هكذا أنا

هكذا أنا

  أحمد حبشي                                      

أهوى الطل حين يفاجئني في عباءة الصباح ،

 أهوى زرقة تنسل من غفوة الضباب وتنثر بقايا رياح ،

 أهوى هبة الرداد مثقلا بعطر العباب وسعف النخيل ،

 أهوى النقر على رجع الصدى ووقع التهليل،

 واشد ما أهوى حمرة الأصيل وعودة الملاح،

 مراكب على مرافئ ونوارس وحبال،

 أو مساءات تطفح بعبق النرد والياسمين،

 كؤوسا مترعة وشفاه ملتاعة وهمس على صدر صمت ظليل،

 هي بعض من رحيق حياة في ملكوت الحالمين،

 لا أخفي جسارة شغفي وانهيار عنت استقامتي،

 كلما شق الصمت نبض قتار أو صفير ناي،

 وأظل على هواي منتشيا بالصوت الشجي المبحر في المآقي،

 عاشقا للأهازيج وصخب الزغاريد عند التلاقي،

 هي لحظات تأخذني من صولة يومي وتعب اللف الرتيب،

 تدنيني من حقيقة وجدي وصفاء سريرتي،

 تطوح بي في حرائق بلا لهيب،

 أجوب دروبا مشرعة على مباهج الشدو والحياة، 

تأسرني البهجة كلما حل الربيع.

شارك هذا الموضوع

أحمد حبشي

فاعل جمعوي وناشط سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!