عُشْبٌ صَغِيرٌ

عُشْبٌ صَغِيرٌ
Petit poème d'herbe

حسن نجمي

فِي ثُقْبٍ سَاهٍ فِي الجَبَلِ
(كَجُرْحٍ فِي الأَرْضِ)
كُلُّ شَيْءٍ كَانَ أَعْزَلَ
لمْ يَكُنِ الزَّمَنُ يُطِلُّ عَلَى الزَّمَن
لا حَجَرَ يُكلِّمُ حَجَرًا
لاقَطْرَةَ ماءٍ هُناكَ
الضَّوْءُ الصَّغِيرُ كانَ عَاليًا
(كثُقْبٍ في السَّماءِ)
والليلُ،-
كان يَئِنُّ وَحِيدًا فِي الَّليْلِ
كأنَّ أمَّهُ سَهَتْ عن كسْرَةِ خُبْزِهِ
وعَنْ شَايِ العَشِيَّةِ
كنَّا نَظُنُّ أنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَحْفِرَ أَكْثَرَ
كنَّا نُريدُ أنْ نَنْتَشِلَ ساعَتَهُ وفَرْدَةَ صَنْدَالِهِ
ونُلْقِيَ بِأَذْرُعِنَا عَلَى هَلَعِ نَظْرَتِهِ
 ………………………………
في القَاعِ،
في ذَاكَ المُعْتِمِ الأَسْفَلِ البَعِيدِ
لاشَيْءَ بَقِيَ مُبْتَلًّا بالحَيَاةِ
دَقَّتِ الفُؤُوسُ الأَخِيرَةُ كي تَصِلَ جَسَدَهُ الأَخِيرَ
ثُمَّ فَجْأَةً
كَأَنَّ أَرْيَاشَ غُرَابٍ غَطَّتْ نَظْرَتَهُ
فِي لَحْظَةٍ-
لم يَبْقَ زَمَنٌ هَنَاكَ،
في القِيعَانِ
شارك هذا الموضوع

حسن نجمي

شاعر وباحث مغربي
error: المحتوى محمي !!