الانتخابات الفرنسية.. فوز إيمانويل ماكرون وارتياح أوروبي وأمريكي

الانتخابات الفرنسية.. فوز إيمانويل ماكرون وارتياح أوروبي وأمريكي

وكالات وتقارير:

أعيد انتخاب الرئيس المنتهية ولايته مساء اليوم الأحد، بنسبة 58.55٪ من الأصوات. بعد أن استفاد من تكتل “الجبهة الجمهورية” التي قطعت الطريق مرة أخرى أمام مارين لوبين مرشحة اليمين المتطرف، التي حصلت على 41.45٪ من الأصوات. 

هكذا تمكن إيمانويل ماكرون من إلحاق هزيمة ثانية بمارين لوبين. وبعد أن كان، في التاسعة والثلاثين من عمره، أصغر من دخل قصر الإليزيه، سجل رقمًا قياسيًا جديدًا بعد خمس سنوات، في ظل الجمهورية الخامسة، ولم يتم إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته بالاقتراع العام خارج فترة التعايش. في عام 2017، حصل على 66.1٪ من الأصوات. يمكن الآن للرئيس ماكرون أن يتنفس، رغم نسبة المقاطعة التي وصلت إلى 28.2٪، وهو مستوى لا مثيل له منذ عام 1969، ويدعو معدل الامتناع عن التصويت الرئيس إلى التواضع، حيث يفصح إلى اي مدى بلغ استياء الفرنسيين إذ ابتعد الناخبون عن صناديق الاقتراع في الجولة الثانية بنسبة أكبر من الأولى. فبين 10 أبريل و 24 أبريل، سجلت المشاركة انخفاضًا بأكثر من نقطة واحدة. في 2017 قام أكثر من 3 ملايين ناخب بإدخال ورقة اقتراع فارغة في صندوق الاقتراع، وأضيف إليها مليون بطاقة اقتراع ملغاة. 

من الصعب أيضًا أن يفرح ماكرون وانصاره بنهاية حملة قفزت فيها مرشحة التجمع الوطني، ففي عدة استطلاعات رأي، تمت الإشارة إلى هامش الخطأ مع الرئيس المنتهية ولايته. 

قبل الجولة الأولى، هبت رياح من الذعر لفترة وجيزة على الماكرونيين. وبدا حادث الديمقراطية بعيد الاحتمال في عام 2017. 

بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016 في المملكة المتحدة، وانتصار دونالد ترامب في الولايات المتحدة بعد بضعة أشهر، برز تساؤل: هل يمكن أن تكون فرنسا التالية في القائمة؟ 

لقد تحول الوضع بالتأكيد لصالح إيمانويل ماكرون، الذي لم يتوقف خلال الأسبوعين الماضيين عن توسيع الفجوة مع منافسته. ورغم عدم تمكن مارين لوبين من تحقيق نتيجة مفاجئة وفي عكس الاتجاه، فإنه لأول مرة طرق اليمين المتطرف بقوة باب السلطة. 

لا يمكن إهمال الدور الذي لعبه اليسار الفرنسي في التجديد للرئيس المنتهية ولايته، فبعد أن حقق جان لوك ميلينشون في الدور الأول الرتبة الثالثة في الاقتراع (22٪)، صارت مفاتيح الجولة الثانية بيد أنصاره.  

وبعد حملة فاشلة في الجولة الأولى، قرر ماكرون أخيرًا النزول. ولم تمنعه فترة الخمس سنوات التي قضاها في تبني علامات يمينية لكسرها بشكل أفضل من التطلع إلى أصوات اليسار في أقصى الحدود. للحصول على على جزء من النهب الانتخابي الذي جمعه ميلينشون. لقد تحدث الرئيس المرشح عن “التخطيط البيئي” و”المستقبل المشترك”، وسافر إلى ارجاء فرنسا، وصرح أنه مستعد لتقديم تنازلات بشأن هدفه برفع سن التقاعد القانوني إلى 65.

أما مارين لوبين فكان ردها على “الجبهة الجمهورية” الكلاسيكية ضد اليمين المتطرف، بقولها إن “كل شيء ما عدا ماكرون”، تغذيها عدم شعبية رئيس يعتبر متعجرفًا وماهرًا في اللقطات الصوتية. 

لم يكن بإمكان مارين لوبين الاعتماد إلا على حشد منافسيها اليمينيين المتطرفين، إريك زيمور ونيكولاس دوبون-آيجنان، دون الظهور معهم في الجولتين.

 لقد دعا أقطاب “الجمهوريون” والشيوعيون والخضر مع الاشتراكيين، صراحةً للتصويت لماكرون، في حين دعا جان لوك ميلينشون ناخبيه للتصويت وعدم “إعطاء صوت واحد لمدام لوبين”.

أما في جزر الهند الغربية وغيانا، اللتين واجهتها تحدٍ قوي لتمرير التطعيم ضد كوفيد، فكانت مناهضة ماكرون هي التي سادت على خلفية الامتناع الشديد عن التصويت. حتى أن لوبين حصلت على 69.6٪ من الأصوات في غوادلوب.

فوز إيمانويل ماكرون اعتبر نصف انتصار، أو هو انتصار بطعم الهزيمة، إذ أن من انتصروا في الحقيقة هم الغاضبون والرافضون لدخول فرنسا زمنا آخر ينهي مع الجمهورية الخامسة، ويدخلها في مخاطر ومتاهات مجهولة. ما يفيد أن أمام الرئيس العائد مصاعب أخطر من تلك التي واجهته في ولايته الأولى.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة