عندما ينخرط الحاخامات المغاربة في السياسة علنًا!

عندما ينخرط الحاخامات المغاربة في السياسة علنًا!

علي بوعبيد

         ما حدث في الصويرة تجاوز بكثير المجال الديني. تحت ستار إحياء ذكرى تقليدي، نُظمت مظاهرة سياسية مُدبّرة بعناية، بمشاركة مسؤولين مغاربة.

وبعيدًا عن التبجيل والكرامة المتوقعين، استغلّ المنظمون المقدسات لخدمة أجندة سياسية متطرفة، مُظهرين دعمهم الفاضح لسياسات نتنياهو الإبادة الجماعية.

بينما استذكر الحاخامات الدوليون الذين وقّعوا على نداء “التبصر الأخلاقي” المبادئ اليهودية للرحمة والعدالة للجميع، أسقط نظراؤهم المغاربة الحاضرون في الصويرة أقنعتهم. فضّلوا “تلاوة الصلوات من أجل سلامة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وعودة الأسرى”، مُمجّدين جيشًا مُتهمًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. لم يُصدروا أدنى كلمة تعاطف مع استشهاد الشعب الفلسطيني، ولا أدنى إدانة للتوسع الاستعماري المُستمر… يا للعجب!

هكذا وفّرت الصويرة منبرًا لأكثر الصهيونية تطرفًا. متسترين وراء الشخصية الملكية وغطاء التقاليد، حوّل هؤلاء الممثلون عن الجالية اليهودية المغربية الصلاة إلى عمل دعائي، داسوا عمدًا على مشاعر غالبية الشعب المغربي.

لا شك أن هذا الموقف لم يعد مفاجئًا: فخلف الخطاب التقليدي عن السلام والتسامح والتعايش بين الأديان، يكمن استغلال الدين لأغراض سياسية – وهي ممارسة تُدينها المغرب رسميًا. يخدم هذا النهج أيضًا غرضًا شريرًا: حرمان الفلسطينيين من الحقوق السياسية. وفي هذا الصدد، يتماشى تمامًا مع أساليب أكثر الفئات تطرفًا في المجتمع الإسرائيلي، والتي يُحاكيها ويُنقلها إلى المغرب. إنه أكثر بكثير من مجرد موجة عارمة من العنف، بل هو، من نواحٍ عديدة، نذير هجوم أيديولوجي حقيقي.

22/09/2025

شارك هذا الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!