مساءٌ والضُّحى وطيفُ حذاء

مساءٌ والضُّحى وطيفُ حذاء
Soir, matin et le fantôme d'une chaussure

المصطفى مفتاح

مساءٌ بارعٌ من الحرارةِ والعَرَق

مساءٌ نهارٌ طويلٌ يُخاصِمُه النسيم

الصّبحُ للمُنبِّهات

والضّحى للمُنَبهاتِ والضّوضاء

والزوالُ والعصرُ ومُنتَصفُ المساء

وأنا أحاولُ جاهِداً أن أُسافِرَ من “حذاءِ جندي قديمٍّ”[1] إلى بقايا شمعةِ “المومسِ العمياء”[2]

جاهداً مُحاولتي سدى

لأن الجنديَّ القديمَ والشمعةَ العمياء

والمومسُ والحذاءُ من الحرارةِ والعرقْ ومن طريقي

والغديرُ النّدِيُّ يُمعِنُ في الهروب

وذبابةٌ بلهاء تُقَبِّلُ أو تعُضُّ وجهي وما انكشفَ من السيقان واليدين

والنّدى انقطعَ من السوقِ السوداء

والنسيمُ يركب خِصامَهُ الطويل

والعرقُ يتَلَصَّقُ بالنهار

أُحاولُ أن أصطادَ قطعةً أو قطعتين أو أكثر

أقامرُ عل قِطع الظِّلِّ تمسح عن المساء بعض الحرارة والخصام

هنا الخمرُ والأنصابُ و الرقابات المتعددة

هنالك بابان واطئٌ وشاهق

وأجواقُ منكرةُ الضجيجِ والمغنياتِ والمتحولين

والنشالون وحوانيتُ الحِجامةِ واقتلاعِ الأضراسِ المريضِ منها والصحيح

والبخاري ومسلم

ورنَّةُ المفاتيحِ ونواقيسُ الرِّبْحِ المغشوش

والعُجاجُ يلتهمُ المُتحَلِّقينَ حولَ المومس والحذاء

خد إزاري أيها الفتى وعمامة الإخفاء

والعرق المر والذِبّان

من مجموعة “مجرات وحرائق”

________________________________________

[1] إحالة على قصيدة لعبد الوهاب البياتي

[2] إشارة لقصيدة لبدر شاكر السياب

Visited 34 times, 1 visit(s) today
شارك هذا الموضوع

المصطفى مفتاح

ناشط سياسي وجمعوي
error: المحتوى محمي !!