غزة.. “هولوكست” القرن!

غزة.. “هولوكست” القرن!

سمير سكاف

أين غزة من ألاسكا؟! 40.000 طفل في خطر التجويع بين الترانسفير وهندسة الموت!

           تعلو الصرخات وتنتقل الأرواح في غزة في أكبر عملية شهود زور كونية أمام “محرقة” العصر!

هل يتغير اسم غزة بعد تهجير أطفالها؟ هل يتحول مشروع الريفييرا إلى حقيقة إسرائيلية؟ كل المؤشرات السياسية والدولية تقول: نعم!

غزة تحتاج إلى ألاسكا طارئة وفورية! تحتاج إلى قمة توقف كابوس كوني سيطارد البشرية لعقود طويلة!

ولكن غزة ليست أولوية! فالرئيس الأميركي دونالد ترامب منشغل بترميم العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والرئيس بوتين يهندس الاحتفاظ بالأراضي التي يعتبرها روسية، والمتنازع عليها مع أوكرانيا!

والاتحاد الأوروبي عاجز، على كرسي متحرك. لا قيمة لرأيه ولا لبياناته ولا لمطالباته ولا لحركته الديبلوماسية ولا لدوره ولا لمبادراته…. كلها تبقى حبراً على ورق من غزة، إلى الضفة إلى لبنان وسوريا وأوكرانيا!

في غزة، تمّ اغتيال القانون الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية… وكل المؤسسات الدولية!

في غزة، يتمّ التحضير لترانسفير وتهجير ممنهج وسط رفض الحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار ورفض، بالحد الأدنى، تنظيم دخول المساعدات الانسانية.

في غزة، تمّ تعرية “الضمير الدولي” العاجز والانتقائي.

تحويع غزة هو هندسة للموت كما يصفه الفلسطينيون مع أكثر من 40 ألف رضيع يعانون من سوء تغذية حاد!

إذ أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن الاحتلال يواصل هندسة التجويع والقتل البطيء بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، بينهم أكثر من 1.2 مليون طفل فلسطيني، في جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.

وأوضح أن أكثر من 40,000 طفل رضيع (أقل من عام واحد) مصابون بسوء تغذية حاد وحياتهم مهددة بالموت تدريجياً، كما يعاني أكثر من 100,000 من الأطفال والمرضى على وجه الخصوص من نقص غذائي خطير يُنذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق. مضيفاً أن الاحتلال يواصل منع إدخال حليب الأطفال، والمكملات الغذائية، ومئات الأصناف الأساسية الأخرى، بينها اللحوم المجمدة والخضروات.

 وهو أشار إلى أن الاحتلال يتعمد ترك الشاحنات التي يسمح بدخولها عرضة للنهب من جهات تابعة له، ويمنع تأمين وصولها الآمن لمستحقيها، ويقتل كل من يحاول تأمين هذه الشاحنات.

وطالب بممارسة ضغط حقيقي وفاعل لفتح المعابر فوراً، وكسر الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف جرائم الإبادة والتهجير القسري بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

لا تحتاج الأرقام والوقائع إلى كثير من التعليقات والتوضيحات والشروحات… فهي تكتفي بذاتها!

لا حاجة للدعوة إلى ألاسكا جديدة وأخواتها! فإذا كان الضمير الدولي لن يتحرك تلقائياً، وهو لا يفعل، فإن القضية خاسرة. ومستقبل غزة بالتالي “ليس” مجهولاً على الاطلاق!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!