اليد الطولى لإسرائيل…!!!
فجري الهاشمي
الضربة الإسرائيلية للدوحة، والتي كانت تستهذف ما تبقى من قيادة حماس، أرادت أن تبلغ رسالة للعرب جميعا، على أنها قادرة أن تضرب من تريد استهدافه أينما كان، ولو وجد في بلد صديق.. وقطر تعد من أصدقاء إسرائيل، وتستقبل على ترابها رئيس الموساد بمناسبة جولات الحوار التي تمت بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية – قطرية .
أمريكا اكتفى رئيسها بالقول إنه غير سعيد لما فعلته إسرائيل، ولم يتجرأ على استنكار الفعل. وهذا الموقف الضعيف والمجامل لإسرائيل تم الجواب عليه من طرف سفير إسرائيل بالأمم المتحدة، حيث قال بأن إسرائيل مستقلة في قراراتها ولاتخضع لأمريكا. والكلام يعبر عن نوع من التحدي والغضب من الموقف الأمريكي الضعيف أصلا. وهو أمر لا تستطيع دول الخليج التعبير عن مثله، وهي التي سلمت ترامب حين زارها أكثر من تريليون دولار، في حين كانت أمريكا هي من يمول الحرب على حماس، حيث رصدت لها أكثر من خمسة وعشرين مليار دولار، ناهيك عن العتاذ الحربي الكثيف.
والواضح الآن أن الجميع أصبح تحت رحمة إسرائيل، أي أكثر من ثلاتمائة مليون نسمة مهزومين أمام ستة ملايين؛ وكأن الآية التي كنا نعتد بها في التاريخ القديم أصبحت تنطبق علينا: “فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”، سورة البقرة (الآية 249).
لكننا نفهم أن سيطرة إسرائيل تمت بتفوقها التكنولوجي وبنشاط مخابراتها، وتقنيات تلك المخابرات، مثل برنامج بيغاسوس، والذكاء الاصطناعي، ودعم الغرب لها..
فهل اقتنع الحكام العرب الآن أنهم أصبحوا غير مؤثرين في منطقتهم، وأن أمريكا وإسرائيل يرتبونها كيفما يشاؤون، وأن يد إسرائيل أصبحت طويلة في المنطقة… وقد أفهمتكم أنها تستطيع الوصول لمن تشاء…
هل انتهى أمركم؟ لقد بدأ الامر حين أصبحتم تؤدون فاتورة أمنكم لترامب في ولايته الأولى، حينذاك أصبحتم تحت رحمة أمريكا، وبالتبعية لإسرائيل، وليس في الأفق ما يدعو إلى التفاؤل، والخريطة واضحة، دول تعيش حروبًا أهلية، ودول فاشلة، ودول تتآمر على دول أخرى…
وهذه الصورة كافية حتى تتعرفوا على أسباب هزيمتكم، فليس حماس من انهزمت، فالجميع في مستنقع الهزيمة.
