“الاختيار الاجتماعي”: إصدار جديد يوثق المسار المضيء لأحد أبرز الفاعلين الاجتماعيين في المغرب
خاص:
صدر حديثًا كتاب بعنوان “الاختيار الاجتماعي” للمؤلف شعيب حليفي، وهو عمل توثيقي مكثف يضيء على تاريخ الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) ومعاركها الاجتماعية الفارقة في المغرب المعاصر. يقدم الكتاب سيرة متكاملة للمسار النقابي الذي رسخ صورة جديدة ومشرقة للعمل النقابي في البلاد بما حققه من مكتسبات وأساليب عمل رائدة.
شهادة على النضال والتأثير
أكد محمد عطيف في مقدمة الكتاب أن أهمية هذا التأليف تنبع من غناه بالمعلومات والتواريخ، مشيدًا بأسلوبه الشيق والسلس في استعراض مسيرة الكونفدرالية. وهي مسيرة “مليئة بالنضالات والتضحيات” التي ساهمت بشكل حاسم في تغيير سياسات وقرارات رسمية كانت تهدد بتفاقم الأوضاع الاجتماعية وتدهور أحوال الطبقة العاملة والشعب المغربي.
المؤلف: التقاط الأثر وصنع التاريخ
من جانبه، أوضح المؤلف شعيب حليفي أن كتابه يمثل مساهمة تهدف إلى “التقاط بعض الأثر وبعض الضوء” من الأرشيف الضخم للمنظمة. ويرى أن هذا الأرشيف لا يعكس فقط جزءًا مهمًا من تاريخ المغرب والمغاربة، بل يقدم أيضًا نموذجًا عالميًا رائدًا لمنظمة نقابية استطاعت أن “تصنع تاريخًا جديدًا” من خلال خطابها ودينامية فعلها.
يشير حليفي إلى أن مسيرة الكونفدرالية شكلت حركية قوية وزلازل اجتماعية في المجتمع المغربي عبر مراحل مختلفة، وأنها جاءت كـ”ضرورة تاريخية” للحسم في قضايا جوهرية كشفت إخفاقات السياسات الرسمية وبؤر اليأس والانحراف.
“إن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مدرسة في مجال القيم العالية والصراع والوقوف إلى جانب الحرية والكرامة والحق، وكل كونفدرالي خَبَر العمل النقابي هو مدرسة متنقلة.”
المحاور الأربع الكبرى للمسيرة النقابية
ركزت مسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وفقًا لحليفي، على أربع قضايا كبرى متفاعلة ومنتجة:
- القضية الوطنية: والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
- القضايا القومية العربية: في مواجهة الإمبريالية والأطماع المتزايدة.
- التنمية الاجتماعية والاقتصادية: والتعامل مع تداعيات الأزمة وانعكاساتها.
- الحريات وحقوق الإنسان: والدفاع عن الاختيار الديمقراطي.
لقد توّج هذا المسار بسلسلة من الإنجازات التي عُممت على الطبقة العاملة، بدءًا من إطلاق سراح المعتقلين، وصولًا إلى ملامح الانفراج السياسي، والدفع بتجربة التناوب، وبلورة التصريح المشترك والاتفاقات الاجتماعية، ومدونة الشغل، ومكتسبات أخرى، كلها انتصارات “تؤهل لمعارك أخرى” لتحصين المكتسبات وتحقيق الأفضل للوطن.
