وتفاقمها، وإن النظام وهو يرى الشعب يواجه هکذا أوضاع صعبة فإنه وبدلا من أن يسعى من أجل معالجة هذه الاوضاع الوخيمة التي يقع عبئها على الشعب عموما، إنه يقوم بزيادة الاعدامات وجعلها عملية ممنهجة الى جانب مضاعفة الممارسات القمعية وذلك من أجل إثارة الخوف والذعر بين أوساط الشعب الايراني وإجبارهم على تحمل هذه الاوضاع الصعبة جدا والتي نجمت وتداعت عن سياساتهم الخاطئة.
يعلم القادة والمسٶولون في النظام جيدا الى أي حد قد وصلت کراهية الشعب لهم وهم يعمون أيضا بأن حالة الاحتقان والغضب العارم التي تعتري الشعب الايراني لايمکن أن تستمر طويلا وإن إحتمال إندلاع إنتفاضة شعبية کبرى ضد النظام أمر وارد وليس بوسع النظام منعه، بل إنه يتصور بأن زيادة تنفيذ أحکام الاعدامات ومضاعفة الممارسات القمعية من شأنه أن يکون بمثابة الدرع الواققي للنظام من نيران الانتفاضة وهو لايدري بأن التمادي في تنفيذ سياسة الحديد والنار بحق الشعب ليس بذلك الامر السهل الذي يمکن له الخروج من آثارها وتبعاتها بسهولة بل إن ذلك يفاقم الامور أکثر ويعجل بإندلاع نار الانتفاضة التي ستعلن نهاية هذا النظام.