حكومة فرنسية تولد ميتة من جديد.. ولكورنو II أضعف من لكورنو I

حكومة فرنسية تولد ميتة من جديد.. ولكورنو II أضعف من لكورنو I

سمير سكاف

            تراجعت حظوظ حكومة لكورنو II بالنسبة لحكومة لكورنو IK التي لم ترَ الحياة سوى لبضع ساعات! في أقصر عمر حكومة في تاريخ فرنسا!

إن إعادة تكليف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الحكومة المستقيل سيباستيان لوكورنو هو انتحار سياسي جديد للرئيس ماكرون.

خيارات ماكرون في السياسة الداخلية تبدو كارثية منذ حل البرلمان!

خارطة المجلس النيابي لم تتغير. إلا أن المتغير الأساسي هو خسارة ماكرون على الأرجح لشركائه في “الحزب الجمهوري” في حكوماته الأخيرة. كما قد يكون خسر تأييد بعض من أصدقائه في التحالف الرئاسي.

فهل يستطيع الرئيس ماكرون الاعتماد على اليسار التقليدي مع حزب اشتراكي وحزب شيوعي وبعض من الخضر، بعيداً عن حصوله على أكثرية مطلقة.

قد يعمل ماكرون على أكثرية داعمة للحكومة تصل إلى حوإلى 260 نائباً، إذا ما وافق اليسار التقليدي على المشاركة من دون اليمين التقليدي ومن دون حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلينشون ومن دون بالتأكيد إشراك حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبين.

مجموع يبقى دون الأكثرية النيابية المطلقة التي تضمن استمرار الحكومة، أي 289 نائباً.

وهو ما يعني إمكانية إسقاط الحكومة بتحالف الأضداد عن بعد بين حزب التجمع الوطني وفرنسا الأبية، إذا ما أُضيف إليهم بعض من نواب حزب الخضر وكل الحزب الجمهوري!

إذ من شبه المستحيل أن يشارك الحزب الجمهوري في حكومة يغلب عليها الطابع اليساري.

وهو ما يعني أن حكومة لوكورنو II ستكون هشة هي الأخرى بانتظار إسقاطها!

فالأحزاب المتناقضة في الأطراف، وهي الأقوى يميناً والأقوى يساراً تريد حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة! وذلك، على أمل تعزيز وضعها البرلماني بانتظار الانتخابات الرئاسية في العام 2027.

حكومة سادسة في سنتين ورابعة في سنة واحدة… هي حكومة لن يُكتب لها الحياة! كما سابقاتها!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!