إيران في عين الإعصار.. بين الترويض المالي والتركيع العسكري وتغيير النظام؟!

سمير سكاف
ما كُتب قد كُتب! وليس هناك عودة الى الوراء في إرادة الولايات المتحدة تركيع إيران!
إن مستقبل إيران يتراوح حالياً بين تدمير البرنامج النووي وبين تغيير النظام فيها! إذ تدخل إيران اليوم، كمرحلة أولى، في زمن الترويض المالي والاقتصادي الأممي بعد دخول السناك باك حيز التنفيذ!
وتشمل هذه العقوبات محاصرة إيران مصرفياً، ومنعها من بيع وتوريد انتاجها من النفط والغاز وفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل معها… وهو ما سوف يضيق الخناق أكثر وأكثر على الاقتصاد الإيراني (التفاصيل أدناه).
على المدى المتوسط لا تبدو إيران بعيدة عن تعرضها لضربة عسكرية، تشمل هذه المرة تحالفاً أممياً حول المحور الاميركي – الأوروبي، وبخلفية تأمين المصالح الاسرائيلية وأمن إسرائيل!
إيران رفضت الاستسلام! وهي لذلك، ستدفع الثمن غالياً جداً!
وهي على الأرجح لن تكون قادرة على الصمود! فإذا صمدت بعض الشيء اقتصادياً، فإنها ستواجه ضربة عسكرية لن تقف عند حدود البرنامج النووي! لكنها ستذهب على الأرجح باتجاه تغيير النظام!
وقد أعطى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مؤشراً واضحاً على ذلك في خطابه في الأمم المتحدة، حين تحدث عن تغيير في الشرق الأوسط يصل الى حد الصداقة بين اسرائيل وإيران!
من جهة أخرى، لم ينجح مشروع القرار الروسي – الصيني في مجلس الأمن بتأجيل هذه العقوبات، بعد اعتراض تسع دول عليه.
وقرار السناك باك قد تحرك تلقائياً، ومن دون إمكانية مواجهته بالفيتو. ولكن وقفه كان يحتاج الى قرار جديد من مجلس الأمن. وهو ما لم يمر.
ما هي أبرز التحديات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني اليوم؟
إن أبرز 5 أمور يعاني منها الاقتصاد الإيراني اليوم، قبل السناك باك، هي كالتالي:
1 – العقوبات الاقتصادية:
تعتبر العقوبات الدولية، خاصة تلك التي تفرضها الولايات المتحدة، التحدي الأكبر والأكثر تأثيراً على الاقتصاد الإيراني.
ولقد أدت هذه العقوبات إلى تراجع حاد في صادرات النفط، التي تعد المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد، كما أثرت سلباً على التجارة الخارجية والوصول إلى الأسواق العالمية والاستثمارات الأجنبية.
2 – التضخم المرتفع:
تعاني إيران من معدلات تضخم عالية جداً، مما يؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين ويزيد من صعوبة الحصول على السلع الأساسية.
هذا التضخم ناتج عن عدة عوامل، منها نقص إيرادات النفط، وسوء الإدارة المالية، وعجز الميزانية، وطباعة النقود لتمويل الإنفاق الحكومي.
3 – الركود والبطالة:
نتيجة للعقوبات والتضخم، يعاني الاقتصاد الإيراني من حالة ركود تؤثر على الإنتاج الصناعي والزراعي. وقد أدى هذا الركود إلى ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، مما يفاقم المشاكل الاجتماعية والمعيشية.
4 – أزمة الطاقة الداخلية:
على الرغم من أن إيران تعد من أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم، إلا أنها تعاني من أزمة طاقة داخلية. وذلك بسبب محدودية الاستثمارات في تحديث البنية التحتية لقطاع الطاقة، مما يؤدي إلى انقطاعات مستمرة في الغاز والكهرباء، ويؤثر سلباً على الأنشطة الصناعية والحياة اليومية للمواطنين.
5 – الفساد وسوء الإدارة:
يشكل الفساد وسوء الإدارة تحدياً داخلياً خطيراً، حيث يؤثر على كفاءة الاقتصاد ويمنع توزيع الموارد بشكل عادل.
كما أن التبعية المفرطة لعائدات النفط جعلت الاقتصاد هشاً أمام الصدمات الخارجية، في حين أن السياسات الاقتصادية الداخلية لم تنجح في تنويع مصادر الدخل بشكل كافٍ.
حجم الدين العام والناتج المحلي الإجمالي (PIB):
الناتج المحلي الإجمالي (GDP):
تشير تقديرات مختلفة لعام 2025 إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لإيران (الناتج الإجمالي الخام) يقع في حدود 490 مليار دولار (القيمة الاسمية).
وتشير تقديرات أخرى إلى أن الناتج المحلي الإجمالي قد ينكمش إلى حوالي 341 مليار دولار بسبب انخفاض قيمة العملة.
بينما يقدر صندوق النقد الدولي الناتج المحلي الإجمالي على أساس القوة الشرائية بـ 1.746 تريليون دولار لعام 2025.
الدين العام:
وفقًا لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يرتفع إجمالي الدين الحكومي في إيران كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 40% في عام 2025.
أما الدين الخارجي، فقد انخفض إلى 4.412 مليار دولار في عام 2024.
نهاية دور الديبلوماسية!
لم يعد هناك أي أهمية اليوم لمفاوضات وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي مع السفراء الأوروبيين.
ولا يهم أي آلية لتطبيق السناك باك. فمستقبل إيران لم يعد في الإيرانيين إلا بمقدار تجاوبهم مع الضغوط الأممية، في محاولة لتجنب التركيع العسكري!
ما قبل السناك باك لن يكون كما بعده! فهل تصبح إيران صديقة لاسرائيل قريباً في تغيير هائل للشرق الأوسط؟! وإذا كان كذلك، فكيف؟ وبأي وسيلة؟!