اليوم الـ 65 للحرب: أوكرانيا تعترف بخسائر كبيرة في الدونباس والروسية أفدح
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 65 للحرب، أقرت أوكرانيا، الجمعة، بأنها تكبدت خسائر كبيرة في الهجوم الروسي على شرقي البلاد، لكنها قالت إن الخسائر الروسية أفدح. وبعد أن أخفقت في شن هجوم على كييف في شمال أوكرانيا الشهر الماضي، تحاول روسيا حاليا فرض سيطرتها الكاملة على المناطق الشرقية المعرفة باسم دونباس. واعترفت أوكرانيا بخسارتها السيطرة على بلدات وقرى هناك، منذ بدأ الهجوم الأسبوع الماضي، لكنها قالت إن المكاسب التي حققتها موسكو جاءت بثمن باهظ للقوات الروسية المنهكة بالفعل من هزيمتها السابقة قرب العاصمة.
وقال أوليكسي أريستوفيتش المستشار الرئاسي الأوكراني: “تكبدنا خسائر كبيرة لكن الخسائر الروسية أفدح بكثير… تكبدوا خسائر فادحة”، وفق “رويترز”.
ورسميا، تقول موسكو إنها خسرت 1351 جنديا روسيا، بينما تقول كييف إنها قتلت 21 ألف جندي روسي، وتفيد تقديرات غربية بأن العدد وصل إلى 15 ألفا.
في المقابل، تؤكد روسيا أن أوكرانيا خسرت في الحرب حتى الآن أكثر من 14 ألف جندي، بينما يؤكد رئيسها فولوديمير زيلينسكي أن عدد قتلى جنوده يتراوح بين 2500- 3000 جندي. وينظر كل طرف إلى مسألة الخسائر في صفوفه بحساسية، إذ لم تنشر روسيا سوى رقمين عن خسائرها، بينما نشرت عشرات الأرقام عن الخسائر الأوكرانية، وكذلك فعلت كييف. وكان مكتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، قال في وقت سابق إن روسيا تقصف خط الجبهة بالكامل في منطقة دونيتسك في شرق البلاد بالصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون والطائرات. وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن روسيا تقصف مواقع على طول خط التماس لمنع الأوكرانيين من إعادة تجميع صفوفهم.
واعترفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، بأنّ موسكو استخدمت غواصة تعمل بالديزل في البحر الأسود لقصف أهداف عسكرية أوكرانية بصواريخ “كروز” من طراز “كاليبر”.
وقالت بريطانيا إن القتال كان عنيفا بشكل خاص حول مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك، الجزء الرئيسي من دونباس الذي لا تزال روسيا تحاول السيطرة عليه، بمحاولة التقدم جنوبا من إيزيوم التي تسيطر عليها موسكو باتجاه سلوفيانسك. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان عن تطورات الحرب “بسبب المقاومة الأوكرانية القوية، كانت المكاسب الروسية على الأرض محدودة وتحققت بتكلفة كبيرة للقوات الروسية”.
وتدور أكثر المعارك دموية وأسوأ كارثة إنسانية للحرب في ماريوبول، وهي مدينة ساحلية في شرق البلاد، تحولت إلى منطقة يعمها الدمار والخراب بعد شهرين من القصف والحصار الروسيين. وتقول أوكرانيا إن 100 ألف مدني ما زالوا في المدينة التي تحتل روسيا معظمها. ويتحصن المئات من المدنيين مع آخر المدافعين المتبقين في مخابئ تحت الأرض أسفل مصنع كبير للصلب. وقال مكتب زيلينسكي إنه تم التخطيط لعملية الجمعة لإخراج المدنيين من المصنع ولم يذكر تفاصيل.
وقد أعلن حاكم منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا أن روسيا تمنع إجلاء المقاتلين الأوكرانيين الجرحى من مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول الجنوبية، لأنها تريد القبض عليهم. من جهتها، أعلنت لندن أنها سترسل نحو 8 آلاف جندي بريطاني إلى أوروبا الشرقية، للمشاركة في مناورات حربية، معدة لمواجهة ما تقول إنه “عدوان روسي“. وذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، الجمعة، أن عملية نشر القوات البريطانية، التي تعد الأكبر من نوعها منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 3 عقود، ستشهد أيضا نشر قوات إضافية في دول أخرى في أوروبا مثل فنلندا وشمال مقدونيا.
وانخرطت بريطانيا بشكل رئيسي في الحرب الروسية الأوكرانية، وقدمت دعما كبيرا لكييف، وتحدثت أخيرا عن أهمية رفع مستوى دعم الأوكرانيين إلى مستوى تزويدهم بالمقاتلات الحربية. وذكر مسؤول بريطاني أن بلاده تؤيد شن أوكرانيا هجمات في العمق الروسي، وهو ما أثار غضب الكرملين.
وبحسب خطة نشرت القوات البريطانية، سيتم إرسال عشرات الدبابات وأكثر من 100 مركبة قتالية مدرعة إلى مواقع في أوروبا الشرقية خلال الصيف. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن المناورات المقررة ستعزز قدرة القوات البريطانية والفنلندية على العمل معا لردع “العدوان الروسي في الدول الإسكندنافية ودول البلطيق”.
وكانت العاصمة الأوكرانية كييف تعرضت لقصف مساء أمس الخميس، في وقت كان فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يزورها، في أول ضربات من نوعها تستهدف كييف منذ منتصف أبريل/نيسان الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي إن الوزارة ما زالت تقيم وتحلل الهجوم الروسي الذي استهدف كييف. وأضاف في مقابلة مع شبكة “سي. إن. إن” أن موسكو استهدفت الآونة الأخيرة أهدافا عسكرية غربي أوكرانيا لضرب خطوط الإمداد.
من جهته، قال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن روسيا تظهر مرة أخرى تجاهلها الصارخ للقانون الدولي بقصفها كييف أثناء وجود غوتيريش ورئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف.
هذا وأفادت وكالة إنترفاكس للأنباء، اليوم بأنّ وزارة الدفاع الروسية نشرت مقطع فيديو يظهر فيه مواطن بريطاني تم أسره في أوكرانيا. وأفيد عن مقتل عنصر سابق بمشاة البحرية الأميركية، أثناء القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في الحرب مع روسيا، حسبما قال بعض أقربائه لوسائل إعلام. فقد قالت ريبيكا كابريرا، والدته، لشبكة “سي. إن. إن”، إنّ ابنها ويلي جوزيف كانسل (22 عاماً) قتل يوم الاثنين أثناء عمله في شركة مقاولات عسكرية أرسلته إلى أوكرانيا. كما قالت كابريرا إنّ ابنها كان يعمل ضابط إصلاحيات في تينيسي، وقد سجل للعمل مع المقاول العسكري الخاص قبل وقت قصير من بدء القتال في أوكرانيا أواخر فبراير/ شباط.
من جهتها، أفادت الحكومة الإسبانية، الجمعة، إنّ أكبر شحنة من المعدات العسكرية إلى أوكرانيا حتى الآن في طريقها للتسليم، بعد أن رست سفينة تحمل 200 طن من المواد في ميناء ببولندا. وأكدت وزارة الدفاع الإسبانية وصول السفينة إلى بولندا، حيث ستفرغ حمولتها في ميناء غدينيا، ونقلها على بعد 700 كيلومتر إلى قاعدة لوجستية في أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، اليوم الجمعة، أنه دعا نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة مجموعة العشرين التي يُفترض أن تُعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في إندونيسيا بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنه تمّ التوصل إلى “تسوية”، بعد ضغوط مارستها الدول الغربية لإبعاد روسيا عن المجموعة منذ بدء غزوها لأوكرانيا.
من جهة ثانية، أعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أمس الخميس عن “قلقه” لعدم تمكنه من دخول محطة نووية أوكرانية، هي الأكبر من نوعها في أوروبا منذ استيلاء القوات الروسية عليها قبل نحو شهرين. وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا في 4 آذار- مارس، لكن ما دق ناقوس الخطر بشأنها هو اندلاع حريق في منشأة تدريب تابعة للمحطة جراء القصف.