بَحَّار
شعر: ناصر السوسي
مَنْ أَكُون؟
كَذلِكَ قَالَ لِي
صَارِخاً.
وَبِأَسًى، فِي وَجْهِي، قَال
صَائِحاً:
أَيْنَنِي؟
رَبَّتُّ عَلَی كَتِفِهِ مُبْتَسِماً فَقُلْتُ
قَدْ أُخْبِرُك…
لَكِنْ هَلُمَّ ٱلآن!
ثُمُّ مَدَدْتُ يَدِي نَحْوَهُ
عَسَانِي
أُسَكِّنُ رَوْعاً أَرْعَشَهُ.
وَمِثْلَ طِفْلٍ أَرْهَبَهُ كَابُوس،
أَمْسَكَ بِتَلابِيبِي لِيُرَافِقَنِي
كَمَحْجُورٍ،
مَذْعُورٍ،
إِلَى حَيْثُ أَدْرِي وَلاَيَدْرِي ،
بَيْنَ مَتَاهَاتِ زُقَاقٍ.
وَعَلَى إِيقَاعِ خَطْوِنَا ٱلرَّتِيبِ فِي
قَلْبِ ٱلْعَتَمَة،
قَصَّ عَلَيَّ بِصَوْتٍ مَبْحُوحٍ
فَصْلاً مِنْ حَيَاةِ بَحَّارٍ
كَانَهُ يَوماً،
قَبْلَ أَنْ يَؤُوبَ ثَانِيَةً ،
مُكْرَهاً
إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ،
تَائِهاً
بَيْنَ حَانَاتِ ٱلْمَوَانِئِ ؛
وَبِذَاكِرَةٍ شَطِيرَةٍ
عَنْ رُعَاعِ
ٱلأَرْصِفَةِ ،
وَنَوارِسِ ٱلْفَنَارَاتِ
ٱلْمُلَوَّنَةِ،
وَبِعَيْنَيْنِ تَفِيضَان،
تَفِيضَانِ
بِٱلْفَرَاغ …