خلاف أميركي – أوروبي على اليوم التالي! كيف يتمّ تشكيل القوات الدولية لحفظ الأمن في غزة؟

خلاف أميركي – أوروبي على اليوم التالي! كيف يتمّ تشكيل القوات الدولية لحفظ الأمن في غزة؟

سمير سكاف

            يشبه وقف إطلاق النار في غزة وقف إطلاق النار في لبنان. مع العلم أن أكثر من 400 شهيد سقطوا في لبنان منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار

وأسقطت اسرائيل أكثر من 100 شهيد من اهالي واطفال غزة في غاراتها على مناطق عدة من القطاع في الأيام الأخيرة.

وهو ما يعني أن الحرب لم تنتهِ بعد في غزة! بل هي تقطع من التهدئات

ولن تنتهي الحرب قبل وصول قوات حفظ الأمن الدولية إليها وانتشارها فيها مع العناصر ال 5.000 من عناصر الأمن الفلسطيني، الذين تمّ تدريبهم في مصر والأردن!

وستعود اسرائيل الى “نوع من” الحرب بين المرحلتين الأولى والثانية لمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب

فاسرائيل لن تنتظر “تباطؤ” أو تراجع أو “تذاكي” حماس في تسليم سلاحها، وفي محاولاتها لكسب الوقت!

ولا يقتنع الكثير من المراقبين أنه يمكن لحماس الاستمرار في حكم غزة وسط حرب اسرائيلية مرعبة، هي الآن، بغاراتها القاتلة “المستمرة”، بحالة هدنة مؤقتة

فعلى الرغم من تطبيق قسم كبير من المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس ترامب مع إطلاق حماس ل 20 رهينة من الأحياء وتسليم رفات 14 جثة – رهينة من الأموات، ما تزال اسرائيل تبحث عن رفات 14 جثة من الرهائن الأموات!

علماً أن اسرائيل لا تصدق حماس لجهة أنها لا تعرف أماكن الجثث الباقية!

على أي حال، سيكون من شبه المستحيل تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب! وخاصةً لجهة قبول حماس بتسليم ما تبقى من سلاحها.

 شبه” استحالة تطبيق المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب! 

ما تزال حماس أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانتحار وإما الإعدام!

حماس اختارت رسمياً “الانتحار”! ولكن رفضها لتنفيذ كلي للانتحار يعرضها للإعدام!

وإذا كانت حماس قد تنفست بعض الشيء خلال هذه الهدنة لإعادة ترميم قواها، فإنها لن تستطيع استعادة لا صواريخها، ولا لوجستيتها، ولا مقاتليها ولا قياداتها… ولا تمويلها، البالغ 30 مليون دولار شهرياً “كاش” من قطر!

وستفتقد حماس لقيادة صاحبة خبرة سياسياً وعسكرياً. كما ستفتقد للامكانيات اللوجستية، إن في الإمداد الخارجي او في التصنيع المحلي!

من اتفاق شرم الشيخ الى مؤتمر باريس الدولي بشأن غزة وصولاً الى الحركة الديبلوماسية… كلها أجمعت على نهاية مستقبل حماس في غزة سياسياً وعسكرياً وسلطوياً

أما حماس فهي كانت أعطت موافقتها على تسليم السلاح بتوقيع كل من مصر وقطر وتركيا على اتفاق شرم الشيخ! هذا التوقيع هو الضمانة الوحيدة أن حماس ستسلم سلاحها!

ولكن الواقع قد يختلف عن الضمانات المعطاة للدول الثلاث، ومن قبل الدول الثلاث، الضامنة لتسليم سلاح حماس!

إذ لا تبدو حماس في الواقع أنها في مرحلة تنظيم خروجها من الحياة السياسية والعسكرية في غزة

وهو ما سينعكس بالتالي على عودة الحرب الاسرائيلية على القطاع، بدعم أميركي، وأوروبي هذه المرة!

عندها ستمتطي اسرائيل عربات جدعون 2 من جديد، أو عربات جدعون 3 جديدة فوق موجة حصار وتجويع وعنف جديدة وهائلة! إلا إذا عادت حماس الى خيار “الانتحار“!

 خلاف أميركي – أوروبي على “اليوم التالي“! 

معركة” سياسية مؤجلة بين الأميركيين والأوروبيين حول اليوم التالي في غزة

يريد الأوروبيون توحيد غزة مع الضفة تحت إدارة السلطة الفلسطينية! في حين يلحق الرئيس ترامب بمواقف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي لا يريد عودة السلطة الفلسطينية الى غزة!

ولذلك، فإن المقترح الأميركي لحكم غزة يمر بمجموعة من المستقلين الفلسطينيين تحت إشراف لجنة دولية، وإن كان هؤلاء المستقلون يفتقدون لأي قاعدة شعبية أو “شرعية“!

فشرعية الحكام المستقلين ستأتي من الاشراف الدولي على غزة بقيادة أميركية!

تشكيل القوات الدولية لحفظ الأمن في غزة 

في هذه الاثناء، تجري في الخارج المناقشات والمشاورات الدولية حول عملية تشكيل القوة الأمنية الدولية لحفظ الأمن في غزة.

و​تُعتبر هذه القوة، والتي يُنتظر أن تكون “قوة الاستقرار الدولية” أو قوة حفظ سلام دولية، جزءاً من خطة أوسع لليوم التالي بعد وقف إطلاق النار في غزة.

 كيف هو الوضع الحالي والجهود المبذولة لتشكيل قوات حفظ الأمن؟ 

​تجري الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مناقشات لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع قرار أممي أو اتفاق دولي لتفويض ونشر قوة متعددة الجنسيات في غزة.

​إن مهمة القوة المقترحة تشمل تأمين المناطق الحدودية، ومنع دخول الأسلحة، وتسهيل توزيع المساعدات، والمساعدة في تدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة.

​تقود الولايات المتحدة هذه الجهود. وهي تجري محادثات مع دول مختلفة بشأن المشاركة. وستعمل واشنطن على إرسال 200 جندي لدعم هذه القوة، ولكن من دون نشرهم داخل غزة نفسها بشكل مؤقت.

​رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد من جهته أن إسرائيل هي من تحدد الدول التي لا تقبل وجود قواتها ضمن هذه القوة (وقد أبلغت واشنطن برفضها لمشاركة تركيا على سبيل المثال)، مؤكداً أن هذا الموقف مقبول أمريكياً.

​من جهتها، ترفض السلطة الفلسطينية وجود أي قوات دولية إلا بقرار من مجلس الأمن، على أن يقتصر عملها على الحدود وأن يكون الأمن في القطاع مسؤوليتها، كما تعارض أي إدارة لا تتبع لها

في المقابل، أعربت حركة حماس في غزة عن قبولها بنشر قوات أممية “كقوات فصل ومراقبة للحدود”. وهو ما يمكن تفسيره بإرادة حماس بالاحتفاظ بسلاحها في داخل القطاع!

​و​تجري الولايات المتحدة محادثات مع عدة دول للمساهمة في قوات حفظ الأمن. وبرزت أسماء بعض الدول المرشحة للانضمام، وغالبيتها دول مسلمة، ومنها

​مصر (ترفض إرسال قوات وتفضل التركيز على التدريب والتنسيق)، الأردن (أكد استعداده لتدريب قوات الأمن الفلسطينية ويرفض إرسال قوات لغزة).

​إندونيسيا (أعربت عن استعدادها لنشر 20 ألف جندي)، أذربيجان، باكستان (تدرس إرسال قوات بعد استشارة البرلمان)، ماليزيا.

​تركيا: تمّ رفض مشاركتها من قبل إسرائيل.

وقد تشارك ايضاً بعض الدول الأوروبية وغيرها في تشكيل هذه القوة.

في الواقع، سيكون على الأرجح شتاء غزة حاراً جداً، بانتظار، على الأقل، وصول قوات حفظ الأمن الدولية!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!