د. محمد بلاجي يُناقش مع تلاميذه القدامى تيمة “المحلي في كتابة المدينة والسينما”
متابعات
في اللقاء الدوري مع الدكتور محمد بلاجي الأستاذ السابق بكلية آداب عين الشق وبثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء في السبعينيات الذي استضاف فيه بعض تلاميذه القدامى يوم السبت 12 يوليوز 2025 تركّز النقاش حول تيمة “المحلي في كتابة المدينة والسينما”.
واعتبر الدكتور محمد بلاجي بأن تيمة المحلي بما تحمله من معنى القرب أصبحت في العقود الأخيرة رهان العلوم الإنسانية والاجتماعية كما امتدت للمجال الفني وخاصة إلى السينما من خلال المكان كصورة ودلالة
وأعطى الدكتور بلاجي نماذج عن بعض تجليات توظيف المحلي في التاريخ والذاكرة والسينما وكتابة المدينة وذلك من خلال إنجازات حمادي كيروم (الناقد السينمائي المعروف)، والمصطفى اجماهري (كاتب وناشر دفاتر الجديدة) وأحمد لعيوني (المختص في كتابة ذاكرة ابن أحمد ومنطقة امزاب). مشيرا إلى أن غالبية منجزات هذا الثلاثي تتم من خلال المجهودات الشخصية والإمكانيات الذاتية.
وتمنى الدكتور محمد بلاجي بأن تولي الجهات التي تعنى بالثقافة والإبداع في المغرب بما فيها المجتمع المدني بالغ العناية إلى هذا الجانب لما يتيحه من إمكانية التعريف بالثروات الوطنية بشقيها المادي واللامادي وتثمينها.
وفي هذا الصدد نوه الدكتور بلاجي بتجارب حمادي كيروم، والمصطفى اجماهري وأحمد لعيوني وآخرين مثل رحال عبوبي بالنسبة لذاكرة منطقة الكارة، والراحل عيسى العربي الذي ألف سلسلة كتابات متميزة عن بلدته آيت عتاب. والأخيران كلاهما من قدماء تلاميذ ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء في السبعينيات.
وتفاعل مع الموقف حمادي كيروم الذي أشار إلى قدرة السينما على توظيف تيمة القرب في خدمة سينما مستقلة، مع الرفع من قيمة الإبداع والتفكير الحر في سياق وطني ودولي منفتح على الأساليب الجديدة. مشيرا إلى ضرورة ربط السينما بالإنسان، لإحداث التغيير الفكري والجمالي المنشود.
أما المصطفى اجماهري فأشار إلى أن تجربته في كتابة المدينة، من خلال حاضرة الجديدة ومنطقة دكالة، جعلته يفطن إلى قوة التمازج بين المحلي والعالمي، كما جعلته يدرك أن هناك قواسم إنسانية مشتركة بين الأنا والآخر في تفاعلهما مع المكان. وأضاف بأن التكنولوجيا الحديثة ووسائل النقل العصرية ساعدت على إبقاء العلاقة وطيدة الوشائج بين الإنسان والمكان الأثير لديه رغم بعد المسافات واختلاف السياقات.
ونوّه أحمد لعيوني إلى أن اهتمامه بالمكان من خلال منطقة امزاب وابن أحمد هو اهتمام يمتد بين الإنسان والأرض في علاقة جدلية متواصلة، وأنه لا يمكن فهم الإنسان إلا من خلال المكان الذي يعيش فيه، كما برز ذلك في مجموعة من الدراسات الحديثة.
