عن خليل بيدس وميخائيل نعيمة
ترجمة د. جمال القرى (عن الروسية)
كان خليل بيدس (1875 الناصرة – 1949 بيروت) – والد يوسف بيدس رجل الأعمال والاقتصادي الفلسطيني صاحب إمبراطورية بنك أنترا في لبنان – خريج مدرسة المعلمين في الناصرة، الذي قدّم الكثير لتعريف العرب بالأدب الروسي. كان هذا الصحافي الفلسطيني الموهوب ينشر في كثير من الأحيان في الدوريات البيروتية.
كان يعرف اللغة الروسية بشكل ممتاز، ويكتب بأسلوب جيد، ويقدّر الأدب الروسي ويسبر أغواره. وبعد تخرجه في العام 1892، عمل لمدة عامين مديراً لمدرسة ابتدائية روسية في مدينة حمص. ثم درّس الروسية والعربية في مدرسة بسكنتا وكان مديراً لها. وأشار ميخائيل نعيمة الذي درس في تلك المدرسة منذ تأسيسها في العام 1899 وحتى العام 1902، إلى أنه “لأول مرة في تاريخ بسكنتا كله، عرفت ما هي المدرسة النموذجية، ولأول مرة في تاريخها، بدأت الفتيات الدراسة مع الصبيان. وكان في المدرسة خمسة معلمين وثلاث معلمات. على رأسهم خريج مدرسة المعلمين الروسية في الناصرة في فلسطين (على ما يبدو كان يقصد بيدس).. ولأول مرة شعرنا أننا في مدرسة فيها برنامج ونظام… دُرّست اللغة العربية والحساب في المقام الأول، الجغرافيا والتاريخ والعلوم الطبيعية، في المقام الثاني، أساسيات اللغة الروسية في المقام الثالث.
قليل من الناس كان يمكنهم بعد ترك المدرسة قراءة اللغة الروسية بطلاقة أو فهم أكثر من بضع كلمات. وعلى العكس من ذلك، اهتمت بقية المدارس الأجنبية في لبنان بتدريس اللغات الأوروبية أكثر من اهتمامها بتعليم اللغة العربية”.
وبحسب نعيمة، فإن خبر افتتاح مدرسة روسية في بسكنتا “انتشر في المدينة مثل بزوغ الفجر. استقبلها الأرثوذكس بفرح وفخر. ولا عجب في ذلك، فقد اعتاد سكان لبنان في تلك الأيام عندما كانت البلاد مقاطعة عثمانية، على حقيقة أن روسيا هي الراعي التقليدي للأرثوذكس، وفرنسا للموارنة، وإنكلترا للبروتستانت والدروز، وتركيا للمسلمين. لكن روسيا تفوقت على منافسيها، لأنها أنشأت مدارس مجانية للأرثوذكس في فلسطين وسوريا ولبنان، متوافقة مع أحدث طراز للبرامج والتنظيم. وكان يتم تحديد المدينة التي سيتم افتتاح المدرسة الأرثوذكسية الروسية فيها، فقط من خلال حجم التبرعات التي تُجمع لبناء مبنى مناسب للمدرسة. أما تأمين المعلمين والكتب والدفاتر والحبر وأقلام الرصاص والأثاث وصيانة إدارة المدرسة، فكان كله مجاناً”.
