ترامب وجائزة نوبل للسلام: المرض الطفولي للرئيس المهووس

كاركاسون- المعطي قبال
«تعلن لجنة جائزة نوبل للسلام أنه بعد مداولات ونقاشات هادئة وديمقراطية، قررت بالإجماع منح جائزة نوبل للسلام لدونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تكريسا لمجهوداته المضنية لتحقيق السلام بكل من أوكرانيا والشرق الأوسط مع نجاحه في نزع فتيل الحرب بين تايلند وكمبوديا، الهند والباكستان… »..
بعد نزول هذا الخبر وكان له فعل شعلة ملتهبة، دعا الفائز المحظوظ كوكبة من الصحافيين انتقاهم بعناية يمثل أغلبهم قناة فوكس نيوز المتطرفة. ليس ترامب من دعاة «لوف أند بيس» (حب وسلام) ليثبت هذا الشعار على صدره، بل أخذ الكلمة بعدما أحاط به كل من نائبه للرئاسة ووزير الدفاع بيتر بيريان هيغسيث، ستيف ويتكو مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ثم سفير إسرائيل بواشنطن، «إنه ليوم مشهود في تاريخ بلدنا».
بهذه الكلمات افتتح ترامب الندوة ليتابع. «أن أنال جائزة نوبل للسلام معناه أنني المؤهل والممثل الأمثل لفلسفة السلام. لما أشير إلى ضرورة ترحيل الفلسطينيين فهذه رغبة ملحة في تحسين أوضاعهم وإخراجهم من البؤس! في الوقت الذي سطرت فيه أنا هذه الخطة، لم يعمل حسين أوباما الحاصل على نوبل السلام شيئا يذكر للفلسطينيين. أما أوكرانيا فعلى الرغم من السياسة المتبعة من طرف القزم زيلينسكي فإننا لم نقطع المساعدات وأبقينا عليها في صيغتها الأولية».
هذا سيناريو سوريالي لرئيس به مس من الهوس لجائزة نوبل للسلام. إنها باتولوجيا، مرض ملازم للوعي الصبياني لترامب. ارتكبت أكاديمية نوبل العديد من الهفوات مثل منح الجائزة لكل من ميناحيم بيغين، إيلي فيزل، هنري كيسينجر وآخرين لكن الكارثة العظمى قد ترتكبها إن هي منحت هذا الامتياز دونالد ترامب الذي ساهم في إبادة الفلسطينيين، تشريد آلاف المكسيكيين ، تقليص الحريات الفردية والجماعية، شن حرب مفتوحة على العلوم والمعارف…
يستحق ترامب وسام «رجل الحرب الحديثة»، بدل رجل السلام. سيكون من العار أن يقلد بميدالية من ذهب تم ضربهما بالذهب الأخضر عيار 18 قيراط المطلى بالذهب. محكوم على سياسته بالفشل. يبقى الوحيد الذي يؤمن ويدافع عن هذه السياسة وعن ترشحه لنوبل السلام هو مجرم الحرب نيتانياهو . إن لم يعط الأوامر لقتل المزيد من الأطفال والنساء والكهول، فإنه يطبل لترامب و يشدد على «أحقيته» في الحصول على جائزة نوبل للسلام. وفي ذلك وقاحة وطيش لم نعدهما من قبل من قبل في مجال السياسة.