ليلة الاحتفاء بالشعر والشعراء بمدينة خريبكة
أحمد لعيوني
لقاء ثقافي جمع ثلة من المبدعين في مجال الشعر المعرّب والزجل الأصيل والقصة، بالمركز الثقافي محمد السادس بخريبكة مساء الأحد 28 يوليوز. نظم هذا العرس البديع تحت خيمة الشعراء بحديقة المركز، واختير له شعار “مدينة خريبكة هوية وتاريخ”. أشرف على إعداد هذا اللقاء جمعية ذاكرة القدماء، ذاكرة مدينة خريبكة، بشراكة مع مجلس المدينة، وتنسيق جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي ومتقاعدي جماعة خريبكة. وذلك بمناسبة تخليد ذكرى عيد العرش المجيد.
اشتملت هذه الأمسية على فقرات شعرية تقدم بها شعراء وزجالون محليون، وآخرون قدموا من جهات مختلفة تخللتها فقرات موسيقية على نغمات العود. قام بتسيير الجلسة، ذ. حسن بوسلام الذي ذكر الحاضرين بانفتاح المجلس الجماعي، وبتعاون مع جمعية الأعمال الاجتماعية، على المبدع وإعطائه المكانة الخاصة التي يستحقها.
ممثل الجماعة المحلية، ورئيس اللجنة الثقافية والتنظيمية للأسبوع الثقافي بالمدينة، قدم كلمة ترحيب عبر من خلالها على الاهتمام البالغ الذي يوليه المجلس الجماعي بكل مكوناته السياسية للشأن الثقافي، وأن يده ستظل ممدودة لتقديم الدعم لكل فعاليات المجتمع المدني بالمدينة. أما رئيس جمعية ذاكرة مدينة خريبكة التي يشرف على تسييرها الأستاذ الشرقي بكرين، فأكد من جهته على أهمية مبادرة المجلس الجماعي بالمساهمة والتنظيم والسهر على هذه التظاهرة، وأعلن عن استعداد جمعيته للانخراط الفعال بالمشاركة في إنجاح هذا الحفل الثقافي وباقي الأنشطة الموازية التي تنظم على مدار السنة، من أجل إعطاء المدينة صورة تليق بمكانتها، وأيضا الحفاظ على دور المثقف الذي يسعى من خلال إبداعاته إلى إشعاعها، والرفع من مستوى جماليتها.
سعيد الهدالي، المرافق الموسيقي لأنشطة الجمعيات الثقافية والفنية، أتحف بدوره الجمهور من خلال مقاطع رائعة على نغمات العود. أما قراءة الشاعر مصطفى الفطيمي لقصيدة من ديوانه، الثابت والمتحور، والذي يتضمن قصائد عن متحور كوفيد التاسع عشر، والمحنة التي عانى منها العالم بأكمله، فجاءت في نسق إبداعي متنوع. والمتحور فيه بعده الفني والجمالي اللذان يرسمان خارطة طريق لمدينة تبحث عن زمن حاضر في قلق السؤال. هكذا كانت قراءة الباحث والشاعر، في قصيدة بعنوان كأني أغزل موجا، التي من بين أبياتها:
بالأبيض والأسود
هذه، هذه صورتي
المطبوقة بمسمار
على جدار قديم لا أبدو فيها وسيما
كل ما فيها ظلال محروقة
ومدهونة بزيت مغشوش
تلاه الأستاذ أحمد السالمي، وهو زجال عميق جدا، بدأ ينظم القصائد منذ بداية الثمانينيات، وأيضا كاتب وناقد، وباحث في الزجل. تفاعل معه الجمهور بدرجة بشكل إيجابي لقراءته قصيدة من ديوان “ساكَية من لحلام، جاء فيها:
هاك صدري
هاك صدري
ديرو مرسم
شكْلو لواح
نوّع ريشتو
بين عصا وسلاح
دير زْواقو ليل
معشش فحيوطنا من جيل لجيل.
وذكر بأنه ذهب إلى الزجل طواعية، لأن الزجل هو من فرض نفسه عليه، وأن كل زجال في حد ذاته مدرسة، بحيث تعتبر كل تجربة تختلف عن غيرها.
ذ. عبد الكريم العباسي، اشتهر بكتاباته الروائية عن مدينة القصيبة بالأطلس المتوسط التي ينحدر منها. كتاباته تتناول الأمكنة والأزمنة المتنوعة، ويمكن أن تدخل في مجال التاريخ، لكنه تاريخ متخيل. قرأ في هذه المناسبة نصا من رواية “ملحمة روسيو” التي تتوزع أحداثها ما بين مدينة لشبونة البرتغالية، واشبيلية الأندلسية. وله رواية قيد الطبع عن مدينة خريبكة، بعنوان قطار خريبكة.
كما قرأ زكريا بن خلفية قصيدة من ديوان “حكايات مجهولة” الذي يتناول مواضيع عن الموجة الثقافية العالمية، يقول فيها:
أمام فنجان القهوة
والأوراق والأقلام والأحاجي
أدْعك أصابع
لعل عفريتا يأتي بالكلمات
أو ماردا يرحل بي
إلى عالم غير عالمي
وتلا الأستاذ عبد الفتاح الخياري قصيدته الرائعة أوديسا كونية الجسد، التي مطلعها:
القول قول إن عد البديل
والفعل فعل إن رام الدليل
الزجال محمد المسناوي، قدم نماذج من قصائده، منها:
عوام، عوام
ف دْروب المحنة عوام
ندّي الليل ونجيبو
نضوي نهارو وسْماه
نعد نجومو
نمشي ونجي ف محرابو
ونتسارا ف سماه
الشاعرة الزجالة فتيحة المير، رئيسة اتحاد زجالات المغرب، فرع جهة الدار البيضاء- سطات، والملقبة بأميرة الزجل، أتحفت الحضور بمجموعة من قصائدها، نذكر منها مطلع قصيدة “علام الخير” :
يا ضاوي
يا مْضوي
ف رحاب لجواد
حسّك جاوي
وطْعام راوي
داكَ لوتاد
برحبة الجودَة
مساوي
خْديم لعباد
ياك ْ لخيامْ
مرشومة
بالخيرْ وشام
ياك الرّكاب
ليك مشدودة
على طولْ ليام
تخلل فقرات الشعر والزجل توقيع مجموعة من المؤلفات من إنتاج المشاركين في اللقاء والصادرة سنة 2023، قدمت لشخصيات ساهمت في تنظيم هذه الأمسية من أعضاء المجلس الجماعي للمدينة، ورجال أعمال، وفاعلين جمعويين.