الولايات المتحدة ستدخل “حرب الإسناد”؟ وبريطانيا ستقاتل إلى جانب إسرائيل!

الولايات المتحدة ستدخل “حرب الإسناد”؟ وبريطانيا ستقاتل إلى جانب إسرائيل!

سمير سكاف

         لا مكان لأي اتفاق نووي أو غير نووي اليوم أو غداً أو بعد غد!

ولا يمكن لإيران، من جهتها، أن توافق على توقيع وثيقة استسلامها. وكل اتفاق اليوم يعني استسلام إيران!

وهذا الاستسلام عرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المرشد الإيراني السيد علي الخامينيئي؛ فأعطاه الخيار في رسالته في آذار/مارس الماضي بين التفكيك الطوعي للبرنامج النووي الإيراني وبين تلقي ضربة عسكرية رهيبة!

إذ أن العرض الأميركي الوحيد لإيران هو تفكيكها طوعاً لبرنامجها النووي! في حين أن إيران تتمسك بحقوقها النووية بحسب وزير خارجيتها عباس عرقجي.

وهو ما تعتبره إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا “مخاطر نووية جدية” ضد الكيان الإسرائيلي… والعالم كله! وبالتأكيد، فإن إسرائيل لن توقف الحرب قبل التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني! ما يبشر أن الحرب طويلة ومكلفة، ولن تنتهي في اسبوعين كما يتوقع الكثيرون!

إسرائيل تعتبر احتمال امتلاك إيران للقنبلة النووية هو خطر وجودي عليها! وهو أكبر المخاطر على مستقبلها، كما كان أكد مراراً رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو!

نقطة الانطلاق لضرب إيران جاءت خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين! وخرجت المعادلة: إيران مقابل أوكرانيا!

كل ذلك، وسط مزيد من التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق ضربات المواقع النووية الإيرانية، وزيادة استهداف مواقع الدفاعات الجوية فيها!

في حين أن إيران تعتبر أن إسرائيل قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء بضربها مواقعها النووية!

لن تتأخر الولايات المتحدة في دخول حرب الإسناد لمساندة إسرائيل. فإسرائيل تحتاج لخدمات الطائرات الأميركية كالقاذفة B52 ، أو طائرة الشبح B2 Spirit ، وذلك لضرب بعض التحصينات النووية مثل موقع فوردو!

إسرائيل كانت دعت الولايات المتحدة إلى المشاركة مباشرة في الحرب (مشاركة بطائراتها الخاصة وقاذفات القنابل الكبرى التي لا تملكها إسرائيل) لضرب موقع فوردو تحديداً التي لا يمكن للمقاتلات العادية، حتى لل F35 أو F16 أو F22 من اختراقه بصواريخها، بحكم تواجده في منطقة جبلية وبعمق كبير.

ضرب فوردو إذا ما حصل سيكون منعطفاً كبيراً في الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران!

إذ تحولت العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، والمستمرة منذ أربعة أيام إلى حرب مفتوحة، تأخذ كل يوم أبعاداً جديدة!

إسرائيل تستهدف المنشآت النووية؛ من نطنز وأصفهان وفوردو إلى منشآت نفطية ومصانع وأهداف استراتيجية في تبريز وبارس.. وصولاً إلى قلب طهران. مع تعييد مفاعل بوشهر النووي، الكهربائي المدني، ومفاعل أراك حتى اليوم.

في المقابل، نجحت إيران في تحقيق اصابات مباشرة في داخل تل أبيب وحيفا. ونجحت في تدمير أكثر من 50 مبنى معتبرة أن كل ما تقوم به هو من موقع الدفاع عن النفس، معتبرة أنها لا تريد التوسع في الحرب!

إصابات مباشرة وقاسية غير معتاد عليها الرأي العام الإسرائيلي. والنتيجة هي 24 قتيلاً وحوإلى 500 مصاباً من الجانب الإسرائيلي في الأيام الأربعة الأولى للحرب! وذلك، في حين أنه تمّ تسريب وثيقة “سرية” عسكرية إسرائيلية سابقة لانطلاق الحرب تقول إن التوقعات في خسائر الحرب في إسرائيل تصل إلى 800 قتيل و4.000 جريح إسرائيلي.

والمفارقة أن الرأي العام الإسرائيلي داعم بقوة للحرب على إيران باعتبارها رأس المخاطر ضد الوجود الإسرائيلي.

في إيران، حوإلى 300 قتيل، وأضرار وخسائر هائلة. والبرنامج النووي تَعرَّض لأضرار كبيرة جداً، خاصة في الأماكن الظاهرة في نطنز وأصفهان. وإن كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أكد أن المنشآت السفلية لمحطة نطنز لم تتأثر بالضربات حتى الساعة!

الولايات المتحدة تعتبر نفسها غير مشاركة في الحرب حتى الآن! والرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول إن الولايات المتحدة لم تشارك في هذا الحرب! في حين أن وزير الخارجية الإيراني عرقجي يؤكد عكس ذلك!

ومع ذلك، فإن الأصوات الديمقراطية وحتى بعض الأصوات الجمهورية في الولايات المتحدة تعتبر أن الحرب بين إيران وإسرائيل لا تخص الولايات المتحدة مباشرة، وإن كانت موافقة بمجملها على الاستمرار بالدعم المالي واللوجستي لإسرائيل!

الاتحاد الأوروبي يدعو كل من إسرائيل وإيران إلى ضبط النفس… فقط!

الاتحاد الأوروبي قلق! وهو يحذر من مخاطر التصعيد بين إسرائيل وإيران! وهو يبدو عاجزاً عسكرياً ومشلولاً د…

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!