وأخيرا انتبه ذوو الألباب إلى حموضة متعفنة!

وأخيرا انتبه ذوو الألباب إلى حموضة متعفنة!

د. محمد الشرقاوي

فاضت الحكمة عن خميرتها وأصبح بعض “البروفيسورات” وأصحاب الألقاب “الجامعية” الزائفة مقدمي برامج إذاعية برّاقة، تتطاول على المعرفة، وتُقبر المسؤولية الأخلاقية والمهنية في نقاشات المجال العام، إلى أكثر من مجاراة عرّابي نظام السيسي في مصر بظواهر “إعلامية” شاذة من فصيلة أحمد موسى وعمرو أديب.

في زمن العبثية بآذان وأذهان المواطنين، انتحر هابرماس أكثر من مرة في المغرب، واغتيل الفعل التواصلي بفعل نزعة هؤلاء “المستفقهين”، أو بالأحرى “المُسْتَبْرُوفيسُّورِيّين” نحو تسويق الطالح وغير الفالح في استعراض قدرتهم على فنّ التطبيل وحتى الرقص الشرقي على أنغام الإيقاع السياسي المنشود، وتأكيد” أن حملة “أخنوش إرحل” جزء من مؤامرة عالمية عظمى تتربص بالمغرب وتقويض مؤسساته ونسف إنجازاته “الاستثنائية“.

تزداد العروض في منحاها البهلواني لدى شهود الزور إلى احتكار الحق في لقب “أبناء الوطنيين”، وهي سردية شاردة تبعث على الغثيان، ناهيك عن أحاديث “تلذذية” مع بعض النساء بئيسات العلاقة الزوجية، ومغزى السؤال عما كان ينقص “زوجة الإثني عشر عاما” مع فحل “الخمسين ربيعا”؟!

زادت الحموضة في خميرة الحكمة “البروفيسورية”، وانتشر تعفّنها في شتى الاتجاهات. وحان الوقت للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أن يرشّوا الماء وعلبة “تيد” وقارورة “جاڤيل”، وطمر بقية المأساة..!

حملة تنظيف وطنية حقا تستحق الإشادة والتقدير، يا أبطال الخطاب الرصين والذوق الأصيل في زمن الشوائب والطفيليات.

من قال كذبا،  إن الشموع لا تضيء في مغرب العجائب!

Visited 7 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. محمد الشرقاوي

أكاديمي وكاتب مغربي