“7 أكتوبر” إسرائيلي يصيب إيران!.. وماذا يخفي “8 أكتوبر”؟
لن يكون 7 أكتوبر الجاري 2024 كغيره من الأيام بالنسبة لإسرائيل، وبالنسبة للعنف الذي بادرت به!
ففي نوع من تثبيت التفوق، غداة نجاحها في الاغتيالات والتدمير، فإن إسرائيل بدأت 7 أكتوبر الجديد فعلياً في 5 و6 أكتوبر بقصف عنيف، غير مسبوق، على غزة وعلى لبنان، متسببة بشلال من الدم والشهداء بين الأهالي، وأنهار من التدمير وأعاصير من الرعب للأهالي الذين ضلوا طريق الأمن والسلام!
في الضاحية الجنوبية، في الغبيري وحارة حريك ومحيط المطار والشويفات… نيران جهنم على الأهالي. والرعب يشمل كل مناطق بيروت وضواحيها الشرقية والغربية وصولاً إلى أعالي الجبل والشوف!
من جهة أخرى، يمكن لإسرائيل في 6 أو 7 أكتوبر الجاري أن تستهدف المفاعل النووي في إيران ومنشآت نفطية أخرى. فالفرصة سانحة لإسرائيل لإبعاد شبح مستقبلي لقنبلة نووية إيرانية تهددها وتهدد أمنها جدياً. شبح يريد “الجميع” في المنطقة التخلص من مخاطره!
كما قد تضرب إسرائيل الحوثيين في الوقت نفسه، في هذه الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى!
إذ تأتي هذه الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى بصورة مغايرة تماماً ليوم العملية في 2023، حين نجحت حماس بتنفيذ عاصفة ضربت إسرائيل عسكرياً ومدنياً.
وكلف 7 أكتوبر 2023 إسرائيل خسارة هائلة، بلغت حوالى 1.540 قتيلاً. بينهم حوالى 290 ضابطاً وجندياً. فيما الباقون هم من المدنيين. ونجحت معه حماس بأسر حوالى 250 شخصاً من المدنيين والعسكريين.
في 7 أكتوبر 2024، أصبحت غزة مسحوقة بتدمير شبه كامل وحوالى 50.000 شهيد، بينهم حوالى 20.000 طفل. وأكثر من 100.000 جريح.
وقد نجحت إسرائيل باغتيال معظم قادة حماس، كاسماعيل هنية ومحمد الضيف. وحده يحيى السنوار يرمز إلى صمود حماس… حتى الساعة. ولا شك أن اغتيال السنوار هو هدف إسرائيل الأول!
في 7 أكتوبر 2024 في لبنان، تغيّر وجه حزب الله! وأصبح الجسد مصاباً بإصابات بليغة. ولكن الأهم هو أنه قد أصبح من دون رأس!
فحزب الله وللمرة الأولى سيكون من دون قائده التاريخي حسن نصرالله، الذي اغتالته إسرائيل! في حين أن الحزب غير قادر على إقامة جنازة عادية شخصية له، قبل الحديث عن جنازة له شعبية، تليق بجمهوره وببيئته.
جسد حزب الله العسكري أصبح أيضاً من دون رأس في قادة الصف الأول من العسكريين؛ من فؤاد شكر وابراهيم عقيل وعلي كركي ومحمد سرور وكل قيادة الرضوان، و4.000 مقاتل أصيبوا في البايجرز واللاسلكي… والموبايل من قبلهما!
يطل 7 أكتوبر 2024 وبيئة حزب الله قد هُجرت بشكل كبير من الجنوب والبقاع والضاحية. وإسرائيل مستمرة في الغارات التدميرية العنيفة، ومستمرة بالاغتيالات، بانتظار تأكيد اغتيال الأمين العام الجديد للحزب هاشم صفي الدين ورفاقه.
(أكرر:) لا ديبلوماسية قبل النار!
في الأيام الجارية من أكتوبر ضربت الصواريخ الإسرائيلية منصات إطلاق الديبلوماسية في فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر…
فتوقفت مبادرة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو التي أطلقها في أروقة الهيئة العامة للأمم المتحدة. والتي حظيت بدعم أميركي وأوروبي وعربي. والتي كان يُفترض أن توقف النار لمدة 21 يوماً للتفاوض.
أُصيبت أيضاً مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن الجديدة. التي تهدف لمنع تفلت الوضع والانزلاق نحو حرب إقليمية في المنطقة. وبدت حركة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى الشرق الأوسط “بلا بركة”!
وقد تكون المبادرة الفرنسية – الأميركية للانتخابات الرئاسية في لبنان قد أُسقطت هي الأخرى. وبالتالي تنتقل، على الأقل مؤقتاً، إلى “الثلاجة”…فوق النار!
وقد تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقاد قاسٍ من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بسبب مواقفه غير الداعمة، بالدرجة التي يريدها نتانياهو!
8 أكتوبر 2024!
لن تكرر إسرائيل في 8 أكتوبر 2024 أخطاء “الممانعة” في 8 أكتوبر 2023، الذين رفضوا “التوغل البري” في إسرائيل، ورفضوا إطلاق حرب إقليمية ضدها! واكتفوا برمي حزب الله في أتون نار الإسناد الذي أصابته بحروق بالغة!
إسرائيل تتوغل، وتحاول التوغل في لبنان، ولو أنها ستدفع فاتورة قاسية في لبنان! إلا أن الحرب مستمرة بعنف وتدمير حتى تستطيع أن تفرض إسرائيل “أمنها” على غزة، وخارطتها في الضفة والغزة، وتنفيذ القرار 1701 على لبنان.
ولكن نشوة نتانياهو باغتيال حسن نصرالله ستجعله يتجه لمقاربة جديدة للقرار 1701، لا تقف عند شمال الليطاني، بل ستتخطاه إلى ما بعد بعد تنفيذ القرار الأممي 1559. ولكن هذا “الطموح” ما يزال بعيداً جداً عن التحقق!
إسرائيل في 7 أكتوبر ستستذكر قتلاها وأسراها. ونتانياهو سيرفع من سقف خطابه الناري بنيران ال F35 والـ F16 ويمكن أيضاً للـ F22! خارطة جديدة يرسمها مع إدارة أميركية بعد شهر تماماً. وهو فعلياً قد ترك الأسرى الإسرائيليين لمصيرهم. وهم ليسوا في سلم أولوياته!
لا حرباً شاملة بعد!
لن تطلق إيران الرصاصة الأولى في الحرب الإقليمية على إسرائيل!
ضرب إسرائيل لإيران على قسوته لا يعني بعد حرباً شاملة. وإن كان يعني انزلاقاً خطيراً قد يتوقف عندما يتوقف الرد من أحد الجانبين!
وتدرك إيران قدرة إسرائيل العسكرية، بخلفية أميركية، ما يعني أنه لا حاجة إلى إشعال فتيل حرب ضدهما لا يحمد عقباها!
“الأذرع” تتقطع و”القلب” يصاب… ولكنه لا يموت! والقتل والتدمير باقٍ باقٍ باقٍ إلى أجل غير مسمى!