نهاية غزة قبل 27 أكتوبر 2026؟!

سمير سكاف
مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 تستعد إسرائيل لنقل الحرب على غزة إلى مستوى آخر، وهو… القضاء عليها!
ولم تكتفِ الحكومة الإسرائيلية بتجويع أهل غزة وأطفالها! وهي “لا ترتوي” مثل “دراكولا من دماء هؤلاء الأطفال، الذين يموتون جوعاً، قصفاً، مرضاً… أو حتى قهراً! فهي تريد الآن احتلال القطاع بالكامل!
200.000 جندي من الاحتياط يحتاجهم الجيش الاسرائيلي بحسب تصريحات رئيس الأركان في الاجتماع الحكومي لتنفيذ هذا الاحتلال الكامل للقطاع.
واحتلال القطاع يعني سقوط الكثير من القتلى، حتى من الجيش الإسرائيلي، بسبب الالتحام والقتال من مساحة صفر، بالإضافة الى الغارات بطائرات F16 و F35، وبصواريخ MK-84 التي يمكنها اختراق كل التحصينات والأنفاق. والتي أثبتت فعاليتها في عمليتي اغتيال السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
سباق مع الزمن!
في الواقع، إسرائيل هي في سباق مع الوقت. إذ يريد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إنهاء غزة قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في 27 أكتوبر 2026.
هذه الانتخابات، التي قد تنهي على الأرجح الحياة السياسية لنتانياهو. في حين أنه يسعى ليخرج من بوابتها في الحرب بطلاً تاريخياً، بإعادة الأمن الى إسرائيل الى 6 أكتوبر 2023!
غزة ستكون عندها من دون حماس، لا عسكرياً ولا في السلطة السياسية! وحكم غزة قد لا يتحول إلى السلطة الفلسطينية، بل إلى دولة عربية مثل الإمارات!
أما الضفة الغربية، فهي ملف مستقل، لا تشمله بعد أميركياً أو أممياً قضية الاعتراف بدولة فلسطين.
هذا الاعتراف، الذي يتحرك دولياً خارج مجلس الأمن بقيادة فرنسية، وبانضمام لاحق مرجح لبريطانيا وكندا، وحتى لألمانيا أو ايطاليا.
في هذه الأثناء، يحق لأهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حماس الاعتقاد أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن أولادهم، وستتسبب بمقتلهم، باتخاذها قرار احتلال القطاع بالكامل!
إن خلفية قرار احتلال غزة بالكامل مبنية على فشل عملية تبادل الأسرى ما قبل الأخيرة.
وكان يمكن لعملية التبادل والهدنة ما قبل الأخيرة أن تشمل 10 أسرى إسرائيليين من الأحياء بالإضافة الى 18 جثة من الأسرى الموتى. في حين يُفترض عندها تنفيذ المرحلة الأخيرة التي تشمل 10 أسرى إسرائيليين من الأحياء، و32 أسيراً من الأموات!
وأمام تشدد حماس باتجاه حلول نهائية وتصلب إسرائيلي في حلول مؤقتة… قبل الإجهاز على حماس، بدا أن الوصول إلى الهدنة ما قبل الأخيرة غير ممكن! مما أدى إلى الخطة البديلة، أي احتلال غزة بالكامل!
ٱن قرار الحكومة الإسرائيلية يعني بالواقع، جرف ما تبقى من مبانٍ بغية تهجير كبير إضافي، مع أو من دون ترانسفير!
إدانات دولية واستنكارات تنطلق من الصين لتصل إلى أوروبا والأمم المتحدة، وسط صرخات تندد بالتجويع والوضع الإنساني الكارثي… كلها من دون أي تأثير فعلي على القرار الإسرائيلي.
وبالتالي، فإن عملية احتلال قطاع غزة بالكامل قد بدأت فعلاً. أما المحطة التالية فهي بعد شهرين، في 7 أكتوبر 2025!