قصص قصيرة جدا: كسرة خبز

قصص قصيرة جدا: كسرة خبز

حسين جداونه

زيارة

بعد أسبوع زرت قبر أبي..

وقفت عند الشاهد قرأت الفاتحة..

كان سرب من النمل يخرج منه..

سألته: ماذا تعمل هنا؟ ماذا تحمل بين فكيك؟

لا أدري.. أسمعني أم لا؟

لكنه استمر في حركته الدؤوبة..

وأنا خشيت أن أكرّر السؤال

***

ديمقراطية

تسلق درجاتها درجة درجة..

تربّع على عرشها..

حطم السلّم

***

خيبة

بعد طول انتظار تحت أشعة الشمس الحارقة وصلت الحافلة..

أسرع إلى الركوب فيها..

وقعت عينه على عجوز تحاول قطع الشارع..

أمسك بيدها وساعدها على المرور..

شكرته العجوز بحرارة..

ابتسم بوجهها.. وعاد مسرعًا نحو الحافلة..

***

تربص

حام حولها..

تلصص بعيونه الصغيرة عليها..

تلألأت أمامه بيضاء شهيّة..

دعته بإغراء إلى التهامها..

قضمها بأسنانه..

غلّقت عليه الأبواب

***

كرامة

اعترضت طريقه..

داس عليها..

واصل تسلقه

***

لصوص

قبل أن يأوي إلى فراشه..

أغلق الأبواب الخارجية..

تأكد من إقفال النوافذ..

في الصباح..

كانت محفظته في جيب سترته كما تركها..

وكانت خاوية سوى من بطاقاته الثبوتية

***

قيمة

خرج يبحث عنها..

جاب أقطارها من أقصاها إلى أقصها..

عثر عليها في مكب النفايات

***

إيمان

استفاق مبكّرًا..

أحسن وضوءه.. ثمّ غدا إلى مسجده..

رجع إلى بيته متهلل الوجه.. قرأ ورده من (الكتاب)..

قبّله بخشوع..

ثمّ وضعه على الرّف

***

تألّ

في أثناء خروجهما من المسجد..

التقيا عند خزانة الأحذية..

شزر كلّ منهما الآخر..

انتعلا حذائيهما بصمت..

من الطريق نفسه،

ذهبا إلى الجحيم

*** 

كسرة خبز

عثر بكسرة خبز في أثناء طريقه إليهم..

انحنى.. التقطها.. أزال الغبار عنها.. لفّها بمنديل ورقي.. وضعها في جيب سترته..

نبش قبورهم..

واحدًا.. واحدًا

شارك هذا الموضوع

حسين جداونه

كاتب من الأردن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!