في ذكرى رحيله.. بنعيسى جبور رجل النبل والنزاهة
جمال المحافظ
تحت شعار “لقاء الوفاء” نظمت الجامعة الوطنية للتخييم والجامعة الوطنية لمتقاعدي وزارة الشباب والرياضة، وعائلة وأصدقاء الفقيد بنعيسى جبور أحد قدماء الأطر التربوية بقطاع الشباب والرياضة، الذكرى الأربعينية لرحيله، وذلك بحضور رؤساء وممثلي الاتحادات والجمعيات والمنظمات التربوية الوطنية والمحلية والنقابية والسياسية ومن رفاقه الذين غصت بهم جنبات قاعة علال الفاسي بحي أكدال بالعاصمة.
تضمن برنامج هذا اللقاء عدة فعاليات في مقدمتها عرض شريط وثائقي الذي توقف عند محطات من مسار الراحل الذي انتقل الى عفو الله في 27 أكتوبر الماضي، يعود له الفضل في تكوين أجيال من الفاعلين في الميدان الجمعوي والتربوي والنقابي والسياسي. كما تضمن تقديم عدة شهادات، من رفاق المرحوم، استعرضوا فيها عدة محطات من حياته ومساهماته في الارتقاء بأنشطة وزارة الشبيبة والرياضة التي كان قد التحق بها سنة 1961.
“بنعيسى جبور الصوت الذى لا يخفت” عنوان القصيدة الشعرية للأستاذ علي الجوالي المدير المركزي السابق بوزارة الشبيبة والرياضة التي القيت بالنيابة عنه خلال الحفل وجاء فيها “عرفناك المناضل المغوار الذي شق غمار الحملات.. لتمطر الشمس وينفتح الورد. الكلمات مهما تعددت لن تفي بتعداد كل مناقبك.. ستبقى في قلوبنا في ذاكرتنا في أذننا ذلك الصوت الذي لا يخفت”.
وقال رئيس الجامعة الوطنية للتخييم محمد أكليوين رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ في شهادته خلال ذات حفل التأبين، أن السي بنعيسى كان مثار إلهام لكل من آثر الدفاع عن حق الأطفال والشباب في الترفيه، وكان ممن أضفوا معنى نبيل حقيقي على الممارسة الجمعوية التطوعية تربويا واجتماعيا، في حين أكد محمد القرطيطى الرئيس السابق لذات الجامعة، إن الفقيد الذي وصفه بـ”المناضل من العيار الثقيل”، قدم الكثير، ولم يتأخر يوما في تلبية الواجب، مضحيا بوقته وماله، في سبيل الارتقاء بالخدمة التربوية والثقافية والاجتماعية.
أما عبد الهادي الشقيقة الشياظمي، رئيس الجامعة الوطنية لمتقاعدي وزارة الشباب والرياضة، فأشاد بمناقب وخصال الفقيد والسمعة التي كان يحظى بها لدى كافة العاملين بوزارة الشبيبة والرياضة، موضحا أن كل من تعرف عليه داخل وخارج الوزارة يلمس ما أسداه لخدمة قضايا المتقاعدين بهذا القطاع الحيوي.
وفي تدخلهما باسم اللجنة التحضيرية للذكرى الأربعينية، فأكد كلا من البرلماني السابق مصطفى الشطاطبي وعبد القادر شرف الاطار المتقاعد بقطاع الشباب والرياضة ، أن ما خلفه الراحل من جليل الأعمال، يبين بوضوح إيجابية اسهامه في تكوين العديد من الأجيال التي استفادت من جليل عطائه في المجال التربوي وكذلك في النضال النقابي والسياسي، وهو ما جعله رجل النبل والنزاهة والتفاني في العمل وخدمة الوطن.
وهكذا أشار مصطفى الشطاطبي الفاعل النقابي والسياسي إلى أن المرحوم كان له حضور كبير في المشهد الاجتماعي والتربوي، ويؤمن بالحوار المفضي الى إيجاد الحلول لتحسين أوضاع الشغيلة، متوقفا عند الأدوار الذى اضطلع بها الراحل أيضا على المستوى السياسي والنقابي، وقال انه كان رجلا يتمتع بمصداقية قل نظيرها بين رفاقه.
ومن جهته قدم عبد القادر شرف الرئيس الأسبق للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، شذرات عن مسيرة المرحوم قال فيها بالخصوص ان الراحل كان يطالب دوما بتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية لشغيلة القطاع وبرفع الحيف عنها. وباسم العائلة الراحل بنعيسى جبور، تقدم الدكتور عزيز جبور بجزيل الشكر والامتنان على تنظيم هذا الحفل التأبينى الراحل الذي كان موجها في مجالات الأنشطة التربوية والثقافية والجمعوية، وأحد الركائز الأساسية للعائلة التي كانت تعود إليه في كل شيء.
تجدر الإشارة إلى أن الراحل جبور الذي ازداد سنة 1940 بالرباط، تولى عدة مسؤوليات منها مؤطر في مجال الثقافة الشعبية والتربية الأساسية، ومديرا لدار الشباب بمدغشقر ودار الشباب التقدم بالرباط وتأطير تداريب المخيمات التربوية، ومخيمات الوحدة بالصحراء المغربية، مباشرة بعد المسيرة الخضراء. كما ساهم في تأطير التظاهرات وفود الشباب في مجال السياحة الثقافية واستكمال التكوين وتبادل الخبرات خارج المغرب خاصة بألمانيا وفرنسا وكندا وتونس. وباعتباره نائبا لرئيس الجامعة الوطنية لمتقاعدي وزارة الشباب والرياضة عضو المكتب الجامعي للجامعة الوطنية لجمعيات المتقاعدين والمسنين بالمغرب، وعضو ائتلاف جمعيات المتقاعدين بالرباط، ساهم بفعالية في الترافع عن وضعية المتقاعدين والدفاع عن مصالحهم وقضاياهم.