غزة وإيران ولبنان على فوهة بركان… إسرائيلي!

سمير سكاف
يجب أن تحقق الحروب الإسرائيلية كل أهدافها الرئيسية في المنطقة، بحسب حسابات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قبل السابع والعشرين من أكتوبر 2026، موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في إسرائيل!
إيرانياً، قد يكون التهديد الأوروبي الثلاثي، من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لإيران لجهة عدم تعاونها النووي، مع تفعيل الأوروبيين لعقوبات آلية الزناد (Snap back) بمثابة تمهيد لضربة عسكرية قد توجهها إسرائيل لإيران!
وما قد يبادر إلى الذهن أولاً هو أن نتائج الحرب الإسرائيلية ضد إيران لم تكن كافية أو مطمئنة! وهو ما يحاول الأوروبيون تصحيحه بالسياسة وبالعقوبات الاقتصادية!
وما لم تقبل به إيران بعد الضربة الأميركية لمنشأة فوردو، وأيضاً بعد ضرب إسرائيل لمنشآت نطنز وأصفهان، لن تقبل به بالتهديدات الاقتصادية وبالعقوبات الأوروبية! وهي التي تحملت على مدى عقود عقوبات أميركية هائلة!
ولكن الحذر أو انعدام الثقة لدى الأوروبيين يجعلهم يعتقدون أن إيران ستستمر في العمل على انتاج القنبلة النووية. وسيعمل الأوروبيون والأميركيون والإسرائيليون من خلفهم على منع أي احتمال لانجاز هذه القنبلة.
ولن يمانع وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي من التفاوض مع الأوروبيين، وجاهياً حيناً وافتراضياً حيناً آخر. ولكن إيران ستبقى على موقفها الرافض للتعاون مع وكالة الطاقة الذرية والرافض للضغط الأوروبي والرافض لاستعمال أو تفعيل أو تمديد آلية الزناد…
إيران أوضحت للأوروبيين أن أي ضربة عسكرية لها من قبل إسرائيل سترد عليها بشراسة!
إسرائيل تتحضر من جهتها لمرحلة جديدة للحرب على إيران. وهي تتحضر هجومياّ ودفاعياً لحرب قد لا تكون بعيدة!
في غزة، قرار جرف المدينة بعد تجويعها وقتل أطفالها، حتى لعد اعتراف الأمم المتحدة بالمجاعة، وقرار تهجير أهل القطاع يبدو متخذاً وهو على سكة التنفيذ! ولا يبدو أن الجيش الإسرائيلي متردداً، على الرغم من التحذيرات الأممية والأوروبية.
تتحرك إسرائيل في جرف غزة بمباركة أميركية، آخرها بقرار وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو بفرض عقوبات للمرة الثالثة على قضاة من محكمة الجنايات الدولية الذين تجرأوا وأصدروا مذكرة توقيف بحق نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت باتهامهما بارتكاب جرائم ضد الانسانية!
في لبنان، تهدد إسرائيل بضربة قاسية ما لم يقم حزب الله بتسليم سلاحه بالكامل!
ولبنان أمام اختبار تنفيذ مقررات الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وهو ما قد يؤدي إلى مواجهة بين الجيش وبين حزب الله، قبل أن تقرر إسرائيل توجيه ضربتها العسكرية، التي تريدها “قاضية” هذه المرة على حزب الله!
هذا طبعاً من دون أن تلتزم إسرائيل، لا بالانسحاب من النقاط الخمس، ولا بتسليم الأسرى، ولا بوقف الاعتداءات ولا بوقف الاغتيالات…
في زمن “الامن الإسرائيلي” تخضع كل الجبهات للإملاءات الإسرائيلية. وهي مرشحة لأن تبقى حارة. لا بل لأن تشتد حرارتها، في غزة أولاً، ثم في إيران قبل أن تصل إلى لبنان، بحسب الظروف!
لبنان من جهته في عين العواصف والأعاصير! فهو يدخل في مرحلة العاصفة التدميرية الإسرائيلية أو في إعصار “كربلائي”، أو في الاثنين معاً!