الحافلة (ثلاث قصص قصيرة)

الحافلة (ثلاث قصص قصيرة)

عزالدين الماعزي

(نحن في الطريق

حافلة وراء حافلة

طريق وراء طريق

صعود وراء هبوط

فلا مجال السقوط)

1

يحلم كأن سهوَ الليل ينتشلُه من غيابه وينام مفتوح العينين، قلبه أصواتُ خرائط وحروبٍ قاسية. يريد أن يجدَ تفسيرا لحلمه. فضّل أن ينتظرَ، يراقب بزوغ الشمس وبعدها يسافر كي ينسى خيولا مرّتْ أمامه وصهلتْ.

لا مكان يرتاح فيه ويصنع  منه مفتاحًا لقُفل الحكاية. أغلق تجاويف قلبه ومحا كلّ المخاوف.

ترك لغته موسيقى للريح والتقاط دمع المطر.

2

ما الحافلة ؟ ما الحياة ؟ دون قطعان الرعب التي تسْكننا.

أحيانا، أنفجر ضحكا وأنا رابضٌ كقنفد.. أدخنُ سجائري، أنصت لتصاعد الدخان إلى السماء..

كيف وجدتْني أمي في طريقها، بعيدًا عن الغابة، أحتسي ماء الحياة ؟

صرتُ أقول لنفسي بأنها الكأس الأخيرة. آسف، سأعيش تيهي وفرحي الذي يندثر للتوّ مع حبل المشنقة.

هكذا أقول : طوبى لأمثالي الذين يعيشون بعيدًا عن الآخرين، يتظاهرون بأنهم طيّبون وخرفان  مثقلة بالصوف وقراءة بوكوفوسكي  وفصولا من ألف ليلة وليلة.

متخيلا أن تسقط النجوم فجأة من السماء وتطبق على المجرمين.

3

الأغنية طويلةٌ، الوجوه مستبشرة ورقمُ الكاميرا يبتسمُ، والأخبار كثيرة.   

أنا لا أطالب بدمِ أحدٍ، هكذا تقول.

هل يسحبُ السائق ما تبقى من بذَاءة الوقت أم يكتفي بشذْب أعناق الأعشاب..؟

كلما أمعنتَ في الغناء كلما اتّهموك بالتهور. يتكرر المشهد نفسه كلما توقفت الحافلة دون عناء، لا شيء تعزز أخيرًا، هو قلّة ذوق وخطر يزول.

فضحتِ الشلة اجتماعَها وأضحى كل راكبٍ يريد إلقاء اللوم على السابق.

متى ركبت ؟ متى نزلتَُ ؟ ما الذي استفدت..؟

نهاية المنعرج، علامات استفهام.

واضحٌ تماما، تغيير الفكرة من تغْييرات طرأت على كل العالم. الحلمُ بداية طريق والحافلة لن تنتظر أكثر في الطريق.

خلف كل منعرج يدٌ تُشغله فلا تتمسّك بالمقود أكثر كيْ لا تنتهي الرحلة.

شارك هذا الموضوع

عز الدين الماعزي

قاص مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!