اليوم الــ 153 للحرب: معارك دونباس وخيرسون تراوح … وزيلنسكي يؤكد بدء تصدير الحبوب
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 153 للحرب، ومع دخول الشهر السادس للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف مستودع لمعدات منظومة “هيمارس” الأميركية في غرب أوكرانيا، مشيرة إلى تدمير زورقين للبحرية الأوكرانية خلال محاولة تسلل إلى خيرسون.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن منظومة صواريخ “هيمارس” دمرت 50 مخبأ روسيا للذخيرة.
وتزامنا، أعلن الأمن الفيدرالي الروسي إحباط عملية للمخابرات الأوكرانية لاختطاف مقاتلات روسية. وبيّن ضابط روسي في جهاز الأمن الفيدرالي لقناة “روسيا 24” أن المخابرات البريطانية دعمت نظيرتها الأوكرانية في محاولة اختطاف المقاتلات الروسية بإشراف من الأجهزة السرية لدول الناتو.
من جهتها، أفادت وزارة الاستخبارات البريطانية أن المعارك في دونباس وخيرسون مستمرة لكنها غير حاسمة، مؤكدة أن القادة الروس يواجهون معضلة الدفاع في الشرق أو الهجوم في الغرب. كما أشارت إلى تضرر 300 عربة عسكرية روسية، بينها دبابات وناقلات جند بأوكرانيا.
وتؤكد تصريحات أوكرانية متكررة أن السلطات في كييف تريد قلب المعركة من الدفاع إلى الهجوم عبر بدء معركة لطرد القوات الروسية من منطقة خيرسون التي تسيطر عليها موسكو منذ انطلاق عمليتها العسكرية في 24 فبراير الماضي.
وفي وقت دفعت روسيا بالجزء الأكبر من قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، قد تكون معركة خيرسون حاسمة لتحديد مستقبل الحرب.
وتقول السلطات الأوكرانية في خيرسون إنها ستستعيد المنطقة بحلول سبتمبر المقبل، مضيفة أن الجيش الأوكراني أظهر ثباتا خلال المعارك الماضية، وسينتقل إلى الأعمال الهجومية المضادة.
التصريحات تأتي بعد أن أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته تتحرك تدريجيا في خيرسون. فأوكرانيا بدأت المعركة بالفعل عبر القصف، حيث تعرض جسر أنتونيفسكي الحيوي في خيرسون لأضرار بالغة بعد قصف أوكراني.
وتقول روسيا إن أوكرانيا استخدمت أنظمة صواريخ “هيمارس” التي زودتها بها الولايات المتحدة لقصف الجسر الذي يعبر نهر دنيبر ويربط منطقة خيرسون بشبه جزيرة القرم.
وكانت خيرسون أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية حين بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا. وستكون استعادتها انتصاراً رمزياً واستراتيجياً لكييف، إذ ستعني طرد القوات الروسية من منطقة رئيسية شمال معقلها أي شبه جزيرة القرم، وقطع الطريق أمام الكرملين لشن هجوم مستقبلي غربا على طول ساحل البحر الأسود إلى أوديسا.
وستكون المعركة المقبلة اختباراً أساسيا للقوات الأوكرانية لتحديد ما إذا كانت، في ظل تزويدها بأسلحة غربية جديدة، ستتمكن من ردع الروس وتحرير كامل أراضيها. وقالت كييف والمخابرات الغربية إن موسكو تعزز دفاعاتها في الجنوب في محاولة لردع أي هجوم، فيما صعّدت القوات الروسية ضرباتها على مدينة ميكولايف القريبة في محاولة على ما يبدو لوقف أي هجوم أوكراني.
وأعلن وزير دفاع أوكرانيا أليكسي ريزنيكوف، أن “القطع الثلاثة الأولى من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات “غيبارد” وصلت اليوم من ألمانيا، وتم تسليم عشرات الآلاف من الذخائر الخاصة بها، ونحن ننتظر وصول أول 15 منظومة منها، حيث دخل ثلاثة منها بالفعل أوكرانيا، واليوم هي بالفعل تحت تصرف القوات المسلحة الأوكرانية“.
على صعيد آخر، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى “أننا سنبدأ تصدير الحبوب حتى نثبت للعالم كله أننا لا نمنع خروج المحاصيل من بلادنا”، مؤكداً أنه “على روسيا رفع الحصار عن البحر الأسود، ونثق في تركيا والأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب”. واعتبر أن “حصار البحر الأسود سيؤدي إلى مجاعة في إفريقيا وفي الكثير من الدول الآسيوية”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الاثنين، إن هجوما صاروخيا روسيا على ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا لن يؤثر على تصدير الحبوب، لكنه دعا الأمم المتحدة إلى العمل على رفع القيود على الصادرات الروسية حتى ينجح اتفاق الحبوب التاريخي.
وأوضح بيسكوف في مؤتمر صحافي، أن روسيا استهدفت البنية التحتية العسكرية في هجوم صاروخي يوم السبت، وذلك بعد ساعات فقط من توقيع كييف وموسكو اتفاقا تاريخيا لاستئناف صادرات الحبوب المهمة من أوكرانيا. وأضاف بيسكوف “هذه الضربات مرتبطة تحديدا بالبنية التحتية العسكرية”. وتابع “إنها ليست مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالبنية التحتية المستخدمة لتصدير الحبوب. يجب ألا يؤثر ذلك، ولن يؤثر، على بدء الشحنات”.
وأثارت الضربة التي تعرضت لها أوديسا، تساؤلات حول ما إذا كان الاتفاق سيصمد أو ما إذا كانت جميع الأطراف ستحترم الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول.
وتوقفت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ 24 فبراير ـــ شباط عندما أرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا فيما وصفتها بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين إنه لا توجد عوائق أمام تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وأفاد أن “الضربة كانت تستهدف البنية التحتية العسكرية في الميناء”،
في سياق متصل، قال متحدث باسم الإدارة العسكرية لمدينة أوديسا اليوم لاثنين إن أوكرانيا لن تزيل الألغام بالكامل من منطقة الميناء رغم اتفاق تصدير لحبوب مع روسيا الذي تم توقيعه الجمعة الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن سيرغي براتشوك القول إن “فتح ميناء أوديسا لتصدير الحبوب الأوكرانية رغم القصف الروسي الأخير للبنية التحتية للميناء لا ينطوي على إزالة الألغام بالكامل”. وأضاف المتحدث أن السفن ستأخذ طريقها من الموانئ الثلاثة المشار إليها في الاتفاق وبينها أوديسا عبر ممرات ضيقة.