عن قبور الدارالبيضاء.. من التراب وإليه

عن قبور الدارالبيضاء.. من التراب وإليه

كاركاسون- المعطي قبال

           لا أحد منا يختار مسقط رأسه أو مأواه الأخير. الآخرون (العائلة، الله) هم من لهم قرار الاختيار والحسم سواء في اختيار الاسم، (اللهم إلا إذا اختار الشخص اسما مستعارا)، تحديد المدفن  الأخير… وتبقى لنا في حكمة أبي العلاء المعري خير نبراس في الحياة والممات.

عند زيارة مقابر الدارالبيضاء التي أتت عليها الرطوبة وانمحت بعض شواهدها، لا يسعنا سوى الاستشهاد بحكمة المعري، الذي يتساءل عن مصير القبور وقد اختفت في غابر الأزمنة. ..

«أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد

صاحي هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد

تعب كلها الحياة فما أعجب الا من راغب في إزدياد»

تتجول في ربوع مقابر الدارالبيضاء لتقف على أسماء هنا 122 شخصية سليلة عالم الفن، الأدب، السينما، السياسة، الفكر. تنتمي إلى جنسيات مختلفة. مقابر يتيمة تتخطى الزمان في صمت وتواجه كثافة الظلمة.

هنا بعض من قبور هذه الشخصيات: قبر فاطمة أبي، توفيت عام 2020، وكانت طبيبة جراحية وأستاذة. تعتبر أول امرأة قامت بالجراحة الطبية. نوبير الأموي، زعيم نقابي، فاطمة عوام، جورج أوبير، يوسف بلخوجة، العربي بن مبارك، أحمد بندلة، عمر بنجلون، عبد الرحيم برادة، المعطي بوعبيد، محمد بهيجة، أحمد البخاري، ابراهيم بوطالب، لحسن بوطيب، ماريوس بوييه، محمد شبعة، سعيد الشرايبي، محمد الشتوكي، محمد الكورش، احمد الشرقاوي، حميدو الوطني، محمود الإدريسي، الهاشمي الفيلالي، مارسولان فلاندران، فيكتور غورتشاكوف، الحاجة الحمونية، عبد الرحيم الهاروشي، محمد عابد الجابري، ثريا جبران، أحمد جندي، عبد الصمد الكنفاوي، نعيمة لمشرقي، مصطفى مديح، محمد مجد، سعيدة المنبهي، عبد العزيز مريد، مارك بوريل، عبد القادر الرتناني، إبراهيم الروداني، آمال سامية، الطيب الصديقي، محمد السجلماسي، بنسالم السميلي، الشعيبية طلال، عبد الرحيم التونسي، علي يعتة، عبد الرحمان اليوسفي، زكريا الزروالي، لحسن زينون… والقائمة طويلة

  بعض من هذه الأسماء مستقاة من موسوعة ويكيبيديا، فيما البعض الآخر يستند على شهادات لأشخاص عاينوا مراسم الدفن والتقطوا صورا للحضور، للعائلة والأصدقاء.

ثم ماذا بعد جلسة الترحم والدعاء؟

كل يعود من حيث أتى وفي ذهنه القول المأثور: «كلنا تراب وسنعود إلى التراب».

شارك هذا الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!