مبادرة دعم السينما العراقية.. رسائل إنسانية وإبداعية متعددة

رضا الأعرجي
احتلت “مبادرة دعم السينما العراقية” صدارة المواضيع التي حفل بها العدد الـ 21 لمجلة (السينمائي) إلى جانب الإعلان عن اعتبار عام 2025 عام السينما بما يليق بالدور الذي تلعبه عبر رسائلها الإنسانية المتعددة، وبث روح الإبداع العراقي.
وخصصت (السينمائي) صفحاتها الأولى لعرض تفاصيل المبادرة المذكورة التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني وأعلن عنها وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، خلال مؤتمر صحفي، بحضور المستشار الثقافي لرئيس مجلس الوزراء الدكتور عارف الساعدي، والمدير العام لدائرة الشؤون الإدارية والمالية الدكتور علي رضا الحمود، ونقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، وأعضاء لجنة الدعم التي تضم عدداً من النقاد والمهنيين.
وتبلغ المنحة المخصصة لـ “مبادرة دعم السينما العراقية” خمسة مليارات و170 مليون دينار عراقي، وذلك بهدف إقامة مشروع سينمائي فني عراقي مميز. وقد أثمرت حتى الآن عن ولادة 374 فيلماً قصيراً بينها 86 توزعت على جميع محافظات العراق.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح، في الحوار الذي أجراه معه رئيس تحرير المجلة عبد العليم البناء، أن رئيس مجلس الوزراء كان وما يزال إيجابياً جداً تجاه الفنون، فضلاً عن اهتمامه بالحركة الفنية ومبدعيها باعتبارها إحدى وسائل القوة الناعمة التي تسعى الحكومة لترصينها، وترسيخ دورها في بناء العراق الحديث.
وأشار الدكتور جودي في حواره إلى الاستعدادات الجارية لإقامة الدورة الثانية لـ (مهرجان بغداد السينمائي) بعد النجاح الذي عرفته الدورة الأولى التي أقيمت العام الماضي بمشاركة عراقية وعربية واسعة.
وفي هذا الصدد، كرس الدكتور جودي عموده على الغلاف الثاني للمجلة للحديث عن دورة المهرجان الجديدة، مشيراً إلى أن العراق سيشارك بفيلم روائي طويل وثلاثة أفلام قصيرة. كما أفاد باختيار الشقيقة تونس لتكون ضيفة شرف المهرجان مع برنامج للاحتفاء والتعريف بصناعتها السينمائية، إضافة إلى تنظيم ورش سينمائية يحاضر فيها نخبة من أبرز صناع السينما العراقيين والعرب.
الجدير بالذكر، أن الدكتور حكمت البيضاني رئيس (مهرجان بغداد السينمائي) كان قد أعلن، خلال حضوره الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان، عن موعد انطلاق الدورة الثانية للمهرجان وذلك للفترة من 15 إلى 21 أيلول/سبتمبر المقبل. وحول تجربة “خيمة العراق” التي أقيمت لأول مرة في المهرجان، قال: كان لها أبلغ الأثر في تسليط الضوء على نتاجات ومسيرة السينما العراقية، بالإضافة إلى الاشادة بالأعمال العراقية المشاركة ومن بينها فيلم (سعيد أفندي) الذي عرض ضمن قسم “كلاسيكيات كان” وفيلم (كعكة الرئيس) لحسن هادي الذي استقبل بحفاوة.
وجاءت الكلمة الافتتاحية لرئيس التحرير لتصب في هذا الاتجاه. فإلى جانب الإشارة إلى الدورة الثانية لمهرجان بغداد السينمائي، تناول عبد العليم البناء مبادرة دعم السينما العراقية، مذكراً ببعض بنودها والتي من بينها افتتاح جناح العراق الرسمي في دورة مهرجان كان الـ 78، وما شهدته من فعاليات نوعية للتعريف بالسينما العراقية ومشاريعها الرصينة.
وإلى جانب الأبواب الثابتة: كلاكيت (علاء المفرجي) واضاءة (مهدي عباس) وسينمائيون عراقيون (سعد نعمة) أفردت المجلة ملفاً خاصاً عن (آفاق تدريس السينما في كليات ومعاهد الفنون الجميلة) شارك فيه د. صالح الصحن (دراسة السينما) وأ.د. ماهر مجيد ابراهيم (صناعة الصورة بين الدرس الأكاديمي والممارسة العملية) ود. سالم شدهان (السينما ما بين الكتاب والتدريسي والذكاء الاصطناعي) ود. على حنون (نظرية “الفن كصنعة” وانعكاساتها في تعليم الفن السينمائي) ورضا المحمداوي (دراسة السينما أكاديمياً.. أحجار في المياه الراكدة) إضافة إلى حوار أجرته علياء المالكي مع د. شذى العاملي رئيس قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة.
وثمة دراستان: (صناعة السينما بين الذكاء الاصطناعي والبشر: من يتفوق؟) لـ د. ورود ناجي العارضي و(السينما السياسية: كوستا غافراس أنموذجاً) لرضا الأعرجي. وثلاث مراسلات: استناد حداد من استراليا عن اختراقها هوليوود بفن الرسوم المتحركة، وسمير خميرو من باريس عن فيلم (بانزو) والحنين للأوطان، وعدنان حسين أحمد من لندن عن الفيلم الوثائقي (صفر) لإيمان خضير.