كقلب بائت في الضباب

المصطفى مفتاح
بَهارٌ للتصديرِ معلب
والاستيرادِ لا طعمَ
طريقُ التجارة عنكبوت
سندبادَ في السرابْ
لا قراصنةٌ يحزنون
ولا وَعيدُ عادَ
ولا ضبابٌ متمايلٌ
تدحْرَجَ في صَرْصَرَ لا تسْتَمِعْ
أو بعضَ حبٍّ مجَرَّحٍ باليباب
لُجَّةٌ في فِنجانٍ يتدثَّرُ بالكسور
والضبابُ مطبقٌ لا يرتفعْ
بَخّاخٍ من ظهيرةٍ باردةِ التُّؤَدَة
وعطرٍ بائتٍ من الأَلِفْ والفاء
في دفترٍ من ندىً غامضٍ يُحبِلُ بالسّأمْ
زوايا أو دوائر قديمةٌ أو جديدةْ
فانوسٍ فيِ ممرٍّ لا يمُرّْ
عاطفيٌّ هذا الكلامُ قالْ
ثم أغلقَ صنبورَ الأجوبة
ليسألني مُتَّهِما عن سر الحَزَنْ
عما يراه في الفضاء من كآبة
ثم آب إلى الهواية
رمى بقطعةٍ حكيمةٍ من القِطعْ
ثمَّ استوى في الفصولِ على لونٍ بلا قُبَّرَةْ
ثم اتاهُ الحنينُ إلى النون
حوتٌ عظيمٌ يحمل ثورَهُ والرفضَ والقرنين
لَفْظًا بغُنْجٍ ناعمٍ
فظًا سافِرَ الرنين
يسْطُرُ لوعةً في كلام العين
دفينةً
تقلّبَ بيْنَ الفصولِ المورقة
تقوّستْ أظافِرُها انطباعيةَ التجريد
لا تبالغْ في السؤالِ وامضغْ بضع تينٍ مجففٍ من غُمارَة
حيث يطيرُ الماعزُ بين العماد
ولا يرف جفنٌ للمُصادفة الجميلة
كائنةً ما تكون
من حِنّاءِ الأمر بعضُ الكائنات
“وهل يهمها الذبح بعد ذبحها الزرقاءُ ذات الخبرْ”
وهل يزيدها شوقاً بعضُ الضِّرامْ
دَهْشَةً من قذى ثم ماذا؟
خلخالٌ يرد على قرينٍ
أو يتيهُ في الجرس
أو يخاف الصمت
يهاب اللمط
ولُجَّةً تقدها يدٌ من صُلْبٍ أو خشب
رأس من جوز الطيب، قرنفلٍ وغارٍ وزنجبيلٍ وقُرْفةٍ وزعتر
يدقها المهراسُ في الأوان
وغزة في الشواظ
يشجني هذا الزوال
يرعبني الجواب على السؤال: “أي رقم في الاحتمال أقسى؟”
ولا إجابة
كم أسبوعا، كم من الأطفالِ والأشلاءْ؟
كم جُرْعةً من الإنسانيةْ؟
وماذا بعد أن نحطم رقما في القياسِ والمُكابَدةْ؟
ماذا بعد؟
ماذا؟
بعد؟؟؟؟؟؟
ماذا؟؟؟
هل حطامٌ أو نستمر في الحساب؟
10 أبريل 2024
من مجموعة غير منشورة “عام البَوْن”