أحمد

أحمد
ناصر السوسي
 
ٱلآن مُنْتَصَفُ ٱللَّيْل.
يَسْتَوِي أَحْمَد، مُنْفَرِداً
على مَقْعَدٍ خَشَبِيٍّ طَوِيلٍ
فِي ٱلْمُتَنَزَّه
ٱلْعَام.
يَصْنَعُ لُفَافَةً مِنْ أَعْقَابِ سَجَائِر
مُهْمَلَةٍ عَلَى قَارِعَةِ
ٱلْمَكَان.
ذَاهِلَتَان عَيْنَاهُ،
شَارِدَتَان،
أَوْ، مِنْ بَعِيد، هَكَذَا لِي
تَتَبَدَّيَان.
يُشَمِّرُعَلَى سَاعِدَيْهِ،
يَعْلُو صَوْتُ أحْمَد
وَيَنْخَفِضُ،
يُصَارِعُ أَشْبَاحاً بِلاَ
أَلْوَان،
فِي تَنُّورِ عِرَاكٍ
لِحِينٍ مِنَ
ٱلزَّمَان،
إلَى أَنْ يَنْخَفِضَ ٱلصَّخَبُ،
وَتَنْتَهِيَ ٱلْمُرَافَعَة.
وَمِثْلَمَا وَفَدَ أحْمَد،
يَنْصَرِفُ مُطْرِقًا،
يَحْضُنُ أَشْبَاحَ ٱلْغَسَقِ،
بَيْن ٱلْمَسَارِبِ،
وَأَغْرَاسِ ٱلْمُتَنَزَّهِ
ٱلْعَام،
وَعَلَى مَهَل، يَتَوَاری،
مُسْتَوْحِدًا خَلْفَ بُرْجِ ٱلسَّاعَة
عِنْدَ مَدْخَل
ٱلْمَيْدَان…
Visited 21 times, 1 visit(s) today
شارك هذا الموضوع

ناصر السوسي

باحث وشاعر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!