ضوء أخضر إيراني لاغتيال حسن نصرالله!

ضوء أخضر إيراني لاغتيال حسن نصرالله!
سمير سكاف 
 
17 أيلول – 27 أيلول 2024، ضربة شبه قاضية لحزب الله! 
 
       انتهى دور حزب الله الإقليمي باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الشخص الثاني في المحور بعد المرشد علي خامنئي!
 
ولكن هذا الاغتيال قد يفتح الباب أمام إيران لدخول منطقة اقتصادية، غير عسكرية، ستتحدد اتجاهاتها الحقيقية في الأيام والأسابيع المقبلة. في وقت أعاد قدرات محورها العسكرية الى الوراء عشرات السنين! 
 
ولا تبدو إيران مستعدة لخوض حرب إقليمية بعد اغتيال نصرالله! وهي لم تفعل ذلك بعد اغتيال قاسم سليماني!
 
جدلية تعرض المحور الإيراني، برضاه، أو غصباً عنه، إلى ضربة موجعة جداً عسكرياً قد تكون خطاً سياسياً جديداً لإيران، ينعكس ازدهاراً لها في المنطقة والعالم! فهل يجري ذلك برضى المرشد العام علي الخامنئي؟!
 
في الواقع، غريب هو الموقف، أو اللا موقف، لمرشد الثورة الإيراني علي خامنئي، الذي أدى في النهاية إلى استسهال إسرائيل استهداف كل بنية حزب الله في عشرة أيام، والتي توجتها باغتيال الأمين العام لحزب الله وقائده التاريخي حسن نصرالله! 
 
فهل هناك، سياسياً، إيران واحدة أو أكثر من إيران؟ أليس من المستغرب أن تقوم إسرائيل باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله غداة المقابلة “السوريالية” لرئيس جمهورية إيران مسعود بزشكيان إلى شبكة CNN، والذي كرر فيها أن حزب الله يخوض الحرب ضد إسرائيل “منفرداً”!، والذي تحدث قبلها بأيام قليلة أن إيران لا تكن العداء للولايات المتحدة، بل ترغب في أخوتها وصداقتها!
 
ألا يعتبر موقف الرئيس الإيراني موقفاً “محايداً” ومستغرباً جداً في حرب حزب الله مع اسرائيل؟! وبالتالي ضوءاً أخضراً لإسرائيل لاغتيال نصرالله وتصفية حزب الله؟! 
 
طبعاً، من غير الواضح بعد ما إذا كانت تصفية حسن نصرالله وقيادات حزب الله العسكرية للصف الأول والثاني والثالث والرابع… جاءت نتيجة صفقة بين إيران، أو جهة منها وفيها، وبين الولايات المتحدة!
 
خلال عشرة أيام، منذ “يوم البايجر”، وما تلاه من “يوم اللاسلكي”، ويوم اغتيال ابراهيم عقيل و16 من قيادة “وحدة الرضوان”، وبعدها محاولة اغتيال علي كركي ومحمد سرور… وصولاً إلى أيام القصف العنيف للجنوب والبقاع قبل يوم الضاحية… وحزب الله يتلقى اللكمات الموجعة على حلبة الصراع مع إسرائيل، من دون أن يتمكن من التوجيه لها ولو لكمة واحدة جدية… حتى وصل بإسرائيل الأمر إلى التجروء على اغتيال حسن نصرالله شخصياً!
 
أين “عماد 4″؟ أين الصواريخ الدقيقة؟ أين الـ 240.000 صاروخ؟ أين “الزر” الذي بكبسة واحدة يغير المعادلات مع إسرائيل؟ أين الهدهد؟ لماذا لم يتحرك شيء ولم يتحرك أحد؟ 
 
إن نجاح إسرائيل بالأيام العشرة وباغتيال نصرالله يعود بالأساس إلى نجاح مخابراتي للموساد، وإلى اختراق أمني عالي الجهة في قيادة حزب الله، بالإضافة إلى تفوق إسرائيل التكنولوجي الهائل، وإلى أكثر من احتمال تسهيل جهة في القيادة الإيرانية للاغتيال ولأحداث الأيام العشرة!
 
كان يُفترض على قيادة حزب الله اكتشاف الخرق و/أو الصفقة، خاصة بعد اغتيال فؤاد شكر وثم ابراهيم عقيل مع قيادات الرضوان، وبعدهم محاولة اغتيال علي كركي… لأن قلة قليلة في قيادة الحزب يمكنها الوصول إلى هذه المعلومات، وبخاصة اجتماع قيادة الرضوان العسكرية المحصورة، على سبيل المثال!
 
في الداخل اللبناني كاريسما حسن نصرالله ستترك فراغاً هائلاً يصعب ملؤه من قيادات الحزب الأخرى، التي ما تزال على قيد الحياة، من نعيم قاسم إلى هاشم صفي الدين، إلى غيرهم… وهو يترك ارتياحاً لدى جمهور مخاصم له ولدى قيادات كثيرة لهؤلاء الخصوم، الذين سيستنكرون في العلن ويرتاحون ضمنياً! وهذا الموضوع سينسحب على قيادات أخرى، حتى في داخل الطائفة الشيعية!
 
حزب الله ما بعد السيد حسن نصرالله لن يكون مجدداً كما قبله! ولو كان اغتيال السيد واغتيال القادة الآخرين لا يعني نهاية الحزب بالمطلق!
 
لم يعد لإسرائيل أي خطوط حمراء في المنطقة. ورئيس حكومتها بنيامين نتانياهو يستعيد الكثير مما خسره شعبياً في الداخل الإسرائيلي باغتيال نصرالله، بانتظار اغتيال يحيى السنوار، باعتبار أنه حقق أحد أهدافه في الحرب على لبنان، بانتظار إعادة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم. 
 
حرب إسرائيل على حزب الله في لبنان ما تزال في بداياتها، خاصة بعد تحقيق نتائج كبيرة جداً في الأهداف العسكرية، وبالتالي السياسية. مما سيجعل خارطة المنطقة في تحول جذري يمر بالابتعاد أكثر فأكثر عن إعلان دولة فلسطين ويصل إلى “مشروع جديد” للضفة الغربية، وإلى تهدئة كبرى على الحدود اللبنانية..!
Visited 4 times, 4 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني