اليوم 355 للحرب: هجوم جديد في دونيتسك ورئيس فاغنر يعترف بمقاومة في باخموت

اليوم 355 للحرب: هجوم جديد في دونيتسك ورئيس فاغنر يعترف بمقاومة في باخموت

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم 355 للحرب، قصفت قوات روسية عدة مدن وقوات أوكرانية على طول الخطوط الأمامية في منطقة دونيتسك الشرقية اليوم الثلاثاء، في ما بدا أنه قصف تمهيدي لهجوم جديد.

وقال رئيس مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين اليوم الثلاثاء إن مدينة باخموت الأوكرانية مركز المعارك شرقي البلاد الأشهر الأخيرة لن تسقط قريبا رغم التقدم الروسي الأخير.

وتقع مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، وتعد مركزا إقليميا للنقل البري والسكك الحديدية واللوجستيات، وتمثل هدفا رئيسيا للجيش الروسي وتتعرض للقصف منذ شهور، مما أدى إلى تدمير عديد من مدنها.

وقال حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، للإذاعة الوطنية الأوكرانية “لا يوجد متر مربع واحد في باخموت آمن أو بعيد عن مرمى نيران العدو أو طائراته المسيرة“. وأضاف أن المدفعية الروسية كانت تقصف أهدافا على طول الخطوط الأمامية في دونيتسك، التي تشكل مع لوغانسك منطقة دونباس، قلب أوكرانيا الصناعي وأحد الأهداف الرئيسية للروس.

من جهته، قال الجيش الأوكراني إن قواته صدت على مدار الـ24 ساعة الماضية هجمات روسية في 5 تجمعات في منطقة لوغانسك و6 في منطقة دونيتسك، بما في ذلك مدينة باخموت. كما صدت القوات هجوما على بلدة في منطقة خاركيف المتاخمة لروسيا شمال شرقي أوكرانيا.

ومع اقتراب اكتمال مرور عام على الحرب، كثف الجيش الروسي عملياته في جنوب أوكرانيا وشرقها، ومن المتوقع إلى حد كبير أن يشن هجوما جديدا كبيرا. وتقود مجموعة فاغنر الهجوم على باخموت منذ الصيف، وسيطرت أخيرا على سلسلة من البلدات القريبة في محاولة لتطويق المدينة، لكن رئيس مجموعة فاغنر استبعد سقوط باخموت قريبا.

وكتب مكتبه الإعلامي عبر قناته على تليغرام “لن نحتفل في أي وقت قريب” بسقوط المدينة. وأضاف “لن يتم الاستيلاء على باخموت غدا لأن هناك مقاومة قوية، وقصفا مستمرا، مطحنة اللحم تعمل” في إشارة إلى الخسائر الفادحة في ساحة المعركة.

 

ودُمرت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، إلى حد كبير خلال القتال المتواصل منذ أكثر من 6 أشهر، مخلفا خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين.

ورغم أن أهميتها الإستراتيجية موضع تباين، فإن المدينة باتت رمزا للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية شرقي البلاد.

وقبيل اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن على الدول الغربية زيادة إمداداتها من الذخيرة إلى كييف. وقال ستولتنبرغ للصحفيين إنه لا توجد مؤشرات على استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسلام في أوكرانيا، واتهمه بالتحضير لهجمات جديدة.

وتعهدت الولايات المتحدة وحلف الناتو اليوم الثلاثاء باستمرار الدعم الغربي لأوكرانيا في ظل حاجتها الملحة إلى مزيد من المساعدات العسكرية. واعلنت ألمانيا توقيعها عقودا مع شركة راينميتال لتصنيع الأسلحة، وذلك لاستئناف إنتاج الذخيرة لمدافع جيبارد المضادة للطائرات التي سلمتها إلى كييف. وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك أن إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة غير وارد بالنسبة للحكومة الألمانية في الوقت الراهن.

وتحاول ألمانيا إنشاء تحالف لإمداد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2” القتالية، وكانت الحكومة الألمانية تعهدت بإمداد كييف بـ14 قطعة من هذه الدبابات.

كما أعلنت الحكومة النرويجية اليوم الثلاثاء أنها سترسل 8 دبابات من طراز “ليوبارد 2” الألمانية الصنع ومعدات أخرى إلى أوكرانيا لمساعدتها في الحرب مع روسيا.

وكان رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك أجرى اليوم محادثة هاتفية مع مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان أبلغه خلالها بالوضع الحالي في الجبهة، وقال يرماك إن الطرفين ناقشا -خلال المكالمة- الدعم القوي الذي ستواصل الولايات المتحدة تقديمه لأوكرانيا مع اقتراب الذكرى السنوية للحرب، وشددا أيضا على أهمية تكثيف الاتصالات.

وجاءت هذه التصريحات للسياسية المنتمية إلى حزب الخضر مساء الاثنين في العاصمة الفنلندية هلسنكي، قبيل مشاورات غربية حول إمداد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في أعقاب لقائه مع بيربوك إن حكومة بلاده لم تقرر بعد ما إذا كانت ستشارك في تحالف الدبابات. وأكدت بيربوك مجددا أن النجاح في توريد مثل هذه الأسلحة الثقيلة بالمشاركة مع دول أخرى، يمثل أهمية بالغة بالنسبة لها.

وكان العديد من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وكذلك أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، أبدوا عدم ممانعة لإمداد أوكرانيا بمقاتلات،

هذا وأعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة كراسنا غورا قرب باراسكوفيفكا، وذكر أن “وحدات هجومية من المتطوعين بمساندة سلاح المدفعية من المجموعة الجنوبية حررت البلدة”.

وهاجم الكرملين، اليوم الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، قائلا إنه يظهر عداءه لروسيا كل يوم، وبات منخرطا على نحو متزايد في الصراع بأوكرانيا.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحافيين “حلف شمال الأطلسي منظمة معادية لنا، وتثبت هذا العداء كل يوم”. وأضاف “إنه (الحلف) يبذل قصارى جهده لجعل مشاركته في الصراع بأوكرانيا واضحة قدر الإمكان“.

وقالت روسيا إن إمداد دول حلف شمال الأطلسي أوكرانيا بأسلحة يؤدي إلى إطالة أمد الصراع ويرفع احتمال زيادة التصعيد.

كلام الكرملين جاء في وقت قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، إن الهجوم الروسي “الكبير” الذي كان يُخشى وقوعه في أوكرانيا قد بدأ بالفعل بعد عام تقريبا من بدء الحرب.

وأضاف ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع وزاري لـ”الناتو” إن أوكرانيا يجب أن تحصل على الأسلحة التي تحتاجها “لكسب هذه الحرب”. وأضاف أن قرار الحلفاء في “الناتو”، بشأن إرسال طائرات مقاتلة حديثة إلى أوكرانيا “ليس القضية الأكثر إلحاحًا” في الوقت الحالي.

وأكد ستولتنبرغ: “لقد تطور نوع الدعم وهذا جزء من المشاورات الجارية بين الحلفاء داخل الحلف وفي مجموعة دعم أوكرانيا وسيستمر“.

وأوضح: “لأننا نعلم الحاجة إلى ضمان حصول أوكرانيا على الأسلحة التي تحتاجها لتكون قادرة على استعادة الأراضي وتحرير الأراضي والفوز في هذه الحرب والانتصار كدولة مستقلة وذات سيادة“.

وفيما يتعلق بالأسلحة، أكد الأمين العام للحلف أهمية مناقشة أنواع الأنظمة التي يجب إرسالها إلى أوكرانيا وأن تكون جميع تلك الأنظمة “تعمل كما ينبغي“. وقال: “عندما تعد لمزيد من الحرب ولشن هجمات جديدة، لذا، من المهم جدًا أن يقدم حلفاء وشركاء الناتو المزيد من الدعم لأوكرانيا“.

فيما قال وزير الدفاع الأميركي خلال كلمته في اجتماع حلف الناتو إن روسيا تراهن على انقسام الناتو والأسابيع المقبلة حاسمة مضيفا بأن الغرب عليه مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا إلى أبعد مدى.

وأضاف وزير الدفاع الأميركي: “يجب تكثيف الدعم العسكري وتلبية احتياجات أوكرانيا الملحة وتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي والدبابات“.

<

p style=”text-align: justify;”>ويُعتقد على نطاق واسع أن روسيا تخطط لشن هجوم كبير جديد، وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى من أجل المواجهة واستعادة الأراضي التي خسرتها.

شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *