صورة الثقافة اليهودية في الإعلام المغربي
متابعة: حنا فلاح
دافعت الباحثة عائشة بوزرار، في مطلع شهر يونيو، عن رسالتها لنيل شهادة دبلوم الماستر في الإعلام والتسويق الرقمي، من جامعة ابن طفيل – القنيطرة، المغرب، في موضوع “صورة الثقافة اليهودية في الإعلام المغربي: دراسة في برنامج “ناس الملاح” لزهور رحيحل، بإشراف الدكتور هشام بن الهاشمي، ولجنة علمية متكونة من السادة الأساتذة: الدكتور عادل اقليعي والدكتور يونس الراثي، وبعد المناقشة تم منح الباحثة عائشة بوزرار ميزة مشرف جدا .
تناولت الباحثة موضوع الثقافة اليهودية في المغرب باعتباره عنصرا مهما في الإعلام الوطني، حيث ينعكس حضوره من خلال التراث والتاريخ اليهودي في البلاد. على الرغم من ذلك، فإن تمثيل المكون اليهودي في وسائل الإعلام المغربية واجه بعض التحديات والقضايا الخاصة، كالتأثير السياسي للصراع العربي-الإسرائيلي، والتمثيل المتباين أحيانًا، وضرورة المحافظة على التوازن والحساسية في معالجة هذه المواضيع. وبالنظر إلى التغييرات في البيئة الإعلامية وبعض القيود الاقتصادية والمؤسسية، فإن الحفاظ على حضور الثقافة اليهودية في الإعلام المغربي ظل أمرًا مهمًا رغم هذه التحديات.
وتطرقت الباحثة إلى كيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلانات الرقمية للترويج للثقافة والفنون والتراث المحلي، عبر تصميم حملات تسويقية رقمية تستخدم رموزا وقيما ثقافية محلية ترسخ الهوية، مع إبراز المحتوى الثقافي المحلي مثل الكتب والأغاني والفيديوهات على المنصات الرقمية ،وأيضا تنظيم حملات توعية تسلط الضوء على أهمية حماية الهوية الثقافية، وتدريب الشباب والمهتمين على استخدام أدوات التسويق الرقمي لتعزيز الثقافة المحلية، والاستثمار في منصات رقمية تتيح مشاركة الجمهور والتفاعل حول القضايا الثقافية.
وتوقفت الباحثة بوزرار على أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على تعزيز التنوع في تبادل وجهات النظر، لكن الحكومة مازالت تحرص على السيطرة على الخطاب الإعلامي و الدور الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي في الخطاب الإعلامي من منظور الثقافة اليهودية؛ حيث لعبت مواقع التواصل دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على الهوية والتراث الثقافي اليهودي، إذْ ساهمت في نشر المحتوى الديني والثقافي ذي الصلة وربط أفراد المجتمع ببعضهم عبر حدود المكان. كما قدمت منصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام، بالإضافة إلى التعريف بتاريخ وتراث هذه الثقافة. وعلى الرغم من حساسية بعض القضايا إلا أن وسائل التواصل ساهمت بشكل فعال في حفظ الهوية اليهودية وتعزيز الوعي بها.
وتتضحُ التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحفاظ على التراث الثقافي اليهودي، من خلال انتشار المعلومات غير الدقيقة تحديًا كبيرًا، بالإضافة إلى صعوبة المحافظة على اللغات والتعابير التقليدية. كما يهدد تأثير الثقافات الأخرى على الأجيال الشابة الهوية الثقافية، ويضعف انخفاض نسبة مستخدمي اللغة العبرية جهود الحفاظ على التراث فضلا عن تشتت الجهود بسبب تنافس وسائل التواصل، وصعوبة قياس تأثيرها على المدى البعيد.
كما أشارت الباحثة أن الثقافة تستمد وجودها من المجتمع وتوفر له الهوية والقيم والتقاليد المشتركة التي تحكم سلوكيات أفراده. مثلما يؤثر التقدم التكنولوجي، بشكل كبير، في تشكيل الثقافات والمجتمعات من خلال التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية التي تخلقها، ولكن العولمة قد تهدد الخصوصية الثقافية للمجتمعات مسببة اغتراب الأفراد، لذا يقع على عاتق الدول المحافظة على الهوية الثقافية المحلية دون المساس بحقوق المواطنين.
اعتمدت الباحثة عائشة بوزرار في بحثها على منهج استقصائي في الوصف والتحليل والاستنتاج عبر جمع البيانات والمعلومات الأولية من مصادر موثوقة ومتعددة. واستتبع ذلك بوصف جوانبه الرئيسية بشكل موجز وتحليل أهمية كل جانب ودوره، كما اشتمل على طرح تساؤلات بحثية وجمع معلومات إضافية للإجابة عنها. وفي النهاية تم عرض النتائج بشكل منظم ومدعوم بالأدلة مع تقديم خلاصة تضمن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث.