وقف إطلاق الممر الرسمي لإنقاذ لبنان
أحمد مطر
لن تختلف أولوية لبنان الرسمي والشعبي عن الأمس واليوم والغد والقائمة على وقف إطلاق النار، وإي كلام آخر يمر بشكل ثانوي . فارتفاع منسوب التفاؤل بالتوصل إلى هذا الأمر وانخفاضه إلى حد انعدامه في الكثير من الأحيان منطقي، بفعل مسار المفاوضات وتوجه المشاركين في الحرب وأهدافهم. زار المبعوثان الأميركيان آموس هوكشتين وبريت ماغكورك رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وناقشا السبل الأيلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في محاولة هي الأخيرة من الإدارة الأميركية الحالية. وما كان مقدرا حصل، أي أن ستاتيكو الحرب قائم وما من اتفاق أو تفاهم في الوقت الراهن. وبمراجعة بسيطة لتوجه نتنياهو كما لكلام الأمين العام الجديد لحزب لله الشيخ نعيم قاسم، فإن هناك اشارات واضحة تم إرسالها المعركة مستمرة، وكل ذلك يقود إلى التأكيد أن الحرب آخذة في التمدد والسيناريوهات العسكرية المرسومة من قبل طرفي النزاع لا تراجع فيها، مهما بلغت الخسائر. وهكذا لا يبدو أن هناك حلا وشيكا والآمال التي عقدت على تحقيق هدنة ولت سريعا، فكيف تكون الفرصة الثانية وهل تتأخر.
مما لا شك فيه أن الحراك الدييلوماسي الأميركي سينطلق بعد فترة من الزمن حتى وإن كان الانشغال بالانتخابات الرئاسية الأميركية سواء عبر موفدين قدامى أو جدد، في حين تبقى الاتصالات اللبنانية متأهبة وقد تأتي مسودات الحل وتذهب كما تقول مصادر سياسية مطلعة ، على أن التسوية لإنهاء الحرب لم يحن أوانها وهذا ما كانت عليه خلاصة اجتماع الموفدين الأميركيين كما ألمح اليه نتنياهو الذي قال ان هناك ضغطا لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس، وذهب إلى الأشارة إلى أنه لا يحدد موعدا لنهاية الحرب لكنه يضع اهدافا واضحة للأنتصار فيها وإن أي وقف لأطلاق النار يجب أن يضمن الامن لأسرائيل .
وتفيد هذه المصادر أن استمرار المفاوضات وإن بوتيرة بطيئة لا يؤثر على المسعى الكبير لتحقيق وقف إطلاق النار في المرحلة المقبلة، اما ملامح التسوية فلم تستقر ولن تستقر منذ الآن وسط الحديث عن معارضة متبادلة لبنود واردة في الاتفاق تعد رئيسية، وهذا ينتظر الراعي الأساسي أي الولايات المتحدة الأميركية وتوجه الرئيس وفريقه الذي سيصل إلى البيت الأبيض، وإلى حين إتمام هذه الأنتخابات وما بعدها من ترتيبات بشأن الملف اللبناني فإن مرحلة من التصعيد مقبلة وفق التوقعات والمعطيات ما يعني المزيد من القتل والتدمير، مشيرة إلى أن دخول دول عربية على خط الحراك الدييلوماسي من شأنه المساهمة في الدخول كوسيط ما، والجانب الإسرائيلي يريد فرض شروطه لتحقيق ما يعتبره أمن مستوطنات الشمال وحرية التحرك والألتزام الفعلي بالقرار 1701، في حين أن لبنان الذي أكد عدم المس بالسيادة فإنه وضع ثوابت محددة، اما حزب لله وبعد إعلان أمينه العام فصل لبنان عن جبهة غزة فسبق أن ترك مسالة التفاوض لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يقل عكس ذلك اليوم .
وترى أن ما من أحد يمكنه معرفة ما الذي يخطط له الجانب الإسرائيلي عسكريا لجهة مضاعفته تجاوز الخطوط الحمر وإنهاء ما بدأه وفق ما يقول مراقبون، في حين يتحدث الحزب عن استعادة عافيته العسكرية ويتحفظ عن اية تفاصيل في المواجهة، وإزاء هذا المشهد فإن التفاوض تحت النار يأخذ مداه مع إمكانية بروز معطيات تسرع هذا التفاوض أو تجعله بطيئاً ، وبرعب وخوف يتابع المواطن اللبناني مشاهد مصورة عن تفجير القرى الامامية المتاخمة للاراضي المحتلة ،يبرز هذا الخوف من تداعيات التهجير الجماعي القسري وابعاد انكشاف الاستراتيجية الاسرائيلية الهادفة الى جنوب بدون اهله ليكون ارضاً محروقة وحزاماً امنياً وتبرز صورة غزة وسيل من الاسئلة حول صورة المرحلة المقبلة للبنان المختطف قراره من قبل حزب الله والمحور الايراني وهل ستختلف عن غزة المخطوفة من قبل حماس فيرتفع منسوب القلق على الوجود مع استمرار هدر دماء اللبنانيين وتزداد معه قتامة المشهد في بلد ارغم قسراً على تعايش مدمر مع طموحات مشاريع الاخرين على ارضه
ختاماً هكذا قد يكون الخامس من تشرين الثاني بمثابة موعد مفصلي لوضع أسس لوقف إطلاق النار دون أن يعني أنه الموعد الفعلي لذلك، إذ أن هناك صولات وجولات من المفاوضات وتعثر وتقدم وسيناريوهات أخرى قبل الوصول إلى الحل المنشود.
Visited 59 times, 1 visit(s) today