ألبانيا: وجهة سياحية تُستكشف بالقلب.. لا بالكاميرات… (1-2)

ألبانيا: وجهة سياحية تُستكشف بالقلب.. لا بالكاميرات… (1-2)

علي بنساعود

         حين وطئنا أرض ألبانيا، شعرنا كأننا دخلنا إلى زمن بطيء، نظيف من صخب المدن المعلَّبة… أحسسنا أننا انتقلنا من بقايا حقبة شيوعية إلى حاضر طموح.
ألبانيا وجهة سياحية لا تُفَوَّت، لكنها مازالت غير معروفة لدى كثيرين، لذلك، فهي تجذب، بشكل متزايد، المسافرين الباحثين عن الأصالة، الذين يشيد أغلبهم بمناخها المتوسطي، ومعالمها السياحية، بدءًا من الشواطئ الخلابة، والجبال الشامخة، والتراث الثقافي العريق والغني، وصولًا إلى المواقع التاريخية، والمدن النابضة بالحياة، والكرم وحفاوة الاستقبال.

رحلة بمذاق الاستكشاف
استغرقت رحلتنا إلى ألبانيا أحد عشر يوما، خلال شهر أكتوبر الماضي، وقد اخترنا زيارتها في هذه الفترة لتجنب حشود السياح، وللاستمتاع بجو معتدل، وبأسعارٍ أقل التهابا.
إبان هذه الرحلة، تنقلنا بين عديد من المدن أهمها: تيرانا، بيرات، جيروكاستر، وفلورة… وقد شدتنا الجبال والقرى الخلابة، والوديان الهادئة، والأنهار الجامحة، والشواطئ الفيروزية الممتدة، وغروب الشمس الساحر… كما أذهلنا تاريخ المنطقة الغني، خصوصا تاريخ المواقع التي صنفتها اليونسكو تراثا عالميا، لذلك، كانت رحلتنا “رحلة عبر الزمن”، أعجبنا، خلالها، بمدينتي بيرات وجيروكاستر القديمتين، المُدرجتين ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، كما قدرنا حفاوة ترحيب السكان المحليين ودفئهم، والأسعار المعقولة، والهدوء الذي تتميز به أغلب المناطق.

تيرانا: حداثة وتاريخ
وصلنا تيرانا مساء، عبر الطائرة، قادمين إليها من بولونيا الإيطالية، وكانت السماء تمطر، ولعل أهم ما يميز تيرانا هو أنها مدينة نابضة بالحياة، مفعمة بالحيوية وبالطاقة الشبابية، وهي مدينة مرحبة، تعرف بشوارعها المُلوّنة وتاريخها الغني ومأكولاتها الشهية.
استمتعنا كثيرًا بأيامنا القليلة هناك، وقضينا معظم وقتنا نتجول في شوارع المدينة وأسواقها، ونراقب سكانها… ولعل أهم ما أعجبنا به فيها، إضافة إلى أحيائها التاريخية، هناك: “ساحة إسكندر بك”، وهي محاطة بأبرز مباني المدينة: دار الأوبرا، المتحف الوطني، و”مسجد أدهم بك”، وهو أحد أقدم المباني في العاصمة، إلى جانب برج الساعة، والوزارات… وهي ساحة دوما مأهولة بالمُشاة وراكبي الدراجات، محاطة بالأشجار والنوافير، يتجول زائروها عبر الزمن، مستمتعين بمشاهد التنوع الثقافي والمعماري والتعايش بين الأديان، خصوصا بين الإسلام والمسيحية، وبعض الطوائف الدينية الصغرى، ما يجعل من تيرانا وجهة لا تُشبه غيرها.
على مقربة من هذه الساحة، اكتشفنا مباني أخرى مثيرة للاهتمام، مثل كنيسة “كابلان باتشالا” غير البعيدة عن المسجد، وهرم تيرانا بأسلوبه المعماري الوحشي الأصيل، وكان في الأصل متحفًا مُخصصًا لذكرى أنور خوجة، الطاغية السابق الذي قاد النظام الشيوعي… علاوة على مسجد نمازجاه، (المصلى) ويعرف أيضًا باسم مسجد تيرانا الكبير، وهو يتسع لعشرة آلاف مصلٍّ، ليكون بذلك أكبر مساجد البلقان، وأردوغان/ تركيا هو من مَوَّلَ بناءه… وهذه المعالم مجتمعة تعكس الهوية الثقافية المتعددة للمدينة، وللبلد بأكمله، وتعدد روافده الثقافية والدينية، لذلك، فإن زيارتها فرصة فريدة لاكتشاف الكرم الألباني وأصالة المطبخ المحلي في أجواء ستبقى منقوشة في الذاكرة.

“البانك آرت 2” متحف لشتاء استبدادي طويل
“البانك آرت 2” متحف تحت الأرض، أقيم وسط مدينة تيرانا، قرب الساحة الرئيسية، في واحد من مئات الآلاف من المخابئ التي أنشئت في عموم ألبانيا، في سبعينيات القرن الماضي، خلال حكم أنور خوجة للجوء إليها في حال وقوع غزو أو هجوم نووي غربي أو شرقي، وهي مخابئ تعكس الشعور بالارتياب الذي ساد نظام الحكم في هذا البلد في المرحلة الشيوعية… ولعل فكرة إنشاء متحف في مخبأ سابقة مذهلة، إذ فيه يعرض جزء من تاريخ ألبانيا خلال الحرب الباردة، وهو تاريخ يستحق أن يعرفه الجميع، بدءا بحرب الاستقلال الألبانية عن الحكم العثماني، والمقاومة ضد الرايخ النازي، والمقاومة ضد النظام الشيوعي.
وهو متحف يثير الإعجاب بممراته الضيقة المظلمة، ومكاتبه المحفوظة على حالتها الأصلية، وقاعاته، وغرف نومه، كما يضم غرف تعقيم، واتصالات. وقد خصصنا زهاء ساعتين لاستكشافه، تعرفنا فيهما على جزء من تاريخ هذه الفترة المضطربة في ألبانيا من خلال وثائق أرشيفية متنوعة معروضة، تقدّم فهما لطبيعة النظام الذي ساد هذا البلد، والذي كان مهووسا بمراقبة الحياة اليومية للناس، حيث تعرض فيه معدات كانت تستخدم للتجسس على الشعب الألباني، والتعرف على جواسيس الداخل، من قبيل الميكروفونات والمعدات الموضوعة بتكتم في منازل السكان والزوار الأجانب وفي الفنادق. كما يقدم لوائح بأسماء آلاف الضحايا وأسرهم الذين طالهم قمع هذا النظام المستبد. وبذلك، فهذا المتحف وثيقة دامغة على جزء من تاريخ ألبانيا وما عاناه شعبها خلال شتائه الاستبدادي الطويل.
ورغم تركيز معروضاته على تاريخ الشرطة الألبانية، وأساليب التجسس والقمع والبطش التي كانت تمارس على الشعب الأعزل، يضم المتحف أيضا معارض مُتنوّعة للفن المعاصر، كما يحتوي على عديد من لوحات المعلومات التي تستحق القراءة، غير أن المكان كان مزدحمًا عندما ذهبنا، وكان علينا الانتظار في طابور لدخول الغرف، لكن المرور بين الناس في الممرات كان مريحا.
الخلاصة هي أن هذا المتحف معلم يضم كنوزا ثمينة تستحق الزيارة، ويعلم الكثير…

كازيرما: فضاء يؤنسن المكان
من أجمل ما فعلناه بتيرانا، أننا ذهبنا، بتوصية من بعض الأصدقاء، لتناول العشاء، بمطعم يحمل اسم “كازيرما سيرين”… وجدناه مطعما فريدا، إذ كان جزءا من مؤسسة سياحية تحتضنها تلال هادئة، على مشارف المدينة، على بعد حوالي 15 دقيقة من وسطها…
ما أثار انتباهنا في هذا المطعم أنه كان فسيحا، تتوزع مقاعده الكثيرة على الحديقة والصالة والغرف الداخلية والشرفات، وكانت جدرانه مزينة بمجموعة من الديكورات العسكرية ذات العلاقة بماضيه، إذ كان في الأصل ثكنة عسكرية مهملة رُمّمت بعناية فائقة لتصبح وجهةً متميزة تجمع بين التاريخ والطبيعة والتقاليد… ومن العناصر الديكورية بهذا المطعم نجد خوذات الجنود، وأجزاء من بنادق خشبية، وصناديق الذخيرة… علاوة على راديوات ميدانية وأنواع مختلفة من المناظير وصور مؤطرة تعرض كيف كان المكان قبل أن يُحول إلى مطعم، إضافة إلى القُدور وأدوات الطهي وأكواب الشرب الميدانية المستخدمة كزينة، وكحوامل للزهور…
أكثر من هذا، كان النُّدُلُ، وجميعهم شباب مهذبون، يرتدون زيًا عسكريًا لإضفاء أجواء أصيلة على المكانǃ
في البداية، خمَّنت أن إنشاء هذه المؤسسة جاء ربما بوحي من برنامج “الإنصاف والمصالحة” الألباني، يسعى إلى القطع مع سياسة الاستبداد الشيوعي التي امتدت أزيد من نصف قرن، يهدف إلى المصالحة مع التاريخ، بتحويل فضاء كان ثكنة ترمز إلى القمع والانضباط العسكري إلى فضاء مفتوح للضيافة والحوار والتعدد، غير أنني حين سألت قيل لي إن هذه المؤسسة مشروع خاص وليس رسميا، وأنها، رغم ذلك، استطاعت أن تحول الثكنة من فضاء للقمع والبنادق والحرب إلى فضاء للذاكرة والضيافة والموائد.

لحم ضأن على نغمات حية
كان هذا الفضاء اكتشافا رائعا لنا! وبسبب الأمطار التي تهاطلت ذاك المساء، تناولنا عشاءنا داخله، إذ اخترنا طاولة، وجلسنا حولها، وحين جاء النادل، طلبنا منه قائمة الطعام فقال:
_لمطعمنا قائمة طعام ثابتة نقدمها لجميع الزبناءǃ وما يمكنكم اختياره هو نوع المشروبات الروحية واللحوم، هل تريدون الحمراء أم البيضاء أم لحم الأرانب…ǃ؟
اخترنا لحم الضأن… فجيء لنا، تدريجيا، بماء معدني ومشروبات وأزيد من عشرة أطباق كمقبلات، وكلها مأكولات تقليدية محلية مصنوعة بمواد مأخوذة من مزرعة بيولوجية تابعة للمؤسسة! بعدها، جيء بطبق اللحم الرئيسي، تم تقطيعه أمامنا على المائدة، وكان لحم كتف لذيذ تُبِّلَ أولا وبُخِّر ثم وضع في الفرن… تناولناه على نغمات حية لبيانو يعزف مقطوعات موسيقية ألبانية واضح تأثرها بالموسيقية اليونان والتركية…
إثرها، جيء بأطباق حلويات محلية شهية، وكل هذا تناولناه في صحون وأكواب وبسكاكين وشوكات وملاعق من تلك التي يستعملها الجنود عادة في حياتهم اليومية بالثكناتǃ
وتعاون على خدمتنا ثلاثة نُدُلُ كانوا، مثل كل زملائهم، لطفاء، ودودين، مبتسمين، مستعدين دائمًا للاستجابة لطلبات الزبائن وضمان راحتهم.

وبِتْنَا في الثكنةǃ
والمفاجأة هي أننا حين تناول بعضنا فنجان قهوة، وأدينا الفاتورة التي ناهزت 25 أورو للفرد الواحد، جيء لنا بمشروب محلي حلو! تناولناه وهممنا بالانصراف، غير أن صاحب المحل اقترح علينا أن نبيت في مؤسسته مجانا، باعتبارها تضم جناح ضيافة خاص باستقبال السياح بأسعار معقولة، فلم نتردد في قبول دعوته، وفعلا، كانت الغرف فسيحة، نظيفة، مُريحة يسودها الهدوء والسكينة والدفء، تجمع بين الطابع التاريخي للمكان والخدمات الحديثة، تتوفر على كل مستلزمات الإقامة من تكييف وحمام ومناشف ومجفف الشعر، وأدوات كي الملابس، كما كانت الغرف ذات نوافذ تطل على حديقة غنَّاء، ذات مناظر طبيعية خلابة وهواء نقي…

فطور بدون بقشيش
بعد الاستيقاظ، توجهنا إلى جناح الفطور، وكان عبارة عن خيمة فخمة منصوبة وسط المزرعة، وتَشَكَّلت الوجبة من مشاريب وأطعمة محلية تقليدية بما فيها العسل والمربى والزبدة والجبن والفطائر…
بعد الفطور، ذهبنا لأداء الفاتورة، لكن النادل رفض، وحين أردنا أن نمنحه بقشيشا، قال:
_أعتذر، لدي تعليمات بألا آخذ منكم فلسا واحداǃ
وبخصوص مسألة الكرم هذه، فقد صادفناها بالعديد من المحلات بمدن ألبانيا، إذ حدث أكثر من مرة أن تناولنا طعاما أو شرابا بمحل ما، وحين نَهُمُّ بالانصراف، يأتينا النادل بمشروب هدية من المحلǃ
باختصار، كان ذهابنا إلى “كازيرما سيرين” تجربة فريدة، غنية، قضينا فيها وقتًا ممتعا تعرفنا، خلاله، على بعض قيم الشعب الألباني وجمال حياته الأصيلة، البسيطة.

بيرات: قلعة ونهر وألف نافذة
لم نختر بيرات عبثًا، فهذه المدينة مشهورة كإحدى أجمل مدن ألبانيا ذات السحر الفريد. حللنا بها مساء، وللاستمتاع بها على أكمل وجه، كنا اخترنا الإقامة في موقعها الأروع ألا وهو القلعة القديمة المطلة على المدينةǃ
تُلقَّب بيرات بـ”مدينة الألف نافذة” بسبب منازلها ذات الطراز العثماني المتميز، المطلية بالأبيض، ذات النوافذ الكبيرة المتعددة، حيث تتراص بيوتها العثمانية على سفوح التلال في مشهد معماري نادر… فتبدو كأنها تطل على بعضها بعضا، ويساهم هذا التراص والنوافذ الكثيرة في خلق مشهد ساحر.
الطريق من تيرانا إلى بيرات ريفية، خضراء، تتناثر على جنباتها منازل متواضعة ومآذن نحيلة تظهر بين حين وآخر.
في الجزء القديم من بيرات، تتجاور البيوت ذات الشرفات الخشبية، بينما يمتد جسر حجري عمره أزيد من خمسة قرون فوق نهر أوسوم، ليكمل لوحة تاريخية بديعة.
كان الجو رائعا، رغم برودته ذاك المساء، والهواء نقي شفاف كما لم نستنشقه قط… مباشرة عند وصولنا، ذهبنا لتسلم مفاتيح سكننا، وكان عبارة عن طابق سفلي رائع من (فيللا) دار ضيافة فخمة، كنا حجزناه عبر منصة خاصة بالإيجار. كان السكن مجاورا للقلعة، تطل إحدى شرفاته على واد ذي مناظر خلابة ساحرة…
طيلة يومين، استمتعنا باستكشاف هذه المدينة ومركزها التاريخي سيرًا على الأقدام، غالبا، وبمناظرها الطبيعية الخلابة وتعرفنا على بعض سكانها الودودين…
كما استمتعنا بالتجول وسط أحيائها القديمة وخصوصا منها: غوريكا وهو الحي المسيحي سابقاً، وفيه كان يجلس بعض الرجال لشرب القهوة التركية، بينما تتكدس النساء تحت المظلات… و”مانغاليم” وهو الحي الإسلامي القديم، الغني بالنوافذ والأزقة الوعرة… كما استمتعنا بالمناظر الخلابة للمركز الحديث للمدينة، وعلى وجه الخصوص، بوليفار دي ريبوبليكا، وهو ممشى طويل وواسع للمشاة تصطف على جانبيه الأشجار وأرصفة المقاهي. وكانت هذه المنطقة نظيفة منظمة تنتشر في ربوعها المساحات الخضراء، كما تجولنا على ضفتي نهر أوسوم الذي يخترق المدينة، ويعتبر أحد أهم معالمها الطبيعية، تحيط به الجبال والتلال… ناهيك عن جمال جسوره، وأهمها جسر جوريكا الذي يربط بين ضفتيه. أما المقاعد المظلَّلة فيستخدمها الشيوخ كساحة مبارزة يلعبون فيها الدومينو والشطرنج والطاولة.
قليلون هم من يتحدثون الفرنسية، لكن التواصل مع الألبانيين ليس صعبًا، خصوصا أن الشباب منهم يتحدثون اللغة الإنجليزية، أما كبار السن، فإضافة إلى لغتهم الألبانية كانوا يحفظون بعض المفردات الإيطالية…

قلعة بيرات: مناظر تستحق العناء
القلعة إحدى أهم معالم بيرات، وهي نقطة جذب لا تُفوَّتُ زيارتُها… تقع على تلة شديدة الانحدار، على ارتفاع شاهق، والوصول إليها صعب بالنسبة للراجلين، خصوصا كبار السن، إذ عليهم تسلق منحدر حاد بطول حوالي كيلومترين. وحين تُنهي المنحدر، ترحب بك أسوار القلعة، وحجارتها القديمة، وشوارعها المرصوفة بالحصى، ومناظرها الخلابة… فتكتشف أن الأمر يستحق هذا العناء.
في هذه القلعة الشامخة، كنا على موعد مع نزهة رائعة، تجولنا حولها، فاستمتعنا بإطلالة بانورامية على المدينة القديمة.
ومما اكتشفناه أن القلعة أقرب إلى قرية مأهولة بسكان محليين ودودين، يُضْفون أجواءً أصيلة عليها وعلى أزقتها الجميلة، وواجهات منازلها البديعة… وهي محاطة بتحصينات، وتضم منازل سكنية وآثارًا متلاصقة، وبيوت ضيافة، ومساجد وكنائس وبازارات، ومطاعم… يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إذ احتلها الإغريق ثم الرومان، ومعظم ما تبقى منها يعود إلى العصرين البيزنطي والعثماني.
من هذه القلعة، استمتعنا بمناظر بانورامية رائعة لمدينة تعود للعصور الوسطى… مناظر تستحق العناء، كما استمتعنا بجمال التجول في شوارعها الأنيقة الضيقة.
وحين خيَّم الظلام، توجهنا إل مطعم صغير، حميم بهذه القلعة، وتحت أضواء فوانيس حمراء ساحرة، تناولنا وجبة عشاء لذيذة كل شيء فيها تقليدي، مُعدّ بمنتجات طبيعية طازجة…
للإشارة، فإن جذور هذه المدينة تعود لأكثر من 2400 عام، وهي تحكي قصة تطور فنون العمارة عبر العصور، من القلعة التاريخية التي تهيمن على المشهد، إلى المساجد والكنائس الأثرية التي تعكس التنوع الثقافي والديني للمدينة وثراءه. (يتبع)

شارك هذا الموضوع

علي بنساعود

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!