حزب الله يسدد ضربات الجزاء في الوقت بدل الضائع!

حزب الله يسدد ضربات الجزاء في الوقت بدل الضائع!

سمير سكاف

             منذ 5 أغسطس- آب وحتى 5 أكاوبر- أيلول تجري مباراة في لبنان من شوطين بين الحكومة اللبنانية وحزب الله؛ في الشوط الأول، سجلت الحكومة 4 أهداف “نظيفة” في مرمى حزب الله. بانتظار انطلاق الشوط الثاني!

الهدف الأول، كان بسحب شرعية سلاح الحزب، والهدف الثاني كان بتسديدة أسقطت نهائياً دفاع الثلاثية “المقدسة”: “شعب، جيش ومقاومة”. والهدف الثالث هو في تبني ورقة الموفد الأميركي توم براك لسحب سلاح حزب الله من كل لبنان. والهدف الرابع هو بتكليف الجيش وضع خطة لسحب سلاحه!

“ريمونتادا” صعبة التحقيق على حزب الله في الشوط الثاني بعد الخامس من سبتمبر-أيلول. ولكن حزب الله سيسعى بالتأكيد إلى تغيير قواعد اللعبة!

أي تكتيك سيعتمده حزب الله؟ هل ينفذ خطة أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم؟!

وكيف يسقط الحزب القرار الحكومي؟ وهل يمكنه اسقاط الحكومة؟ وكيف يمكن إسقاط الحكومة؟ وهل يمكن لحزب الله تجنب المواجهة مع الجيش اللبناني؟!

في الثوابت ومجريات “اللعب”، لا مجال للتلاقي بين حزب الله والحكومة اللبنانية! فالحكومة مصرة على سحب سلاح الحزب. والحزب مصر على الاحتفاظ به!

ما يعني أن استراتيجية الطرفين هي المواجهة! ولا يبدو أن هناك مخارج أخرى، على الرغم من محاولة إضاعة الوقت في اللعب، بهدف زيادة الوقت الضائع، الذي يأمل حزب الله أن يغير فيه المعادلة، ولو في اللحظات الأخيرة!

يريد حزب الله الاستفادة من الوقت الضائع بعد القرار الحكومي اللبناني، وقبل قرار إسرائيل بشن حرب جديدة على لبنان!

ويدرك حزب الله أنه قد خسر أكثر من قائد للفريق في حربه الأخيرة، وأنه قد خسر أكثر من لاعب احتياطي في الداخل، كما خسر عدداً من عناصر قلب دفاعه السوري والإيراني!

حتى الآن، لم ينجح حزب الله في تقليص النتيجة وتسجيل هدفه الأول على الأقل. فهو يقع في مصيدة التسلل، بجهود من الرئيس الحليف نبيه بري، الذي نجح في إقناعه بتأجيل تحركاته في الشارع!

ولا يكفي انسحاب الوزراء الشيعة الذين يمثلون الثنائي، أو حتى انسحاب الوزير “المستقل” فادي مكي بعد الضغط عليه لإسقاط الحكومة. فإسقاط الحكومة لن يكون فقط بالطعن بميثاقيتها وبدستوريتها!

يمكن للحزب اللجوء إلى التظاهر والعصيان المدني وقطع الطرقات… وهي خيارات “غير كربلائية” لحزب الله، بعيداً عن العنف والمواجهات العسكرية، التي يتخوف البعض منها مع الجيش اللبناني!

ولكن خيار الشارع سيُقابل بشارع آخر، ولو من دون احتكاك بين الشارعين.

يمكن أيضاً للحزب الوصول إلى الضغط بشل مطار بيروت، أو بشل الطرق التي تؤدي إلى مطار بيروت.

يلعب حزب الله حتى الآن بأسلوب “الكاتناتشو”، مقفلاً خطوطه الدفاعية، لاستيعاب الهجمات الحكومية. ولكنه يتحضر لهجمات مرتدة. وفي لحظات المواجهة الهادئة قد يعمد إلى إطلاق هجمة استباقية!

ولكن الجيش اللبناني سيتدخل لفتح الطرقات! وهو ما قد يؤدي إلى احتكاكات ومواجهات.

كما يمكن لحزب الله أن يهرب إلى الأمام ويأخذ المبادرة بـ 7 أكتوبر مصغر ضد إسرائيل، أي بفتح النار وفتح جبهة جنوبية! ما يمكنه أن يخلط أوراق الأولويات الحكومية وإغراقها بنتائج الحرب وهمومها!

يدرك حزب الله أن حكم المباراة الأميركي ليس في صفه. وأنه يمكن أن يعطي الحكومة ضربة جزاء يسددها الجيش… الإسرائيلي، أو قوات أحمد الشرع الحكومية! والأخطر من ذلك هو أنه قادر أن يرفع بوجه حزب الله البطاقة الحمراء لطرده من الملعب قبل أن يطلق في وجهه صفارة النهاية Game Over!

حزب الله في لياقة بدنية داخلية عالية. وهو، وإن كان يتجنب 7 ماي-أيار وأخواتها نتيجة أجواء “أنفيلدية” إجماعية مضادة ، فهو أوضح أنه مستعد، إذا دعت الحاجة، لحرب كربلائية!

مرة جديدة، “لبنان ما بيظمط”! وللاسف فهو تحت خطر إعصارين؛ داخلي وخارجي! في حين أن مدرجات الجمهور لا سقف لها! ومواعبد الأعاصير والعواصف ستكون على الأرجح قريبة، وقبل نهاية السنة!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!