وقف إطلاق النار أم استسلام Game Over؟ هل تنضم إيران إلى اتفاقات أبراهام؟!

سمير سكاف
هل لعب الرئيس بوتين دوراً في التوصل إلى حل؟
هل هناك فرص جدية لنجاح وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟ وبناءً لأي شروط؟
عندما يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستقبلاً بين إسرائيل وإيران مليئاً بالفرص والازدهار، فإن ذلك يؤشر إلى استسلام إيران سياسياً وعسكرياً! كما يعني ذلك قبولها بتوقيف التخصيب النووي إما كلياً، وإما بالحد الأدنى المراقب والمشروط!
ولا يُعرف إذا كان وقف النار هذا سيكون جدياً، أو إذا كان يتمتع بفرص جدية للاستدامة، أو أنه سيسقط عند أول منعطف أمني، كاستمرار إسرائيل في سلسلة اغتيالاتها للقادة في الحرس الثوري الإيراني أو لكبار العلماء!
في الواقع، لا يبدو أن فرص نجاح وقف إطلاق النار جدية. إذ أن وقف الاعتداء لا يعني نهاية للمخاطر، إلا إذا كانت تعتبر إسرائيل من جهتها أن الخطر النووي الإيراني قد زال كلياً!
وقد يعني ذلك أيضاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد نصح الإيرانيين خلال لقائه بوزير خارجيتها عباس عرقجي بـ”التعاون” مع الأميركيين لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاد بخياراته العسكرية!
وهو ما يعني أن إيران اقتنعت بالنهاية أنها وحيدة في المعركة ضد الأميركيين. وأدركت أن الأمور ستؤدي في حال المواجهة إلى تدميرها، بعد تدمير برنامجها النووي!
على أي حال، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطمح في النهاية إلى إخضاع وترويض إيران. وهو قد يكون فعل ذلك، بعد ردودها الضعيفة على القواعد الأميركية في قطر والعراق وبين إبلاغها المسبق للأميركيين بالضربات. حيث نجح الأميركيون باعتراض 13 من أصل 14 صاروخاً إيرانياً، في حين أضاع الصاروخ الأخير الطريق والهدف! ولم يسقط من الأميركيين ولو جريح واحد! رد إيران هو أضعف من ردها على اغتيال قائدها قاسم سليماني واستهداف قاعدة عين الأسد في العراق!
إخضاع إيران بالنسبة للرئيس ترامب أو ترويضها يكون في إطار قبولها بواقع الشرق الأوسط الجديد بوصاية أميركية وبـ”الأمن الإسرائيلي“!
ويعني ذلك أيضاً موافقتها على قطع أذرعها بنفسها! مما قد يبشر أيضاً، إذا ما صحت الأمور، بنهاية قريبة لحماس وحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي…
لا بل أن الرئيس ترامب قد يرغب، في قراءة لتصاريحه، إلى سلام بين إيران وإسرائيل، وصولاً مثلاً إلى انضمام إيران إلى اتفاقات أبراهام!
ويعني كل ذلك تغييراً ذاتياً للنظام في إيران!
قد يكون من الباكر جداً الحديث في هذه السيناريوهات. وقد لا يصمد وقف إطلاق النار. وقد تعود الغارات والصواريخ!
ولكن مؤشر ضرب فوردو قد يعني أن اللعبة انتهت Game Over!
فهل هذا هو الواقع الجديد فعلاً؟! أم أن وقف نار الليل يمحوه النهار بالنار؟!