عيناك ثاقبتان لكنك تنظر من عظامك
فادي الطفيلي
إلى حسن عبد الله:
تعبر الآن
إلى الجبل البعيد
متعثرًا بفرح طفليّ
في لوحاتك السريّة.
بمقام الأخضر النابت
فوق أرضها المقصوفة.
فأنت دخلت في بيروت
وخرجت مجبرًا من جرحها،
من هوة النار تحت رأسها،
من روائح يلابسها الخوف
وهواء نتراتٍ يعلو الغيم،
فوق مكان يطحنه الأغنياء
ويبلع غباره
الفقراء.
من “بوابة النار الوحيدة” تعبر.
حيث دخلت مرة
شاهرًا حبّك.
ولديك إلى هذا الحب
عينان
ثاقبتان.
لكنك تنظر من عظامك.
من مغارة نخاعك.
من يديك المشتعلتين.
من شعرك المنثور مقامات ضحكٍ
في الهباء،
وجلدك المنذور للماء
وهواء السهل،
وأظافرك التي تحفر العتم
في جوف الأرض
حتى الأمل.
كما أن الأمل يقولون
شقيق نومك.
مكتوب بخط يدك
على ورقة من نبات
البوط.
يُقرأ بكلمات واضحة
لا لبس فيها،
عن مقهى تشبه أحواض نباتاته
القبور.
إنك تعبر الآن وسط الضباب.
أراقبك في خرس جدران الصيف،
في ظلاله الجاثمة
وآمال نسائمه
المقتولة،
راكبًا وحيدًا
في سرفيس بيروت – الخيام.
٢٣ حزيران ٢٠٢٢