سلام الشرق الأوسط الجديد فوق شلال من الدم!

سلام الشرق الأوسط الجديد فوق شلال من الدم!

استحالة واقعية لترامب لإنهاء حرب غزة! ونتانياهو يهاجم الأوروبيين في الأمم المتحدة بعنصرية!

 سمير سكاف

ينتظر العالم لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بعد خطاب الأخير في الأمم المتحدة!

ويأمل الكثيرون بتحقيق ترامب لوعده بإنهاء الحرب في غزة بسلام كامل وشامل في صفقة ال 21 نقطة التي تشمل عودة كل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس! ولكن الأرجح أن مبادرة ترامب ستُمنى بالفشل!

فمن هي الجهة الضامنة لقبول حركة حماس بهذا الاتفاق؟! هل هي دولة قطر، التي تعرضت لانتهاك سيادتها من قبل إسرائيل؟! هل هم القادة العرب؟! هل فوضتهم بذلك حركة حماس؟!

هذا في حين أن الجميع في أميركا وأوروبا، بمن فيهم كل قادة الدول الغربية التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين يريدون قطع رأس حركة حماس!

فإذا كان الاتفاق يريد تقديم رأس حماس على طبق من فضة، فمن شبه المؤكد أن ترفض حماس هذا الاتفاق!

 إنهاء غزة والضفة!

لم يحيد بنيامين نتانياهو عن خطه الأساسي! فهو يريد دولة إسرائيل على كل الأراضي الإسرائيلية (الفلسطينية المحتلة) – الفلسطينية، من دون فلسطينيين!

ويحتاج رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو سنة إضافية لإنهاء القضية الفلسطينية بترانسفير من غزة وبضم الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل! وهو وقت قصير نسبياً وصعب التحقق!

27 تشرين الأول/ أكتوبر 2026، أي بعد الذكرى السنوية الثالثة بعشرين يوماً على عملية طوفان الأقصى هو آخر المواعيد لنتانياهو مع إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في إسرائيل. ونتانياهو يريد الخروج بطلاً قبل هذا التاريخ!

 لا دولة لفلسطين!

اكد نتانياهو على فكرته الأساسية وهي رفضه لإقامة دولة فلسطينية! وهو اعتبر قيام هذه “الدولة الإرهابية” الفلسطينية هو تهديد لوجود دولة إسرائيل.

وعارض نتانياهو استلام السلطة الفلسطينية للسلطة في غزة. معتبراً اياها “فاسدة حتى النخاع“!

 خطاب عدائي بلهجة متهم!

على بعد أيام من “7 أكتوبر” سقط نتانياهو على منصة الهيئة العامة للأمم المتحدة في فخ العنصرية، بمحاولة الارتكاز مرة جديدة على حجة بالية، لم تعد تقنع أشد مؤيديه؛ وهي معاداة السامية!

هاجم نتانياهو قادة أوروبا، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر ورئيس الحكومة الكندية مارك كارني ورئيس حكومة اسبانيا بيدرو سانشيز وقادة بلجيكا والبرتغال… الذين اعترفوا جميعاً بدولة فلسطين. واتهمهم بمعاداة السامية، وبالقول إن قتل اليهود يؤدي إلى الحصول على مكافأة!

قال نتانياهو إن من يعترف بدولة فلسطين هو يبرر قتل اليهود! وهو اعتبر أن “جنود إسرائيل الأبطال” هم من يقفون بوجه الارهاب في العالم، بالنيابة عن العالم كله وبدلاً عنه!

وبرر نتانياهو قتل أهل غزة بمسؤولية حماس عن قتلهم! وهو بالتأكيد لم يجد في قتل أكثر من 65.000 من أهل غزة أي اساس للعنصرية ول “كذبة” الإبادة الجماعية!

ولكن الواقع الأوروبي والدولي تغير بحكم وزن حرب  هذه الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني قتلاً وتجويعاً.

وهذا من بينها ارتفاع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين في الهيئة العامة للأمم المتحدة من 142 إلى ما يقارب 160 دولة من أصل 193 دولة!

وكذلك تبدل المناخ الاعلامي الدولي الذي أصبح يتهم إسرائيل بالعلن، أو حتى بعض التحركات الشعبية مثل الاسبانية التي عطلت دوّار إسبانيا في مسابقة الدراجات الهوائية بسبب مشاركة فريق إسرائيلي، أو تهديد إسبانيا بعدم المشاركة بمسابقة اليوروفيزيون الغنائية الشهيرة إذا ما شاركت إسرائيل

 صداقة إسرائيل مع إيران، وسلام مع سوريا ولبنان!

استعمل نتانياهو أسلوباً هجومياً وعدائياً في مخاطبته الآخرين من عن منصة الأمم المتحدة التي شهدت خروجاً كثيفاً لمعارضيه من ممثلي دول العالم.

بشر نتانياهو بشرق أوسط مختلف مبني على صداقة مع إيران وسلام مع سوريا ولبنان! وهو كال بالمديح على قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، معتبراً أن العبرة هي في التطبيق!

هذا الشرق الأوسط الجديد مبني على أحادية الولايات المتحدة وعلى زمن “الأمن الإسرائيلي”، الذي يريد فرض الحلول على هذه الدول بعد ضربات عسكرية، يراها نتانياهو قاضية لكل منها!

إن خلاصة خطاب نتانياهو في الأمم المتحدة، الذي تخطى فيه وقته باكثر من 4 أضعاف، أن موسم حروب الشرق الأوسط ما يزال في بدايته، وأن أزمات الشعب الفلسطيني ستكبر يوماً بعد يوم… وأن السلام الذي يعد به سيُزرع فوق شلال من الدم!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!