وداع سيون أسيدون.. حيث يلتقي المغرب وفلسطين

وداع سيون أسيدون.. حيث يلتقي المغرب وفلسطين

   

 في مشهد مهيب، اختزل تاريخًا من النضال والمفارقات، وُوري جثمان المناضل المغربي الكبير، سيون أسيدون، الثرى في المقبرة اليهودية المقابلة لمقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء.

لم تكن الجنازة مجرد وداع لرجل، بل كانت احتفالاً بـ “المبدأالذي مثّله المناضل المعطي سيون أسيدون.

ما ميز الموكب هو الحضور البارز للرمزية الفلسطينية. حيث رافقت الأعلام الفلسطينية الجثمان حتى مثواه الأخير، وارتدت حشود المشيعين الكوفيات الفلسطينية، تخليدًا لموقف أسيدون الذي لم يلن قط، نضاله ضد الاستبداد والفساد في المغرب، ورفضه القاطع لأي تطبيع مع إسرائيل، وتمسكه اللامحدود بحق الشعب الفلسطيني.

 تحولت الجنازة إلى منصة تُردد فيها شعارات تمجد نضاله الإنساني ومواقفه الثابتة المناصرة للحرية والعدالة، متجاوزًا بذلك الانتماء الديني أو الأصولي.

ضم الحضور خليطًا فريدًا من الأطياف.. سياسيين وحقوقيين مغاربة، يتقدمهم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، إلى جانب أفراد من الطائفة اليهودية المغربية، وبشكل لافت، أعضاء من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. هذه الجبهة التي نعته مؤكدة وفاءها لـ رسالته الخالدةمن أجل فلسطين، جسدت المفارقة الأكبر، مناضل مغربي من أصول يهودية، يشيعه مناهضون للتطبيع بالأعلام الفلسطينية.

لقد رحل أسيدون، لكن المشهد بقي راسخًا، دفن يهودي تحت راية فلسطين في أرض المغرب، دلالة على أن النضال من أجل العدالة لا يعترف بالحدود أو الهوية الضيقة.

شارك هذا الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!