هل ينجح رئيس حكومة فرنسا الجديد حيث فشل أسلافه؟!

هل ينجح رئيس حكومة فرنسا الجديد حيث فشل أسلافه؟!

سمير سكاف

                 وكأن الفرنسيين هم من ابتكروا مقولة: “لو دامت لغيرك ما آلت إليك!”..

سيباستيان لوكورنو هو خامس رئيس للحكومة الفرنسية خلال سنتين! وهو دليل عن العواصف السياسية التي تجتازها فرنسا اليوم!

لوكورنو، مثل فرنسوا بايرو، وقبلهما ميشال بارنييه، لن يكون قادراً على قيادة فرنسا ولا على رئاسة الحكومة بسبب غياب الأكثريات، واستحالة التحالفات!

فشل ماكرون مع بارنييه، والذي استمر فشلاً مع بايرو سيستمر فشلاً مع لوكورنو. فالمشكلة ليست في “كاستينغ” رؤساء الحكومة، بل في الفشل الشخصي للرئيس ماكرون!

ويعتقد الكثيرون أن المخرج يمر بحل جديد للبرلمان. ولكن هذا المخرج لا يدخل في أولويات الرئيس الفرنسي! وهو ليس في الواقع مخرجاً جدياً بسبب التوجهات الشعبية التي قد لا تعطي أي أكثرية في الانتخابات التشريعية الجديدة قبل انتخاب جديد للجمهورية!

المعركة الرئاسية الفرنسية هي المعركة الأساسية. وهي قد بدأت منذ أن حل الرئيس ماكرون البرلمان الفرنسي في حزيران/يونيو 2024.

لم ينتظر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 24 ساعة سقوط رئيس حكومته فرنسوا بايرو، حتى قام بتسمية الوزير سيباستيان لوكورنو رئيساً للحكومة الجديدة!

لم يقم ماكرون باستشارة الفرق السياسية المختلفة، لا يساراً ولا يميناً. وهو لم يستبعد فقط الجبهة الشعبية اليسارية بكل مقوماتها، انطلاقاً من الحزب الاشتراكي وصولاً إلى حزب “فرنسا الأبية”!، بل هو استبعد يساريو الوسط أيضاً!

وهو استبعد خاصة، بالإضافة إلى حزب التحمع الوطني بزعامة مارين لوبين، حزب جان لوك ميلينشون “فرنسا الأبية” الذي يعتبره الجميع حالياً أكثر المتطرفين يساراً.

فرنسا الأبية” كانت قد طالبت باستقالة ماكرون خلال التصويت في البرلمان على حجب الثقة عن حكومة بايرو!

لوكورنو، الآتي من الحزب الرئاسي، الوزير الدائم لماكرون، والوحيد الذي لم يغب عن الحكومات الأخيرة، يتمتع بثقة الرئيس الفرنسي المطلقة. ولكن ثقة الرئيس لا تكفي. فهو غير قادر على حشد أي ثقة لأي غالبية مطلقة حوله!

لا يمكن حكم فرنسا في غياب ثقة الفرنسيين ببعضهم البعض!

فالحكومة الفرنسية الجديدة المرتقبة في الأيام المقبلة ستكون أعجز من وضع سياسة مالية لسد عجز مالي سيصل قريباً إلى عتبة 4 تريليون يورو!

والانجاز البسيط، وفي الحد الأدنى لحكومة كارنو هو التوصل إلى تصويت إيجابي على قانون الموازنة الذي يمكن أن تقترحه! وحتى هذا الأمر لن يكون أكيداً!

أما المخرج الجدي الوحيد الممكن في فرنسا اليوم سينتظر العام 2027، مع رئيس ما بعد ماكرون! وحتى ذلك الحين، الانهيار مستمر! ولوكورنو قد لا يكون رئيس الحكومة الأخير حتى نهاية العهد!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!