في الاحتفالية.. التجربة قبل التجريب

في الاحتفالية.. التجربة قبل التجريب

د. عبدالكريم برشيد

           فاتحة الكلام

           مع هذا النفس الجديد، من هذه الكتابة الاحتفالية المتجددة، اخترت اليوم أن تكون الصورة المصاحبة للمقال صورة لبورتريه جميل بريشة الفنان عبد المجيد اللياوي، وهي بهذا احتفاء صادق بشخص الاحتفالي وبمسار الاحتفالية الاحتفالية في نفس الوقت، ومع الصورة تجدون بورتريها آخر، وبلغة أخرى، والتي هي لغة الكلمات والعبارات المرسومة على الورق، وهي من توقيع كاتب وصحفي من مدينة أبركان، والذي هو الأستاذ عبد السلام صديقي، والذي أسعدني بهذه المبادرة الإنسانية والمدنية الجميلة والنبيلة، ومع واجب الشكر، بأجمل وأصدق ما في الكلمات من المعاني الراقية، فإنني أريد أن أضيف لهذه المقالة الكلمة التالية، وهي أن تاريخ الإنسان الاحتفالي، هو تاريخ للحوار في كل مستويات ودرجاته، أي وهو مناظرة فكرية، وهو سجال علمي، وهو جدال بحي حضاري، وهو تحية أخوية متبادلة، ويسعدني أن أڨتسم معكم اليوم، البورتريه المرسوم والمكتوب أيضا، وذلك في فاتحة كلام هذا اليوم.

يقول الأستاذ عبد السلام صديقي ما يلي:

(الفنان التشكيلي المغربي عبد المجيد اللياوي يكرم الأستاذ عبدالكريم برشيد من خلال هذا البورتريه الجميل.

يظهر في الصورة الأستاذ عبدالكريم برشيد بملامح توحي بالرزانة، وتدعو إلى التمعن في شخصية معتبرة، منحت الكثير للمسرح المغربي والعربي على العموم، فقد نقش اسمه كرائد المسرح الاحتفالي الذي يركز على البعد الاحتفالي والفرجوي، وقد جمع بين التنظير والتطبيق في هذا المجال.

فالفنان التشكيلي المغربي عبد المجيد اللياوي أبى إلا أن يكرمه، ويبعث إليه برسالة حب وتقدير من خلال هذا البورتريه، ويوشحه بقلادة كشفية لما لها من دلالات وما تحمله من أبعاد إنسانية تطبع رجلا يحب كل الناس، ازداد بمدينة أبركان سنة 1943، وعاش طفولة تشبعت بارتياد السوق الأسبوعي الذي كان قريبا من بيته، حيث شغف بفن الحلقة، وشارك أقرانه تلك الألعاب البسيطة التي كانت تسود في زمن الأبيض والأسود، ولكنه غالبا ما كان يتخلى عن اللعب وينزوي في مكان ليقرأ كتابا أو مجلة صادفها، وهذه العادة لازمته وهو رجل، حيث كتب جل مسرحياته في رمضان، لما يتسم به هذا الشهر من سحر لياليه، سيما وأن الكتابة الاحتفالية تبقى تلقائية، ولا تتأتّى إلاّ إذا توفرت لها طقوس بكل حالاتها وبكل مقاماتها المختلفة.

كل تفصيلة صغيرة في اللوحة تعكس سمة رجل اجتماعي بطبعه، وأنيق بفكره ونظرته للحياة، فنادرا ما يتخلى عن نظاراته التي تمنحه القوة، وتجعله لا يتعب من القراءة والكتابة. كل شيء يرصده ويثير اهتمامه في المجتمع، يلهمه نصا، وكل صاحب نكتة يجالسه، يذكي فيه روح المرح، ويصبح في مسرحياته بطلا يرفه عن الناس، مستوحى من التراث الشعبي، كذلك المداح الذي جعله يطوف في الأسواق، وينتقل من مدشر إلى آخر ليتغنى بقصة ميلودة وابنها، وذلك في قالب احتفالي من خلال عرض اكتسب طابع الفرجة المسرحية، إذ استغل مجموعة من الأشكال التعبيرية، سمحت للممثلين أن يلعبوا أدوارهم بتلقائية ورؤية عيدية على الركح دون الخروج عن النص.

ابتسامته المكتومة تخفي عدم رضاه عن واقع المسرح المغربي، وما أصابه حاليا من ارتجال وابتذال، وتسريحة شعره وزيه الجديد، يكرس نظرته للمسرح كيوم عيد، حيث تدب الفرحة فيه بين الناس، وكل شعرة بيضاء غزت رأسه تحمل هما مسرحيا، مما يجعله يستمر في الإبداع، وتقدمه في السن لا يمنعه من السؤال المسرحي والفكري، فهو ماض في التنظير والبحث والتأليف، مما أغنى الخزانة العربية بعدة إصدارات، توزعت بين نصوص مسرحية وكتابات نقدية، تجاوز صيتها الحدود العربية بعد ترجمتها إلى لغات عالمية مختلفة.

ولإضفاء لمسة دافئة على هذا البورتريه، عمل الفنان على إنشاء خلفية غامضة لتسليط الضوء على شخصية فذة، تم توظيبها باستعمال لونين محايدين، يعكسان سمة رجل رزين، يظهر في الصورة بجبين عريض يعزز فراسته وعبقريته، وعينين يأخذان حجمهما من نافذتين مفتوحتين على هذا العالم الغامض، ينبثق منهما بريق يبعث على التفاؤل، ونظرة لا تميز بين الماضي والحاضر، حيث تلتقي كل الأبعاد الزمنية فيها، كي تستدعي شخوصا من التراث والتاريخ العربي، مثل ابن الرومي وعنترة وعطيل وامرؤ القيس، وغيرهم، أخذوا حيزا مهما في مسرحياته. ولولا هذه النظرة والرؤية الواسعة التي يتميز بها لما كان كاتبا مسرحيا، بل وكان مجرد كاتب تقارير وإعلامي ينقل الأخبار فقط كما صرح بذلك سابقا، وذلك ما لا يرضاه لنفسه، ولذلك، سخر ملكته وكل ما يملك من علم وثقافة لخدمة المسرح المغربي والارتقاء به.

تتوالى مداخلاته في اللقاءات الثقافية والمنابر الإعلامية، ولكنها تنصب كلها في مجال فني احتفالي، حيث نذر حياته لخدمته من خلال نظريات ودراسات نقدية، جاءت على شكل بيانات جمعها في كتاب سماه المسرح الاحتفالي، وعبر  نصوص ذات طابع تجريبي، رسخت هويته كمسرح صحراوي، حيث يبقى فيه  الإنسان يواجه منطق الغلبة للأقوى، ويتحدى قساوة الطبيعة بعواصفها الرملية وقحطها، ولذلك تجد هذا الإنسان يحاكي الواقع على عكس إنسان المسرح اليوناني الأسطوري الذي يصارع غضب الآلهة.

إنسان عبد الكريم برشيد هو جزء منه، يعيش بيننا، يقاسمنا السراء والضراء، يعبث بنا ونعبث به، يسخر من صمتنا المطلق، فيه شيء من الطفولة التي عاشها محروما  من والده الذي ورث عنه الوقار والوطنية، وفيه أيضا شيء من قلق والدته الفاسية التي  قررت أن ترحل به إلى فاس، وهو ما زال في سن مبكرة ليعيش مع أخواله الذين أشرفوا على تربيته، وساعدوه على متابعة دراسته. فتفتحت عيناه على جامع القرويين، وأسوار المدينة العتيقة وحصونها، ومكتباتها وخزاناتها، مما رسخ فيه حب البحث العلمي.

مسؤوليته في منصب مندوب جهوي للشؤون الثقافية بمدينة الخميسات لسنوات قبل تقاعده،  لم تمنعه من مواصلة دراسته الجامعية بعزم وإصرار وطموح إلى أن حصل على  شهادة الدكتوراه بجامعة مكناس.

لم تأخذ منه الأعوام شيئا من حيويته، حيث لازال يؤطر ويشرف على التكوين، ويسافر من مدينة لأخرى لحضور ندوات ولقاءات ثقافية، والتي يتم تنظيمها بين الفينة والأخرى حاملا معه محفظته التي لا تفارقه، حتى وإن كان في لحظة استرخاء مع  أصدقائه بأحد المقاهي ليرشف كأس الشاي المنعنع الذي يحبه. 

إن الأستاذ عبدالكريم برشيد يحيط به الحب من كل مكان، من المحيط إلى الخليج، ولكن هذا الحب يجتمع كله ليجده في بيته بالدار البيضاء، وسط أسرته إلى جانب أم أطفاله الأربعة.

قوة هذا البورتريه تكمن في مهابة الوجه وملامحه والتعبير الرصين عليه، حيث أن الرسام لم يكلّف خاطره التركيز على الخلفية، وتسليط الضوء عليها، كما فعل في لوحات أخرى، فقد رسمه اعتمادا على خطوط وضربات فرشاة عريضة، وطبقات لونية لتتحمل حجم الوقار الذي يميز هذه الشخصية الفذة).

 هي قراءة احتفالية وعيدية تتجاوز الصورة إلى ما خلفها وإلى ما بعدها وإلى ما يمكن أن يكون هو.. روح الصورة. 

                   احتفالية ملتقى الطرق ومفترق الطرق

 يسألونني .. أنا الاحتفالي الساحر والشاعر والعراف والحكواتي، ما الشيء الغريب والعجيب الذي في هذه الاحتفالية، والذي يمكن أن يكون مثيرا ومدهشا ومقنعا وممتعا ومستفزا، والذي يجعلها تقاوم القبح والنشاز والفوضى والخواء؟

 وفي الجواب يقول الاحتفالي ما يلي:  

يا سادة يا كرام، هذه الاحتفالية هي أساسا هي حضور بلا غياب وبلا تغييب أيضا، وفي فكرها و فنها علمها هذا يحضر كل شيء، ولا يتم نفي أو تغييب أو استبعاد أي شيء من الأشياء، أو إقصاء أي عنصر من العناصر، وبهذا فهي الطريق الذي تلتقي عنده كل الطرق، وهي الفن الذي تلتقي عنده كل الفنون، وبهذا فهي العلم الذي لا يخاصم الشعر، وهي الشعر الذي يسكنه الفكر والعلم، وهي بهذا حداثة لا تقفز على القدامة، وهي حس لا يستبعد الحدس، وهي خيال لا يخاصم المحسوس، وهي حلم لا يخالف الواقع والوقائع، وهي رؤية بالعين ورويا بالقلب، وفي هذه الاحتفالية ـ فكرا وعلما و فنا وصناعة ـ تحضر كل الأجساد الكائنة والموجودة فعلا، وتلك الممكنة الوجود أيضا، وذلك بكل ألوانها وأصباغها، وبكل أضوائها وظلالها، وبكل أشكالها وصورها، ومعها وفيها تحضر أرواحها الحية، وتحضر معها طاقتها المحركة الحية؛ الجديدة والمتجددة على الدوام، وتحضر كل الأشياء أيضا، وتحضر كل المعاني وكل الأفكار وكل الحالات وكل الظلال وكل المشاهدات وكل الأصوات والأصداء، وتحضر كل التصورات وكل الحالات وكل المقامات وكل الاحتمالات وكل الممكنات، بل وكل المستحيلات أيضاً، وإن أهم ما يميز هذه الأشياء ـ في العين الاحتفالية دائما ـ هو أنها حية، وأنها متحركة، وأنها مخادعة، وأنها زئبقية، وأنها مشاغبة ومشاكسة وماكرة، وكل الأضداد فيها تفترق لتلتقي، وتلتقي لتفترق، وتحضر لتغيب، وتغيب لتحضر، وكل شيء في الروح الاحتفالية يظل ناقصا وغير تام وغير مكتمل، وهو لا يمكن أن يكتمل إلا بما يقابله وبما يخالفه وبما يضاعف بعضه البعض، وهذه الأشياء ـ الأفكار ـ الحالات لا يعدم بعضها البعض، والليل فيها لا يلغي النهار، والأبيض فيها لا ينفي السواد، والتجريب لا يلغي التجربة، والتاريخ لا ينفي الواقع، والحلم لا يضاد اليقظة، والسكر لا يضاد الوعي، لأنه درجة من درجات الوعي، ومن الممكن جدا أن يكون هو ما فوق الوعي، أو هو ما بعد الوعي.

                      التجريب في مقام الكشف والمكاشفة

وبالنسبة لهذه الاحتفالية، والتي قد تختلف عن الواقع من غير أن تختلف عن روح الواقع، فإن ما تراه العين المجردة ليس هو وحده الحقيقية، وقد يكون حلما أو وهما أو توهما ونحن لا ندري، وهي تقول مع الغزالي في (مشكاة الأنوا) (اعلم بأن عين البصر تتهاوى في عدد من النواقص: فهي ترى الآخرين ولا ترى نفسها، ثم هي لا ترى ما هو بعيد عنها، كما أنها لا ترى ما خفي خلف الحجاب، وترى ظاهر الأشياء، وليس باطنها، ترى بعضا من الكائنات وليس جميعها، ترى ما هو محدود، وتخطئ عادة في تمييزها، معتقدة صغيرا ما هو كبير، وقريبا ما هو بعيد، ومتحركا ما هو ساكن والعكس بالعكس).

وبهذا فقد كان فعل التجريب الاحتفالي فعلا ماورائيا، وكان فعلا واسعا ورحبا وشاملا وكليا، وكان لا يقف عند درجة العين، ولا عند درجة الحس، ولا عند درجة الصورة، ولقد كان للحدس فيه ولديه وجود، وكان للخيال فيه نصيب، وكان للذوق فيه وجود أيضا، مما جعلنا نقول بأن التجريب الاحتفالي هو تجريب صوفي، تحضر فيه الصورة وعمق الصورة وروح الصورة وما وراء الصورة.

وبهذا يكون من الضروري أن نتساءل:

الاحتفالية والتجريب، ماذا يشكلان في التاريخ المزدوج والمركب للاحتفاليين؟

وفي الجواب نقول: هما عندها، الاحتفالية والتجريب (وجهان اثنان لعملة واحدة، وأول عتبات التجريب في الفعل الاحتفالي يمثلها تجديد اللغة، ويمثلها تجديد معجمها، والذي يعكس أساسا روحها الاحتفالي، ويعكس رؤيتها العيدية، وهي بهذا لا تريد أن تكرر الواقع والوقائع، كما هي، في كلياتها وجزئياتها، وفي صورها وأشكالها، لأن الأساسي لديها هو روح الواقع، أو هو ما فوق الواقع، أو هو ميتافزيقا الواقع، ولعل هذا هو ما يجعل التجريب الاحتفالي ملتزما بروح الحقيقة، وبجوهر الحقيقة، أكثر من التزامه بشكلانية الواقع وبصور الوقائع، ويأتي هذا اقتناعا منها بأنه لا يمكن للفنان الخلاق أن يكون أكثر واقعية من الواقع، أو أن يكون أكثر طبيعية من الطبيعية، أو أن يكون أكثر ملكية من الملك، وهذه الاحتفالية، باعتبارها حالات وجود قبل كل شيْ، لا تنكتب بلغة الواقع المرئي، ولكنها تنكتب بلغة الحقيقة السحرية والخفية، ولهذا تسمى كتابتها الإبداعية كتابة حيوية، و تسمي لغتها الحية والجديدة والمجددة والمتجددة لغة فردوسية، وهي في هذا تؤكد كثيرا على استخدام مصطلح (الانكتابة) والتي تعني بأن الحياة تعبر عن حيويتها من خلال أجسادنا نحن الأحياء، وأن التاريخ يكتب بنا نحن الكائنات التاريخية، وبأن ما نبدعه من فن مسرحي، هو جزء أساسي وحيوي من مسرحيات الوجود ومن مسرحيات الحياة ومن مسرحيات الأيام والليالي ومن مسرحيات التاريخ) هكذا تحدث الاحتفالي في مقالة عن التجريب في مجلة (الثقافة المغربية)؛

                       نحو تجريب ميداني خارج الجدران

وهذه الاحتفالية، في معناها الحقيقي، ماذا يمكن أن تكون سوى أنها تجريب فكري وعلمي شامل ومتكامل، وهي تجريب فيه رؤِية ورؤيا، وفيه أفكار وتأملات فكرية جادة، وفيه أسئلة ومسائل حقيقية، وفيه نظريات وفرضيات، وفيه أبحاث وحفريات، ويتم فعل هذا التجريب في الحياة اليومية، وليس خارجها، وفي الساحات المفتوحة، وليس في الورشات والمختبرات المغلقة، وهو بهذا غير ذلك التجريب الشكلاني الذي يتم في الفضاءات المغلقة، والذي يهدف في الفن إلى الإدهاش السحري وإلى الإبهار الآني.

وفي هذا التجريب لا يتم البحث عن الجديد، والذي يكون مدهشا ومبهرا وسحريا، لأن الاحتفالية أصلا جديدة ومتجددة دائما، وبهذا فهي مدهشة ومبهرة بشكل دائم، وعليه، فإن ما تبحث عنه هذه الاحتفالية، في فنها وعلمها وفكرها، هو أن تحيا حياتها بشكل صادق، وأن يتحقق لها فعل التطور والتحول، وأن تتجدد، وأن ترتقي مدارج الوجود، وقريبا من هذا المعنى يقول شمس الدين التبريزي (إن الذي تبحث عنه يبحث عنك) وهذا هو حالنا مع هذا الذي نسميه التجريب المسرحي، أو المسرح التجريبي، والذي قد نعشقه نحن، من غير أن يبادلنا حبا بحب، ليكون لهذا الحال معنى العشق من طرف واحد، ولا شيء أقسى على النفوس العاشقة من أن تحيا العشق من طرف واحد). من مقالة للكاتب في (نشرة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)، والمقالة بعنوان: (التجريب والمهرحان: أسىئلة ومسائل).

ويؤكد الاحتفاليون على أن أخطر الأشياء التي يبحث عنها الإنسان في فعله التجريبي هي أشياء موجودة فعلا، وهي موجودة في الطبيعة، وموجودة في الحياة، وموجودة في التاريخ، وموجودة في ذاتها أيضا، وهو يبحث عن الجمال في الأشياء وحدها، في حين أنه موجود في الأرواح الجميلة أولا، وموجود في العيون الجميلة، وموجود في العلاقات الإنسانية الجميلة، وفي البنيات المجتمعية ايضا، وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي:

(إنني أنا الكائن الاحتفالي الحي، أتأمل هذه الحياة، وأرى أن من واجبنا جميعا أن نعطيها قيمتها الحقيقية التي تستحق، وأن نقدرها، وأن نقدسها، وليس من قبيل الصدفة أن الاحتفالية قد احتفت دائما بحيوية الحياة، ودافعت عن الحق في الوجود وفي الحياة، ولقد اقتنعت بأنه لا شيء أقدس لدى الإنسان من الحياة مع الحرية، ولا شيء أهم من الحرية مع الكرامة الإنسانية، ومن حرية الأجساد وحرية النفوس وحرية العقول وحرية الأرواح في المجتمعات الحرة). هكذا تحدث الكاتب الاحتفالي إلى جريدة (المساء) المصرية، (ويعتقد الاحتفاليون أن الحداثة الحقيقية ليست في الأشياء، ولا في الصور، ولا المظاهر والظواهر، كما أنها (ليست جرأة زائدة، وليست مخاطرة بلا معنى، وليست نزعة عدوانية لاغتيال الجميل، ولإقصاء الأشياء والصور والعلاقات النبيلة، سواء في الحياة أو في الفكر أو في الفن أو في العلم أو في سلوكهما اليومي. (نفس مقالة مجلة الثقافة المغربية).

شارك هذا الموضوع

د. عبد الكريم برشيد

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!