الدويلة تعطل دور الدولة والمجتمع الدولي بانتظار النتائج

أحمد مطر
في ظل استمرار حزب الله ومن خلفه إيران في تصعيد مواقف التحدي للسلطة اللبنانية لا بد من التساؤل عن مدى قدرة العهد والحكومة على الحفاظ على دعم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، وخصوصاً لجهة دعوة المؤتمرات الموعودة لدعم الجيش والحصول على المساعدات والقروض والاستثمارات المالية لبناء الاقتصاد وإعادة الإعمار .
على صعيد آخر، لا بد أيضاً من التساؤل عن مدى تأثير التطورات الكبيرة والمتسارعة لوقف الحرب في غزة.
هذه الأسلحة تدفعنا للبحث عن السيناريوهات الممكنة في ظل مثل هذه التطورات السياسية والجيوسياسية وأبرزها السيناريو الأول، تتحدث الأوساط السياسية والأمنية عن إمكانية تجدد العمليات الهجومية الإسرائيلية ضد حزب الله لتشمل العمق اللبناني، وذلك من أجل تدمير ما تبقى من قدرات حزب الله لإضعافه وإجباره على الاستسلام.
السيناريو الثاني، استمرار حزب الله في عنترياته في وجه الدولة، والتي ستجد نفسها مضطرة تحت الضغوط الداخلية والعربية والدولية إلى تنفيذ خطوات رادعة، تؤدي إلى فلتان حبل الأمن، بحيث يجد الجيش والقوى الامنية مجبرين على الدفاع عن مؤسسات الدولة.
السيناريو الثالث، تواصل ارتفاع مستوى الصراع بين إيران والغرب على خلفية الموضوع النووي، أو استمرار إيران في تهديد المصالح الغربية واستهداف الشحن البحري، وتهديد إسرائيل وبما يدفع إسرائيل ومعها الولايات المتحدة لاستهداف إيران عسكرياً، وفي خطوة لإسقاط النظام في طهران، وإنهاء جميع أذرع إيران المسلحة وعلى رأسها حزب الله.
يبدو من هذه القراءة بأن جميع السيناريوهات لن تكون في صالح حزب الله، وستهدف جميعها إلى نزع سلاحه، وهذا ما ألمح إليه السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، في تصريحه من قصر بعبدا عندما زار الرئيس عون برفقة طوم براك، متوعداً بأن آخر الدواء الكي العسكري.
ويبقى السيناريو الأول مرجح الحصول خلال الأشهر أو الأسابيع المقبلة، وخصوصًا بعد نجاح مفاوضات شرم الشيخ لتطبيق خطة ترامب لوقف الحرب في غزة. كما أنه يمكن أن يحدث هذا السيناريو كنتيجة واقعية لحدوث أي من السيناريو الثاني والثالث .
ختامًا، إن تعقيدات الوضع الداخلي اللبناني التي يمكن أن تتسبب بها سلوكيات قيادة حزب الله الراهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاستحقاقات المطلوبة من لبنان أميركياً وعربياً، تدعو أن تتوحد رؤية رئاسة الجمهورية مع رؤية رئيس الحكومة، وأن تتوحد جهودها لمواجهة نتائج مواقف حزب الله ومن خلفه إيران الرافضة لقرار حصرية السلاح واستعادة الدولة لسيادتها.
فهل يدرك قياديو حزب الله خطورة مواقفهم الرافضة لقرارات مجلس الوزراء حول حصرية السلاح، خصوصاً في ظل سلوكية التسامح أو العجز التي يتبعونها في مواجهة عمليات القصف والاغتيالات اليومية التي تنفذها إسرائيل.