في عيد العمال: أجمل التحايا.. لهؤلاء فقط

بديعة بيضون
1– تحية لكل العاطلين من العمل، والذين يبحثون عن عمل يحفظ إنسانيتهم وكراماتهم، وتحية لجميع العاملين رجالاً ونساء، وتحية خاصة لجميع اللذين يعملون في الأعياد وأيضاً في خارج الأعياد.
2– تحية لكل النساء اللواتي منهن من يعملن خارج وداخل منازلهن دون أي مشاركة أو مساعدة من الرجال.
3 – تحية لكل امرأة تقوم بكامل واجباتها وأعمالها ومسؤولياتها العائلية والمنزلية، التي تبدأ ولا تنتهي، والتي إذا تجرأت واشتكت من تعبٍ أو من إرهاق، يقول لها الرجل: “شو كنتِ عم تعملي قاعدة لا شغلة ولا عملة طوال النهار.”
4 – تحية لكل النساء ربات المنازل الحقيقيات، اللواتي ما زال العالم لا يعترف بعملهن وجهدهن، النساء اللواتي عملهن لا دوام له، وغيّر مُحدد بساعات، وما زال العالم يُنكره عليهن كعملٍ من أهم الأعمال، وأشدها نبلاً وأكثرهاً عطاءً، وأكثرها تعباً ونكراناً للذات، ويعتبرهن بإجحافٍ لئيم نساء غيّر عاملات وعاطلات من العمل.
5 – تحية خاصة للعاملات والعمال الذين يتركون عوائلهم وأولادهم وبلادهم من أجل العمل في ظروف تحفظ حقوقهم وكراماتهم أحياناً قليلة، ولا تحترم حقوقهم ولا تحفظ كراماتهم وإنسانيتهم في الكثير من الأحيان، مع الأمل أن يأتي يوم ويسقط فيه نظام العبودية والاتجار بالبشر المُقنع، “نظام الكفالات”.
6 – تحية إلى جميع العاملات والعمال في العالم الكادحين والشرفاء، والذين يعملون في أقسى الظروف، ويتعرضون لشتى أنواع الظلم والمُعاناة، على أمل أن تتحقق العدالة الاجتماعية، وأن لا يكون هناك أي نوع من عمالة الأطفال وعذاب ومهانة لكرامة الإنسان، كل إنسان، نساءً ورجالاً وأطفالا، وأن يتحقق الأمن الاجتماعي المُستدام.
7 – تحية لكل الرجال العاملين، الرجال، الرجال وليس الذكور، أرباب العقول المُقفلة والصدئة، الذين رجولتهم عبارة عن عضو ذكري يظنونه كافياً كي يُمنحون صِفات الرجال، الرجال غير المخصيين في عقولهم وفقط عضوهم الذكري شغال، ورجولتهم انتحال صِفة وزور وبهتان. الرجال الذين نساؤهم شريكات كاملات الحقوق والواجبات ولسن تابعات. الرجال الذين لا يخجلون بالقيام بأشغال وأعمال قيّدتها المجتمعات وصنفتها من اختصاص النساء وعيباً على الرجال.
8 – تحية لجميع الناس في كل مكان.. وعلى أمل أن يتحقق السلام، الحلم الدائم المستحيل والصعب المنال.
أخيراً وليس آخرًا.. تحية خاصة للعامل اللطيف الشاب الجميل “صلاح”.. ولكل رفاقه الكادحين واللطفاء في كل مكان وفي كل مجال، والذي يعمل في محطة المحروقات، والذي منذ الصباح الباكر كان يقوم بعمله دون عطلة في يوم عيده، عيد العمال بكدٍ ونشاط، وعندما قلت له: كل عام وأنتَ بخير يا “صلاح”.. تفاجأ وسألني بتعجب: “هو في إيه يا مدام، هو النهاردة عيد!!؟؟”…
“صلاح” الذي شكا لي غُلبه وتعبه وعذابه في واحد من الأيام، وعندما سألته لماذا لا تعود إلى مصر يا “صلاح”؟؟ دمعت عيناه وأجاب: “أعود فين يامدام.. ما أنا هنا غلبان وهناك غلبان.. ويلي زينا وين ما راح غلبان.. الغلبان وين ما يروح يا مدام غلبان.. بس هيك…“…