جثة منسية في المشرحة الكبرى!

جثة منسية في المشرحة الكبرى!

عبد الرحيم التوراني

أنفاس المؤسسات المنسية

     في بلاد “الوق واق”.. كانت هناك مؤسسات تتنفس خفية، تستمد بقاءها من شقوق جدرانها المتآكلة، حيث يمر عبرها هواء فاسد يكفي للإبقاء على وهم الحياة. لكن تلك الأنفاس الواهنة توقفت أخيرًا. حين خفت الخفقان الأخير، لم تكن نهايتها نهاية مهيبة تليق بمؤسسات حكمت يومًا، بل تحولت إلى جثث متروكة في المشرحة الكبرى للنسيان. انبعثت منها روائح كريهة، روائح الفساد والعفن الإداري، التي لم يجرؤ أحد على استنشاقها…

بقيت هكذا، مُعلّقة بين الحياة والموت الفعلي، منتظرة من يتقدم بخطوة شجاعة ليسلمها أو يستلمها، ليدفنها في مقبرة التاريخ غير المشرف، لكن لا أحد جاء، خوفًا من أن يصيبهم نتن الماضي، فاستمرت في إرسال رائحة الموت الصامت إلى المدينة.

شارك هذا الموضوع

عبد الرحيم التوراني

صحفي وكاتب مغربي، رئيس تحرير موقع السؤال الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!